زينة ألوان الباستيل - الصورة من صفحة Decor'Art

ألوان الحلم والسعادة: اتجاهات ثيمات زفاف ربيع وصيف 2026

لطيفة الحسنية 
4 نوفمبر 2025

في موسم ربيع وصيف 2026، تتحوّل حفلات الزفاف إلى لوحات من الألوان الحيّة التي تنبض بالرهافة والابتكار، حيث يتقدّم اللون إلى الواجهة كعنصرٍ روحيّ يروي قصة العروسين قبل أي تفصيل آخر. لن يكون اختيار الثيم مسألة ذوق فحسب، بل سيصبح انعكاساً لأسلوب الحياة والمشاعر التي ترغب العروس في تجسيدها في يومها الكبير. من نعومة ألوان الباستيل التي تنسج أجواءً حالمة من الصفاء والرومانسية، إلى دفء الماتشا والفراولة الذي يجمع بين الطبيعة والنكهة، مروراً برهافة الخزامى التي تعبّر عن الهدوء العصري، وصولاً إلى الكلاسيكية المجدّدة في "البلو ويلو" الأزرق والأبيض؛ تتنوّع اتجاهات الألوان هذا العام لتقدّم رؤية فنية متكاملة تحتفي بالحبّ عبر جمال التفاصيل وتناسق الظلال.

أحلام ملونة بهدوء: سحر الزفاف بدرجات الباستيل

زينة ألوان الباستيل - الصورة من صفحة Decor'Art
زينة ألوان الباستيل - الصورة من صفحة Decor'Art

تُعدّ حفلات الزفاف المستوحاة من ألوان الباستيل من أكثر الخيارات نعومة ورقّةلحفلات زفاف الربيع والصيف؛ فهي تجسّد الجمال الهادئ والرومانسية الحالمة عبر لوحة من الألوان المطفأة التي تنسج أجواءً خيالية تنبض بالسكينة والصفاء.  قد لا يرتبط هذا النمط بموسم محدّد، إذ يمكن اعتماده كذلك في حفلات الخريف والشتاء؛ فهو يمتاز بمرونته وقدرته على التأقلم مع مختلف أنماط الأعراس، سواء كانت في حديقة غنّاء أو في قاعة فخمة تفيض بالأناقة.

في قلب هذه الفكرة تكمن الألوان ذات النغمات الهادئة، مثل الوردي الخجول، والأخضر النعناعي، واللافندر، والأزرق الغباري، والخوخي الفاتح، مع لمسات من الأبيض والعاجي والرمادي الرقيق التي تضيف توازناً بصرياً، بينما تهمس المعادن كذهبٍ وردي أو فضةٍ ناعمة ببريق أنيق يكمّل المشهد. هذه الألوان، على بساطتها، تُضفي طابعاً من الطمأنينة والإيجابية، وكأنها دعوة إلى الاحتفال بالحب بسلامٍ داخليٍّ مفعمٍ بالجمال.

وتكتمل تفاصيل الحفل بعناصر تنبض بالأنوثة والانسجام؛ فالزهور تحتل مركز المشهد بتدرّجاتها الرقيقة من الورود والفاوانيا والهدرانجاس، تتداخل بينها خضرة الأوكالبتوس لتمنح الترتيبات عمقاً طبيعياً. أما طاولات الاستقبال فتتزيّن بأقمشة الباستيل وكؤوس زجاجية ملوّنة بخفة، يرافقها بريق أدوات مائدة معدنية تعكس فخامة متقنة دون مبالغة.

درجات الباستيل الحالمة - الصورة من صفحة Decor'Art
درجات الباستيل الحالمة - الصورة من صفحة Decor'Art

ويأتي الضوء ليكمّل القصة، بنعومة الفوانيس الورقية أو خيوط الإضاءة المتلألئة التي تنثر دفئها على الأمسيات الرومانسية. حتى الدعوات الورقية والبطاقات تعبّر عن الروح نفسها، بخطوط حالمة وتصاميم مائية تنبئ الضيوف منذ البداية بنغمة الحفل الحالمة.

ويُختتم المشهد بكعكة فنية تتلألأ بألوان خفيفة وزهور سكرية أنيقة، ترافقها مشروبات بنفحات وردية أو نكهات لافندر تعبق بالرهافة. إنّه زفاف يروي قصة حبٍّ بلغة الألوان الهادئة، حيث يتنفس كل تفصيل من تفاصيله الجمال والرقة والسكينة.

حكاية حبّ بلون الشاي الأخضر ونكهة الفراولة: ألوان الماتشا والفراولة

يأتي هذا النمط من حفلات الزفاف كنفحةٍ من الانتعاش والرومانسية، حيث تمتزج نغمة الماتشا الخضراء الهادئة بعذوبة الفراولة الوردية، لتخلق معاً جواً فريداً يجمع بين الأناقة الطبيعية والحيوية المرحة. إنه احتفال مستوحى من انسجام الأرض والنكهة، ومن سحر الطبيعة التي تجمع الأخضر النضر بالأحمر الدافئ، ما يجعله مثالياً لأعراس الربيع والصيف التي تبحث عن التفرّد.

تتوازن لوحة الألوان بين درجات الأخضر المستوحاة من الماتشا، من الساج الفاتح إلى الزيتوني العميق، وبين تدرّجات الوردي والفراولة، من الخجول الناعم إلى الأحمر النابض بالحياة. ويأتي البيج والعاجي والذهبي ليضيفوا خلفية دافئة تبرز جمال هذا الثنائي المتناغم.

أما الديكور، فيعتمد على تفاصيل طبيعية وأجواء منعشة تميل أحياناً إلى الطابع الريترو الأنيق. تتفتح الزهور البيضاء والوردية بين أوراق خضراء غنية، فتتراقص الورود والفاونيا والهدرانجاس على الطاولات المغطاة بأقمشة بدرجات الساج أو الوردي الفاتح، وتلمع أدوات المائدة الذهبية فوقها في مشهد من الفخامة البسيطة. حتى ثمار الفراولة الطازجة يمكن أن تجد مكانها بين الشموع وأغصان الأوراق، فتضفي لمسة حسية تجمع بين النكهة والجمال.

ثيم الماتشا والفراولة- الصورة من صفحة Rosen by Rosy Farra Afif
ثيم الماتشا والفراولة- الصورة من صفحة Rosen by Rosy Farra Afif

ويبلغ السحر ذروته مع نكهات المائدة، حيث تتجلّى روح الثيم في المشروبات والحلويات. يمكن تقديم لاتيه الماتشا بالفراولة كمشروب توقيعٍ للحفل، إلى جانب عصائر وكوكتيلات وردية منعشة، أو حتى ركن خاص لتحضير الماتشا بطريقة فنية. أما كعكة الزفاف فتتحول إلى لوحة فنية تجمع بين طعم الماتشا الترابي وحلاوة الفراولة، وتُزيَّن بالمكرون والكب كيك والتوت المغمّس بالشوكولا البيضاء، في توازنٍ مثالي بين الطعم والرؤية.

ويُختتم الحفل بلمسات تذكارية تعبّر عن هوية الثيم: أكياس صغيرة من شاي الماتشا الفاخر أو مربّى الفراولة المحلي، تُقدَّم كهدية للضيوف تذكّرهم بنكهات يومٍ استثنائي.

عبير الخزامى... زفاف ربيعي بنفحات رومانسية وعصرية

ألوان الخزامي الساحرة- الصورة من  Sasha Event Design
ألوان الخزامي الساحرة- الصورة من  Sasha Event Design

يحمل ثيم زفاف الخزامى لموسم ربيع وصيف 2026 روحاً حالمة تنسج بين الرومانسية والحداثة بخيوط من الهدوء والأناقة. فبعد أن ارتبط هذا اللون طويلاً بالطابع الريفي البسيط، يعود اليوم في رؤية متجدّدة تجمع بين النعومة الطبيعية والتصميم المعاصر، ليُشكّل لوحة فنية تنبض بالصفاء والرفاهية في آنٍ واحد.

تتنوّع لوحات الألوان في هذا الاتجاه الجديد لتُبرز عمق الخزامى وتعدّد وجوهه الجمالية؛ فالتناغم بين البنفسجي الفاتح والأخضر المريمي يخلق جواً مستوحى من الحدائق الغنّاء، فيما يمنح تزاوجه مع البرقوق الغامق لمسة درامية مترفة. أما حين يتّحد مع المعدنيّات كالفضة أو الذهبي العتيق، فيتألّق الحفل ببريق عصري راقٍ، في حين يشي اقترانه بالخُوخي والكورالي بنفحات دافئة مفعمة بالحياة الصيفية. ويمكن أيضاً إدخال درجات الباستيل الأخرى كالوردي والنعناعي والأزرق السماوي، لتشكيل لوحة حالمة تُجسّد الرقة والرومانسية.

أمّا تفاصيل الديكور، فتنبض بخفةٍ طبيعية وأناقة مدروسة، حيث تتصدّر زهور الخزامى المشهد في الباقات، وعلى الطاولات، وحتى كمزروعات صغيرة تُزيّن الممرات أو المداخل لتعبق برائحتها الهادئة أجواء الحفل. تتكامل المنسوجات بدرجات البنفسجي الفاتح والبيج والذهبي، بينما يضفي الضوء الخافت ووهج الشموع إحساساً دافئاً بالحميمية. وتزيد الأقمشة المرهفة مثل الشيفون والكتان من إحساس الانسيابية والرومانسية في المكان.

زفاف بلون الصفاء... سحر الأزرق الكلاسيكي بروحٍ عصرية

في ربيع وصيف 2026، يعود ثيم "بلو ويلو"الكلاسيكي بحلّة جديدة تجمع بين الأصالة والعصرية، ليقدّم رؤية أنيقة تعيد ابتكار لوحة الأزرق والأبيض الخالدة بطريقة أكثر نعومة وعضوية. فهو ثيم يحتفي بالصفاء والسكينة، لكنه يضيف إليهما جرعة من الرقي الحديث والملمس الطبيعي، ليصبح الزفاف تجربة بصرية تجمع بين الحنين إلى الكلاسيكيات والجرأة في التفاصيل.

تعتمد لوحة الألوان على تدرّجات الأزرق والأبيض، لكنّها تتّسع هذا الموسم لتشمل طيفاً متنوّعاً من الظلال: من الأزرق البودري والسماءي وحتى لون الدنيم الباهت الذي يضفي خفةً ناعمة تناسب أجواء الربيع، مروراً بالأزرق الكوبالتي والأزرق الليلي اللذين يضيفان عمقاً ملكياً وأناقة لافتة. أما لمسات الأبيض والعاجي فتبقى القاعدة الأساسية التي تبرز هذه الألوان، فيما تأتي التفاصيل الذهبية أو درجات الخوخ والأصفر الزبدي لتمنح التكوين دفئاً وتوازناً بصرياً راقياً.

تتحوّل طاولات الاستقبال إلى لوحات منسوجة من التفاصيل المتقنة، حيث تتوسّطها أطقم الخزف الكلاسيكية المزخرفة بنقوش الأزرق والأبيض، إلى جانب كؤوس الكريستال اللامعة وأدوات المائدة الذهبية التي تعكس فخامة عصرية غير متكلّفة. تُغطّى الطاولات بأقمشة مترفة كالقطيفة أو الساتان، بينما تبرز موضة الطاولات المنحنية (serpentine) لتمنح تنسيق الزهور مساحة انسيابية حالمة.

أما الأزهار، فتتبع هذا الموسم توجّهاً "حدائقياً" أقرب إلى الطبيعة، بعيداً عن الترتيبات المتكلفة. تتماوج الهدرانجاس والدلفينيوم والورود البيضاء مع لمسات من الكاموميل والأزهار الصفراء الخفيفة، لتبدو كأنها قُطفت تواً من مرجٍ ربيعي. وتكتمل الصورة بتصاميم ضخمة من الزهور المتدلّية والخضرة الكثيفة التي تملأ المكان بالحياة والنقاء.