9 وجهات سياحية أوروبية للهروب من الزحام في شهر العسل
تشتهر القارة الأوروبية بأنها موطن لبعض من أجمل وأفضل الوجهات السياحية حول العالم، ولذلك ليس من الغريب أن تصبح أوروبا خيار مفضلا لرحلات شهر العسل، خاصة للعرائس والعرسان الجدد الذين يحلمون بالاستمتاع برحلة شهر عسل مثالية، ولا يخططون لادخار النفقات في سبيل تحقيق ذلك، ولكن الأزمة هنا أن الوجهات السياحية الأكثر شهرة في أوروبا والتي يعد بعضها من بين أفضل الوجهات السياحية لرحلات شهر العسل حول العالم، أصبحت تعاني من السياحة المفرطة، ولذلك فإن بعض من هذه الوجهات السياحية الأوروبية الشهيرة اتخذت إجراءات للحد من الأعداد الهائلة من السائحين التي تتوافد على زيارتها على مدار العام، مثل مدينة البندقية الإيطالية الساحرة والتي تعد واحدة من أكثر المدن رومانسية حول العالم حيث لجأت المدينة لتركيب البوابات الدوارة للحد من الأعداد الضخمة من زوارها من السائحين، في حين لجأ سكان مدينة برشلونة الساحرة للاحتجاجات، لمطالبة حكومتهم باتخاذ إجراءات للتقليل من الأعداد الضخمة من السائحين وزوار المدينة، أما جزيرة سانتوريني اليونانية والتي تعد واحدة من أفضل الجزر اليونانية للزيارة لرحلات شهر العسل، فقد لجأت إلى فرد قيود على أعداد السفن السياحية الوافدة إليها للحد من مشكلة السياحية المفرطة التي تعاني منها الجزيرة.
أفضل الوجهات السياحية للهروب من الزحام في شهر العسل في أوروبا
لذلك إذا كنت لا تحبين فكرة الغرق بين حشود السائحين، أو فكرة التعامل مع قيود وإجراءات الوجهات السياحية الشهيرة الخاصة بالسياحة أو غضب السكان المحليين في الوجهات السياحية الشهيرة من مشكلة السياحية المفرطة، وما شابه ذلك خلال رحلتك في أجازة شهر العسل، فإن الخيار الأفضل بالنسبة لك هو تجنب السفر إلى واحدة من الوجهات السياحية الأوروبية الشهيرة في رحلتك في أجازة شهر العسل، ولكن الخبر الجيد هنا، أن تجنبك السفر إلى وجهة سياحية شهيرة في أوروبا لا يعني أنك بالضرورة لن تتمكني من الاستمتاع بسحر وروعة القارة الأوروبية خلال رحلتك في أجازة شهر العسل، فهذه القارة الساحرة لا تزال تحتضن وجهات سياحية ساحرة ولكن أقل شهرة حيث يمكنك الاستمتاع بالثقافة الأوروبية الأصيلة، وأروع ما توفرةه أوروبا لزوارها في العطلات السياحية من عمارة تاريخية، ومأكولات شهية، ومعالم طبيعية خلابة وشواطئ ساحرة، وأكثر من ذلك بكثير، دون أن تضطري إلى مواجهة حشود من السائحين أو الوقوف في طوابير طويلة قبل الدخول إلى أحد المعالم السياحية الشهيرة، وفيما يلي مجموعة من أفضل الوجهات السياحية الأوروبية غير المزدحمة بالسائحين، للزيارة والاستمتاع بسحر أوروبا خلال رحلتك في أجازة شهر العسل:
-
أفييرو، البرتغال
تشتهر مدينة أفـيرو وهي مدينة وبلدية تقع في وسط البرتغال، باسم "فينيسيا البرتغال" بسبب قنواتها المائية والتي تمر عبرها العديد من القوارب الملونة أو "الموليسيرو" كما يطلق عليها في البرتغال، يوميا، في مشهد مبهر، إضافة إلى ذلك فإن المدينة تضم أيضا العديد من المعالم السياحية المثيرة للإعجاب، والتي تتضمن مباني أنيقة على الطراز الحديث بألوان الأيس كريم، متاحف رائعة، أشهرها متحف أفـيرو والذي يضم مجموعة مبهرة من المنحوتات الخشبية المطلية بالذهب، أحواض الملح الشهيرة في المدينة والتي تنتج ملح عالي الجودة ومفضل للطهاة المحترفين، وبمناسبة الحديث عن الطهي، لا تفوتي فرصة تجربة تناول بعض من أشهى المأكولات والحلويات المحلية في مدينة أفييرو، مثل حلوى أوفوس مولز ovos moles، وهي حلوى صفار البيض اللذيذة التي تحضرها الراهبات المحليات تقليديا في المدينة.
مدينة أفييرو تعد أيضا نقطة انطلاق مثالية لوجهات سياحية رائعة في البرتغال، أشهرها مدينة بورتو وهي ثاني أكبر مدينة في البرتغال وتقع في شمال البلاد على مصب نهر دورو على المحيط الأطلسي، وتشتهر المدينة والتي تبعد عن أفييرو مسافة 45 دقيقة فقط بالسيارة، بشواطئها الساحرة، وتاريخها العريق وخاصة في منطقة البلدة القديمة في المدينة، والتي وهي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو.
-
كيفالونيا، اليونان
بينما تعج جزيرة سانتوريني بزوارها الباحثين عن العطلات الشاطئية المثالية والنزهات الرومانسية وقت غروب الشمس على الساحل، وتبلغ تكلفة الرحلات السياحية في ميكونوس مستوياتٍ فلكية، سنجد جزيرة كيفالونيا أقل ازدحاما وتكلفة للزيارة وفي الوقت ذاته، لا تقل عن سحرا عن جزيرتي سانتوريني وميكونوس الأكثر شهرة.
على الرغم من ظهورها في فيلم Captain Corelli’s Mandolin للنجم الأمريكي نيكولاس كيج Nicolas Cage والنجمة الإسبانية بينيلوبي كروز Penélope Cruz، إلا أن جزيرة كيفالونيا وهي أكبر جزيرة في البحر الأيوني، لا تزال تحت الرادار مقارنة بالجزر اليونانية الأكثر شهرة مثل سانتوريني وميكونوس، لذلك إذا كنت تتطلعين للاستمتاع برحلة شهر عسل مثالية على جزيرة يونانية ساحرة، مع تجنب حشود السائحين في الوقت ذاته، فإن جزيرة كيفالونيا ستكون خيار مثالي بالنسبة لك.
جزيرة كيفالونيا توفر لزوارها معالم طبيعية خلابة، أبرزها منحدرات الحجر الجيري التي تغوص في المياه اللازوردية الصافية على شاطئ ميرتوس، بحيرة ميليساني الجوفية الزرقاء، قرية فيسكاردو الريفية الساحرة والتي لا تزال تحتفظ بسحرها ومعالمها المميزة التي تعود إلى العصر الفينيسي، إضافة إلى ذلك فإن الجزيرة وجهة سياحية مثالية أيضا للاستمتاع بتناول المأكولات اليونانية الشهية، وخاصة المأكولات البحرية الطازجة، وكذلك مشهد غروب الشمس اليوناني الأسطوري على شاطئ البحر.
في الوقت الذي تزدحم فيه المعالم السياحية الشهيرة في العاصمة التشيكية براغ (مثل جسر تشارلز الشهير) بحشود السائحين والزوار، يهيمن الهدوء والسلام على مدينة تشيكية ساحرة أخرى، لا تقل سحرا عن عاصمة البلاد، وإن كانت أقل زحاما حتى خلال موسم الذروة السياحي في التشيك، وهي مدينة كوتنا هورا التي يعود تاريخها إلى العصور الوسطى وتقع على بعد ساعة واحدة فقط عن العاصمة براغ.
تتميز مدينة كوتنا هورا بمعالمها التاريخية والمعمارية الساحرة والتي تتضمن معالم معمارية قوطية جذابة، مثل كنيسة القديسة باربرا، وهي أحد مواقع التراث العالمي لليونيسكو، وتنافس في تصميمها المعماري أروع وأشهر كاتدرائيات العاصمة براغ، هناك أيضا دار سك العملة الملكية السابقة في كوتنا هورا، وتقع في قلب حصن تاريخي من العصور الوسطى، ومن بين المواقع السياحية الرائعة الأخرى التي تستحق الزيارة في مدينة كوتنا هورا، منطقة البلدة القديمة في المدينة والتي تتميز بشوارعها العريقة المرصوفة بالحصى وتعد وجهة مثالية للتنزه سيرا على الأقدام واستكشاف الحياة المحلية عن قرب في كوتنا هورا.
-
أوتريخت، هولندا
بينما تعج شوارع العاصمة الهولندية أمستردام بالسياح والزوار على مدار العام، تتمتع شوارع وأحياء مدينة أوتريخت الهولندية بالهدوء وتخلو من الزحام، بالرغم من حقيقة أنها تتمتع بسحر مماثل لسحر العاصمة الهولندية وتضم هي الأخرى قنوات مائية ساحرة على غرار تلك التي تنتشر في مختلف أنحاء عاصمة البلاد.
أوتريخت لا تبعد كثيرا عن العاصمة الهولندية حيث تبعد حوالي 25 دقيقة فقط بالقطار عن أمستردام، وتتميز أوتريخت أيضا بأنها لقنوات مائية مميزة وموزعة على مستويين، مع أقبية على ضفافها تضم الآن مقاهي ومطاعم مريحة، ومن بين المعالم السياحية الأخرى المثيرة للإعجاب في المدينة برج دوم الشهير والذي يرتفع بطول 112 متر فوق مركز المدينة الذي يعود تاريخه إلى العصور الوسطى، أوتريخت تعد أيضا واحدة من أفضل المدن الهولندية لركوب الدراجات، حتى أنها تتفوق في ذلك على العاصمة أمستردام، حيث تضم أوتريخت أكبر موقف دراجات في العالم يتسع لـ 12,500 دراجة، إضافة إلى ذلك فإن المدينة تضم سوق زهور عائم ومتاحف رائعة، ومشهد طعام نابض بالحياة وأفضل ما في الأمر أنك ستتمكنين من الاستمتاع ومشاركة كل ذلك في المقام الأول مع السكان المحليين في المدينة، وليس المجموعات السياحية وحشود السائحين الضخمة.
-
هيماري، ألبانيا
تقع مدينة هيماري الألبانية الساحرة في قلب منطقة ساحلية خلابة في ألبانيا، تعرف بالريفيرا الألبانية، وتوفر المدينة لضيوفها تجربة شاطئية متوسطية مثالية، بأسعار زهيدة مقارنة بأسعار الجزر اليونانية المجاورة، ومع حشود سائحين أقل، وتتميز المدينة بشواطئها الساحرة ذات المياه الصافية الكريستالية، مثل شاطئ جيبي الساحر، والذي لا يمكن الوصول إليه إلا بالقارب ويهيمن على هذا الشاطئ أجواء الجمال والعزلة في قلب الطبيعية والتي اختفت من غالبية الشواطئ الأخرى على سواحل البحر الأبيض المتوسط منذ سنوات، مدينة هيماري تضم أيضا منطقة بلدة قديمة ساحرة تقع على سفح تل وتضم معالم معمارية وتاريخية جذابة وتستحق الزيارة، وتتضمن معالم أثرية بيزنطية.
-
فروتسواف، بولندا
بينما تزدحم مدينة كراكوف البولندية بالسائحين الشباب وهواة الاحتفال، وتجذب العاصمة وارسو المسافرين والزوار من الأثرياء ورجال الأعمال، تظل مدينة فروتسواف أكثر مدن بولندا سحرا وهدوء، وشبه خاوية من حشود السائحين. تقع مدينة فروتسواف على ضفاف عدة جزر على نهر أودر، وتتميز بعمارة ساحرة تمتد من القوطية إلى الفن الحديث، وغالبا ما تقارن من حيث سحرها وجاذبيتها بمثيلتها في العاصمة التشيكية براغ، وإن كانت لا تجذب حشود ضخمة من السائحين على غرار براغ.
المعالم السياحية الشهيرة الأخرى في مدينة فروتسواف تتضمن أيضا ساحة سوق تاريخية تعود للعصور الوسطى، ويحيط بها منازل برجوازية بألوان الباستيل، ويتوجها مبنى بلدية قوطي رائع، ويتجلى الجانب الفريد لمدينة فروتسواف من خلال مئات تماثيل الأقزام البرونزية الصغيرة المنتشرة في جميع أنحاء المدينة - والتي كانت في الأصل رموزا لحركة البديل البرتقالي المناهضة للشيوعية، وتضفي المباني الدينية في جزيرة الكاتدرائية، المضاءة ليلا، انعكاسات ساحرة على المياه المحيطة في المدينة.
-
جزر فارو
أقرب جيران جزر فارو وهي أرخبيل دنماركي يتمتع بحكم ذاتي، هما اسكتلندا وأيسلندا، وفي حين أن كلتا الوجهتين من الوجهات السياحية الشهيرة في أوروبا إلا أن جزر فارو لا تزال تعتبر بعيدة أو نائية بالمقارنة، وبفضل ذلك لن تجدي زحام أو حشود سائحين ضخمة في جزر فارو.
جزر فارو مكونة من 18 جزيرة بركانية، يحدها مساحات شاسعة من المياه الزرقاء الصافية، ويحيط بها ضباب كثيف، ويزينها منحدرات شديدة الانحدار تغوص في البحار المتلاطمة على سواحل الجزيرة، إلى جانب مواقع طبيعية خلابة يتخللها شلالات طبيعية، ومسارات تنزه ساحرة، جزر فارو موطن أيضا لقرى ريفية صغيرة وساحرة، تضم منازل خشبية مستدامة ذات أسقف عشبية، إلى جانب قطعان من الأغنام والتي يفوق أعدادها أعداد البشر الذين يستوطنون هذه القرى.
جدير بالذكر أن جزر فارو تعتمد سياسات تقنين السياحة والسياحة المستدامة بهدف حماية بيئتها الطبيعية، حتى أنه هناك عطلة نهاية أسبوع سنوية على الجزر يتم فيها إغلاق الجزر أمام الزوار "للصيانة" بحيث لا يمكن للسياح أو الزوار زيارة الجزر خلال تلك الفترة من العام إلا إذا ساهموا في مشاريع الحفاظ على البيئة على الجزر.
-
تورينو، إيطاليا
بينما يزدحم السياح في العاصمة الإيطالية روما والمدن الإيطالية السياحية الشهيرة مثل فلورنسا والبندقية، تغيب حشود السائحين عن مدينة تورينو الساحرة في شمال إيطاليا، وتتميز مدينة تورينو (وهي المقر الرئيسي لعائلة سافوي النبيلة وأول عاصمة لإيطاليا)، بعمارتها الباروكية، وشوارعها الأنيقة والتي تتضمن شوارع تسوق مقنطرة، تمتد بطول 11 ميل، وتضم أيضا أعداد كبيرة من الحدائق، إلى جانب معارض فنية ومتاحف رائعة، أبرزها المتحف المصري في تورينو والذي يضم مجموعة من أروع القطع الأثرية الفرعونية التي يمكن مشاهدتها خارج العاصمة المصرية القاهرة، خلف حدود تورينو أيضا، سنجد منطقة جبال الألب الساحرة والتي توفر خلفية درامية خلابة للمدينة حيث تقع منطقة بييمونتي والتي تنتشر فيها مزارع الكروم، على مسافة قصيرة بالسيارة عن المدينة.
إذا كنت من محبي القهوة-والقهوة الإيطالية على وجه التحديد-فستحبين حقا زيارة تورينو والتي تتمتع بثقافة قهوة فريدة من نوعها، والفضل في ذلك يعود إلى المقاهي التاريخية العريقة في المدينة، والتي شهدت نشأة تقاليد شرب القهوة والمشروبات الإيطالية الساخنة، وخاصة مشروب الشوكولاتة الإيطالية، لذلك تأكدي من تجربة البيسيرين، وهو مزيج رائع من القهوة والشوكولاتة والكريمة خلال رحلتك في المدينة.
-
ميريدا، إسبانيا
في حين تعاني برشلونة وإشبيلية من ضغط السياحة، تحافظ مدينة ميريدا الإسبانية الساحرة على مواقعها السياحية الجذابة والتي تضم كنوز أثرية رومانية، خالية من حشود السائحين، وبفضل ذلك يمكن استكشاف مدينة ميريدا بحرية ودون القلق حيال الزحام وحشود السائحين، خلال رحلتك في أجازة شهر العسل.
مدينة ميريدا تضم بعض من أكثر الأثار والمواقع الأثرية الرومانية حفظا في إسبانيا بما في ذلك المسرح الروماني المذهل في المدينة، والذي لا يزال يستضيف عروضا فنية صيفية حتى يومنا هذا، وتتضمن المعالم السياحية الشهيرة الأخرى في المدينة قناة لوس ميلاغروس ومعبد ديانا وكلاهما يشهد على روعة العمارة الرومانية القديمة، هناك أيضا المتحف الوطني للفنون الرومانية والذي يضم واحدة من أروع المجموعات الأثرية في إسبانيا.
