إلياس سركيس لـ"هي": نصنع من كل زفاف تحفة ومن كل تفصيل نخلق فخامة وذكرى خالدة
يُعرف إلياس سركيس، منظم الحفلات ومؤسس شركة Trend Events، بقدرته الفريدة على تحويل كل حفل زفاف إلى تحفة فنية متكاملة، حيث تتجسّد الفخامة في التفاصيل الدقيقة التي تُصنع بإتقان. بالنسبة إليه، لا يقتصر الترف على المظاهر أو البذخ، بل يتجسّد في حسن التصميم، وتنسيق الألوان، واختيار الزهور بعناية، وصنع أجواء متكاملة تعكس ذوق العروسين وهويتهما.
من خلال خبرته الطويلة في لبنان والعالم العربي، استطاع سركيس أن يخلق تجارب لا تُنسى للعروسين وضيوفهم على حد سواء، حيث تتداخل الهندسة المدروسة مع الإبداع الفني، وتتحوّل أي مساحة، مهما كانت، إلى مشروع ينبض بالفخامة والخصوصية. ويؤكد أن كل زفاف هو قصة مستقلة، وكل مشروع هو ترند بحد ذاته، يتجدد مع كل تفاصيله، لتصبح الذكرى حيّة، تُستعاد بعد عشرين أو ثلاثين عامًا بابتسامة ودهشة.

تابعي حوارًا خاصًا أجريناه مع إلياس سركيس، مؤسس شركة Trend Events، الذي كشف لنا أسرار تحويل كل زفاف إلى تحفة فنية لا تُنسى، حيث تتجسّد الفخامة في أدق التفاصيل.
-
تُعرف حفلات الزفاف التي تنظمها بأنها استثنائية بكل تفاصيلها. كيف تعرّف "الترف" في مفهومك الخاص؟
نحن معروفون بتنظيم حفلات استثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، سواء في لبنان أو في مختلف الدول العربية، كما نفخر بتقديم حفلات لعدد من المشاهير.
أمّا مفهوم الترف في نظري، فلا يرتبط فقط بالضخامة أو المظاهر، بل يتجسّد كل شيء في التفاصيل الدقيقة. فالترف الحقيقي يكمن في حسن التصميم، وانسجام الأجواء، ودقّة الاختيارات في الـ Styling، وفي طريقة إعداد المشهد العام للحفل (Set-up).
وما يجعل الحفل فخمًا بحق هو العناية بكل جزئية صغيرة: من توزيع المساحات، إلى تنسيق الألوان، مرورًا باختيار أنواع الزهور وألوانها، وصولًا إلى خلق أجواء متكاملة تعكس ذوقًا رفيعًا وهوية واضحة ومميّزة. فالفخامة، في النهاية، هي حكاية تفاصيل تُروى بإتقان.
-
الفخامة تكمن في التفاصيل الصغيرة… ما هي أبرز التفاصيل التي تحرص عليها دائمًا لتتحوّل المناسبة إلى تجربة لا تُنسى للعروس وضيوفها؟
نولي التفاصيل عناية قصوى، لأنها العنصر الأساسي الذي يحوّل المناسبة من حفل جميل إلى تجربة متكاملة لا تُنسى. في البداية، نحرص على اختيار ثيم واضح ومبتكر للزفاف، يكون بمثابة الإطار العام لكل ما سيأتي بعد ذلك. ثم ننتقل إلى مرحلة الأهم: فهم شخصية العروسين، وما يشبههما فعلًا في هذا اليوم الاستثنائي الذي قد لا يتكرر في حياتهما.
كما ندخل في أدق التفاصيل، بدءًا من تصميم الطاولات، وأسلوب تقديم الضيافة، والبطاقات (Stationery)، وصولًا إلى توزيع المقاعد (Floor Plan)، وأنواع الأطعمة التي يفضلها العروسان، وكل ما يعبّر عن ذوقهما الخاص. هدفنا ليس فقط تنظيم حفل جميل، بل بناء تجربة متكاملة للضيوف، وتجربة عاطفية وإنسانية للعروسين في آنٍ معًا.
إلى ذلك، نعمل على أن تبقى هذه الليلة حاضرة في الذاكرة بعد عشرين أو حتى ثلاثين عامًا، حين يعود العروسان لمشاهدة فيديو الزفاف أو تصفّح الصور، فيبتسمان ويستعيدان المشاعر ذاتها. فغايتنا أن نصنع ذكرى حيّة، لا مجرد مناسبة عابرة.
-
مع تطوّر ذوق العروس الخليجية والعربية، كيف تغيّرت معايير حفلات الزفاف الفاخرة في السنوات الأخيرة؟ وهل ما زال البذخ هو المقياس الأوّل للفخامة؟

مع تطوّر ذوق العروس الخليجية والعربية، تغيّرت معايير حفلات الزفاف الفاخرة بشكل واضح وملحوظ. لا يمكن إنكار أنّ الميزانية ما زالت عنصرًا أساسيًا في إنجاح أي مشروع زفاف كبير، إذ من دون رصد ميزانية مناسبة يصعب تنفيذ مشروع ضخم غني بالتفاصيل. لكنني لا أفضّل تسميته “بذخًا” بقدر ما أراه استثمارًا مدروسًا في تجربة متكاملة ومميّزة تليق بهذا اليوم الاستثنائي.

أمّا على مستوى تطوّر المعايير، فقد أصبح حفل الزفاف اليوم محطّة أساسية في الحياة الاجتماعية، بل تحوّل إلى صناعة قائمة بحد ذاتها، سواء في لبنان أو في العالم العربي، وصارت من أبرز القطاعات التي تنشّط الحركة السياحية والاقتصادية. لم يعد الزفاف مجرد مناسبة عائلية، بل مشروع متكامل يتداخل فيه التصميم، والإبداع، والتقنيات الحديثة. شهدنا أيضًا تحوّلًا في أماكن إقامة الحفلات، فبعد أن كانت تقتصر سابقًا على المنازل أو القاعات التقليدية، عادت اليوم بقوّة إلى القصور، والبيوت الفاخرة، والمواقع الخاصة التي يتم تحويلها بالكامل إلى فضاءات مصمّمة خصيصًا للمناسبة، بعيدًا عن فكرة “الديجا فو”. هنا تتجلّى الفخامة الحقيقية، وهنا ترتفع الميزانية لنتمكّن من تلبية متطلبات العروس والمشروع على حد سواء، من حيث الإضاءة، والمؤثرات البصرية، والصوتيات، وأنواع الزهور المختارة بعناية، وصولًا إلى الطهي، والكيك، والحلويات، والهدايا (Giveaways)، وحتى أدق تفاصيل الديكور.
اليوم، لم تعد الفخامة مرتبطة فقط بحجم الحفل، بل بقدرتنا على تحويل أي مساحة، حتى إن كانت صالة فارغة أو مستودعًا (Warehouse)، إلى مشروع متكامل نابض بالفخامة والهوية والخصوصية. هذا هو التحوّل الحقيقي في معايير الزفاف المعاصر.
-
كيف توازن بين الإبداع الفني في تصميم الديكور وبين الحفاظ على الطابع الراقي والأنيق الذي يميّز حفلاتك؟
في الحقيقة، ينطلق توازننا بين الإبداع الفني والطابع الراقي من خلفيتنا المعمارية والهندسية، فكل مشروع نقوم به يرتكز أولًا على أساس هندسي مدروس. نحن ننظر إلى كل حفل بوصفه مشروعًا متكاملًا، تُبنى فكرته على أبعاد مدروسة، بغضّ النظر عمّا إذا كان الزفاف كبيرًا أو صغيرًا، بسيطًا أو فخمًا، في قصر، أو قاعة، أو في الهواء الطلق.
الطابع الراقي هو أولوية ثابتة لا نتنازل عنها في أيّ مشروع، فهو الهوية الأساسية التي تميّز أعمالنا. بعد تثبيت هذا الإطار، تبدأ مساحة الإبداع الفني في الظهور، حيث نعمل على ترجمة هذا الرقي بأساليب مبتكرة، من خلال توزيع المساحات (Floor Plan)، وتصميم المشاهد البصرية، واختيار الزهور، والإضاءة، وسائر التفاصيل الدقيقة.
كما نحرص دائمًا على عدم تكرار الأفكار أو نسخ أي تجربة سابقة، بل نؤمن بأن الإبداع الحقيقي يكمن في أن نكون صُنّاع أفكار (Creators)، نبتكر مخططات جديدة، ونبتدع لوحات ألوان مختلفة، ونقدّم تصاميم تحمل بصمتنا الخاصة، مع المحافظة في الوقت نفسه على روح الأناقة والهدوء والرقي.
بهذا التوازن بين الهندسة المدروسة والإبداع الحر، نضمن أن تكون حفلاتنا مميّزة، مبتكرة، وفي الوقت نفسه راقية وأنيقة كما تعوّدنا أن نقدّمها.
-
ما هي الاتجاهات الجديدة في حفلات الزفاف الفاخرة لعام 2026؟ وهل تميل العرائس نحو الفخامة الكلاسيكية أم العصرية بلمسة مبتكرة؟

لا أؤمن بمفهوم “الترند” بالمعنى التقليدي، ولا أتعاطى مع المواسم على أساس ما هو رائج وما هو منتهي. بالنسبة إليّ، كل حفل يحمل نكهته الخاصة، وكل زفاف هو ترند بحدّ ذاته. كل عرس هو قصة مستقلة، وكل مشروع هو حكاية متفرّدة، بل هو تحفة هندسية متكاملة تضمّ في طيّاتها البصريات، والصوتيات، والزهور، والعروض الفنية، والرقص، والفنانين، وأنواعًا مبتكرة من الأطعمة، وتجارب جديدة تُصمَّم خصيصًا للعروسين وضيوفهما.
ولذلك، سواء كان الحديث عن عام 2026 أو عن أي عام آخر، أقول دائمًا: لا يوجد لون لهذا العام وآخر لغيره، ولا تصميم صالح لسنة وغير صالح لأخرى. فكل يوم يولد ترند جديد، وكل يوم تُروى قصة مختلفة.

اليوم، تميل شريحة واسعة من الناس، ومن العرائس بشكل خاص، إلى الفخامة الكلاسيكية بما تحمله من رقيّ وثبات في الذوق. وفي المقابل، هناك فئة أصغر، لكنها حاضرة، تفضّل العصرية بلمسة مبتكرة. واستنادًا إلى خبرتنا المباشرة مع عملائنا، بات واضحًا أن نحو تسعين في المئة من حفلات الزفاف تميل إلى الطابع الكلاسيكي الفاخر.
غير أنّ هذا لا يمنع أن تتخلّل الفخامة الكلاسيكية دائمًا لمسة عصرية مدروسة تضفي على المشهد بريقًا متجدّدًا. فنحن اليوم في زمن تطوّرت فيه الأدوات، ودخلت تقنيات حديثة ومؤثرات بصرية جديدة. وحتى عند اعتماد الزهور البيضاء الهادئة والتفاصيل الكلاسيكية في الديكور، لم نعد نعود إلى الشكل التقليدي للطاولات الدائرية، بل نتّجه إلى طاولات منحنية مصنوعة من الكريستال أو الأكريليك، مع إمكانيات مبتكرة لتنسيق الأقمشة والشراشف. وهنا يتحقّق ذلك التوازن الجميل بين الفخامة الكلاسيكية والأناقة المعاصرة.