
الإبداع السعودي يحتفل باليوم الوطني: سارة الدباغ تكشف لـ "هي" فنون تنظيم الأعراس الفاخرة
في أجواء شهر سبتمبر، الشهر الذي يحتفل فيه السعوديون بمناسبة وطنية عظيمة هي اليوم الوطني السعودي، نسلط الضوء على المرأة السعودية المبدعة التي تجسد رؤية المملكة 2030 من خلال الريادة والإبداع والتفاني في عملها. سارة الدباغ، رائدة الأعمال ومؤسسة Lace Events، تعد واحدة من أبرز الشخصيات في مجال تنظيم الفعاليات والأعراس الفاخرة في المملكة، حيث اكتسبت شهرتها بفضل حسها الجمالي الاستثنائي وقدرتها على تحويل كل مناسبة إلى تجربة فريدة ومميزة.

من تنظيم أول حفل زفاف في مدينة العلا الساحرة، إلى تنظيم فعاليات محلية بارزة تعكس الثقافة والفن السعودي، تشاركنا سارة في هذه المقابلة رؤيتها الشخصية والمهنية، مستعرضة الطريقة التي توظف بها تراث وثقافة المملكة لإضفاء لمسة من الفخر والانتماء في كل تفصيل، وتحويل كل حدث إلى ذكرى خالدة لا تُنسى. إنها قصة إبداع سعودي ينبض بالفخامة والبساطة في آن واحد، ويعكس روح المملكة الحديثة وتطلعاتها نحو العالمية.
-
أخبرينا بالتفاصيل عن أول زفاف حصل في العلا والذي قمت بتنظيمه! وكيف تقيّمين التجربة؟

كان التخطيط لأول حفل زفاف في العلا تجربة استثنائية لا تُنسى. استغرق الإعداد لهذا المشروع عاماً كاملاً، وكان بمثابة حلم يراودني منذ زيارتي الأولى للعلا عام 2012. لم يكن الأمر مجرد حفل زفاف، بل كان عطلة نهاية أسبوع كاملة لاكتشاف جمال بلادنا وسحرها الفريد. وما جعل المناسبة أكثر تميزاً هو أن العريس سعودي والعروس أردنية، وقد حضر الضيوف من مختلف أنحاء العالم، وليس فقط من السعودية، وكان من الرائع أن نشاركهم تراثنا. اعتنينا بأدق التفاصيل ومنذ لحظة وصول الضيوف إلى العلا، حرصنا أن يعيشوا تجربة الضيافة السعودية الأصيلة. أقمنا ليلتين من الاحتفالات؛ الليلة الأولى كانت سهرة استقبال بلمسة بدوية في الهواء الطلق تحت نجوم العلا الساحرة وبين التشكيلات الصخرية المهيبة وكأننا في وادٍ عميق. أما الليلة الثانية فكانت أمسية رسمية حالمة في مرايا. كانت عطلة نهاية الأسبوع تلك من أقرب التجارب إلى قلبي، وسأبقى أعتز بها كونها لحظة تاريخية أؤمن بأنها مجرد بداية للعديد من اللحظات القادمة.
-
ما هو المميّز في العلا كموقع لحفلات الأعراس؟

العلا ليست مجرد موقع لحفل زفاف، بل هي تجربة كاملة تُحاكي الحواس. سحر طبيعتها الخلابة، من الجبال الشاهقة إلى التكوينات الصخرية الفريدة، يخلق خلفية طبيعية استثنائية لأي احتفال. ما يميّز العلا حقاً هو قدرتها على الجمع بين التاريخ العريق والحداثة، حيث تمنح الضيوف فرصة لاكتشاف تراثنا وثقافتنا، وفي الوقت نفسه توفر بنية تحتية متطورة ومواقع عالمية مثل مرايا، تجعل من حفل الزفاف حدثاً لا يُنسى. كل زاوية في العلا تبدو وكأنها مشهد سينمائي، ما يجعلها المكان المثالي لخلق ذكريات تبقى خالدة مدى الحياة.
-
ماذا يعني لكِ اليوم الوطني السعودي على الصعيد الشخصي والمهني؟

كوني سعودية وأعيش هذا النمو المذهل والتطور المستمر يجعلني أشعر بالفخر كل يوم، لكن اليوم الوطني السعودي يمنحنا سبباً إضافياً للاحتفال بما نحن عليه، ولرد هذا الحب والانتماء الذي نشعر به تجاه وطننا وقيادتنا. قيادة السيارة في شوارع جدة ورؤية الاحتفالات في كل مكان تملأني سعادة وفخراً، إنه حقاً يوم جميل يستحق أن يُحتفى به.
-
هل سبق أن استلهمتِ من روح اليوم الوطني في تنظيم حفلات أو أعراس؟ وكيف كان ذلك؟
أستلهم دائماً من ثقافتنا وتراثنا، وقد وظّفت هذا الإلهام في العديد من مشاريعي. ولعل أبرزها تصميمي لحفل العشاء الفاخر الخاص بإطلاق وزارة الثقافة في الرياض عام 2019. حرصت حينها أن تعكس جميع عناصر التصميم روح السعودية، فاستخدمت أقمشة مستوحاة من السدو لأغطية الطاولات والكراسي، وزينت الطاولات بالرمال رمزاً لصحرائنا، مع ورود وردية من المدينة المنورة وورود "فل" من الطائف، صممت كلها بأسلوب عصري يعكس ملامح السعودية الجديدة.
-
كيف ترين دور المرأة السعودية في قطاع تنظيم الأعراس والفعاليات اليوم، وما الذي تغيّر مع رؤية المملكة 2030؟

لطالما كانت المرأة السعودية مبدعة ومجتهدة، ومع رؤية 2030 فُتحت أمامها الأبواب لتُظهر طاقتها وإبداعها. يسعدني ويفخر قلبي برؤية الكثير من السعوديات في المجالات الإبداعية، يصممن ويخططن ويبتكرن، وأرى مستقبلاً أكثر إشراقاً مع اتساع الفرص، خصوصاً مع استضافة المملكة لعدد متزايد من الفعاليات المحلية والدولية.
-
كيف تصفين أسلوبكِ الخاص في تنظيم الأعراس، وما الذي يميّز بصمتكِ عن غيركِ؟
منذ اليوم الأول، كانت لدي رؤية واضحة لكيفية ظهور تصاميمي؛ أن تكون أصيلة، أنيقة بسهولة، وخالدة في جمالها. ومع ذلك، أحرص أن تكون تصاميمي عالقة في الأذهان، بتصميم يقف بذاته دون تكلف، لأن هذا هو جوهر الجمال بالنسبة لي.
-
ما أبرز الصيحات التي تلاحظينها اليوم في أعراس السعودية؟

لست من محبي الصيحات العابرة ولا أؤمن باتباعها بشكل أعمى، من الجميل مواكبة ما يجري حولنا سواء في التصميم أو الموضة، لكن الأهم أن نختار ما يتماشى مع شخصياتنا وثقافتنا. أحرص دائماً على تصميم حفل زفاف أو مناسبة بحيث يظل جميلاً ومميزاً حتى بعد مرور عشر سنوات، بفضل بساطته وفرادته.
-
كيف توفقين بين الفخامة التي تشتهر بها الأعراس السعودية وبين البساطة العصرية التي تفضّلها بعض العرائس؟

أجد أن أجمل ما في عملي هو المزج بين أناقة الغرب وخدماته، وبين تقاليد الشرق وسحر ضيافته. هذا المزيج من ثقافتنا وتقاليدنا وألواننا النابضة مع بساطة الغرب هو ما يلهمني ويمنح عملي طابعه الخاص.
-
هل ترين أن العروس السعودية اليوم تبحث عن هوية محلية أصيلة أم تميل أكثر للصيحات العالمية؟

أرى مزيجاً متنوعاً من العرائس؛ بعضهن متمسكات تماماً بإدخال الثقافة والتقاليد في حفل زفافهن، وأخريات يفضلن المزج بين الطابع التقليدي والعصري، فيما تميل بعضهن إلى أسلوب غربي بالكامل في التصاميم.
-
ما هي رؤيتك لعالم الزفاف في السعودية بعد خمس سنوات من الآن؟

أستطيع أن أرى السعودية خلال السنوات الخمس المقبلة تتحول إلى وجهة عالمية للزفاف تستقطب الأزواج من مختلف أنحاء العالم، بفضل مشاريعنا المذهلة التي توفر مواقع استثنائية مثل العلا ومشاريع البحر الأحمر. كما أتصور نمواً كبيراً في هذه الصناعة، مع دخول المزيد من المواهب الشابة الرائعة إلى مجال تنظيم حفلات الزفاف والفعاليات، على المستويين المحلي والدولي.