فستان زفاف جاهز للإرتداء توقيع رامي قاضي

رامي قاضي لـ "هي": عروس اليوم قوية حرّة وتعيد تعريف الفخامة

لطيفة الحسنية 
18 أغسطس 2025

في حديث خاص مع "هي"، يكشف المصمّم رامي قاضي عن رؤيته المتجدّدة لعالم الزفاف، حيث يلتقي الفن بالاستدامة وتتحوّل الفخامة إلى مسؤولية تجاه المستقبل. من خلال مجموعته الأخيرة  لفساتين زفاف الهوت كوتور والتي أتت تحت عنوان L’Éventail (المروحة)،  يقدّم قاضي تصاميم تحتفي بالأنوثة والجرأة، وتعيد قراءة الرموز الكلاسيكية بلمسة معاصرة. عروس رامي قاضي اليوم ليست مجرّد أيقونة جمال، بل امرأة واثقة تعبّر عن ذاتها بحرّية، وتكسر القوالب الجامدة لتمنح فستان زفافها روحاً شخصية تعكس هويتها. ما بين تأثير المنصات الرقمية، وتحوّل أذواق جيل Z، يرسم رامي قاضي ملامح مرحلة جديدة لعالم الأعراس، حيث يصبح الفستان أكثر من حلم طفولي، بل بياناً صادقاً للذات.

كيف تتعامل مع فكرة الفخامة المستدامة؟ وهل تعتقد أن عالم الموضة قادر حقاً على التغيير؟

أنا أؤمن أن عالم الموضة لا يستطيع فقط أن يتغيّر، بل يجب أن يتغيّر. نحتاج إلى تحوّل حقيقي

الهدف أن نتجاوز فكرة "الموضة العابرة" وننتقل إلى التحوّل العميق، حيث تصبح الاستدامة جزءاً أساسياً من العملية الإبداعية، لا فكرة لاحقة.

في النهاية، الموضة_وخاصة الفاخرة، يجب أن تجعلنا نشعر بتحسّن. إنها فن، والفن يجب أن يُلهم، لا أن يؤذي. لا يجب أن يترك أثراً سلبياً على البيئة، أو على الناس، أو على مستقبلنا.

وأنا فعلاً أؤمن أن المجال قادر على أن يتطور، إذا أعدنا التفكير في معنى الفخامة. والبداية تكون بالاعتراف بدورنا: نحن جزء من النظام، وبالتالي نحن جزء من الحل.

من هي عروس رامي قاضي اليوم؟ وهل تغيّرت صورتها عبر السنين؟

عروس رامي قاضي اليوم هي امرأة واثقة، معبّرة، لا تخاف من المزج بين التقاليد وهويتها الخاصة. لا تبحث فقط عن فستان، بل عن قطعة تعبّر عن شخصيتها، قيمها، وذوقها.

شكلها الخارجي قد يتغيّر عبر السنوات، سواء من خلال كورسيه مشكّل، قصة انسيابية، تفصيلة جريئة أو مقاربة جديدة للتطريز، لكن الجوهر يبقى واحداً.

عروس رامي قاضي كانت دائماً امرأة قوية: تعرف نفسها، تمثّل أنوثتها بأسلوبها الخاص، ولا تتبع الموضة بل تعيد تفسيرها لتشبهها هي.

في زمن الـ "Minimalism"، ما الذي يجعل فستان الزفاف مؤثّراً دون أن يكون صاخباً؟

في عصر البساطة، التفاصيل الصغيرة هي التي تصنع الفرق. حركة القماش، دقة القصّة، كل خط وخياطة وخيار خامة... كلها تجتمع لتخلق فستاناً مؤثراً من دون حاجة لأي صخب.

لكن التأثير الحقيقي، برأيي، يأتي من العروس نفسها. حضورها، اختيارها، لمستها الشخصية؛ هذا ما يجعل الفستان قويّاً وينتمي لها بشكل لا لبس فيه.

هل ترى أن العرائس في العالم العربي ما زلن أسيرات اللون الأبيض؟ وهل تحبّذ كسر هذا التقليد؟

اللون الأبيض سيبقى دائماً جزءاً عزيزاً من تقاليد الزفاف في العالم العربي، لرمزيته، ولمعانيه، ولخصوصية المناسبة.

لكنني لا أرى أن العروس أصبحت "أسيرة" له. ألاحظ بشكل متزايد توجهاً نحو تدرّجات مختلفة، أو حتى ألوان خارجة عن المألوف. في النهاية، اللون يجب أن يُعبّر عنها، عن قصتها، وعن شعورها في ذلك اليوم. التقاليد جميلة، لكن الجمال الحقيقي هو أن تختار ما يُشبهها.

كيف تدخل التكنولوجيا أو التطريز الرقمي في تصاميم الزفاف دون أن تفقدها دفئها؟

فستان زفاف جاهز للإرتداء توقيع رامي قاضي
فستان زفاف جاهز للإرتداء توقيع رامي قاضي

الموضوع ليس في استبدال اللمسة البشرية، بل في تعزيزها. التقنيات الرقمية تمنحنا دقّة لا مثيل لها، وتفتح آفاقاً جديدة في التصميم قد لا تكون ممكنة باليد وحدها.
لكن الدفء الحقيقي يأتي من النيّة. من القصة، ومن المشاعر التي يخلقها التصميم لدى العروس.

عندما تُستخدم التكنولوجيا بفكر واضح، فهي لا تلغي المشاعر بل توسّع حدود الإبداع، وتُبقي على روح الحرفة الأصلية. فالتكنولوجيا أداة فقط، قيمتها في كيف نستخدمها. يجب أن تخدم الرؤية الإبداعية، لا أن تسيطر عليها. نحن من يقود، لا العكس.

لو استطعت أن تصمّم فستان زفاف في عصر زمني مختلف... أي زمن تختار؟ ولماذا؟

فستان زفاف ساحر من مجموعة L’Éventail
فستان زفاف ساحر من مجموعة L’Éventail

أنا حالياً متأثر جداً بالعشرينيات، وإذا كنت سأختار عصراً مختلفاً لتصميم فستان زفاف، فسيكون هذا الزمن، وقد قمت بذلك فعلاً من خلال مجموعتي الأخيرةL’Éventail.

استوحيت منها مباشرةً روح تلك الحقبة: جرأة فنّ الآرت ديكو، والأنوثة المنطلقة، والحركة الانسيابية في القصّات والتطريز.

هناك شيء خالد في تفاصيل تلك الفترة، وأنا أحببت إعادة ترجمتها بأسلوب معاصر، يحافظ على رقتها ويمنحها معنى جديداً لعروس اليوم.

أخبرنا عن مجموعة الهوت كوتور الأخيرة وأخبرنا تفاصيل عن فستان الزفاف

فستان زفاف مستوحى من العشرينات للمصمم رامي قاضي
فستان زفاف مستوحى من العشرينات للمصمم رامي قاضي

مجموعة L’Éventail تتمحور حول المروحة كرمز للأنوثة المسرحية والتعبير الذاتي.

فيها تباينات جميلة بين البنية والليونة، الانضباط والحركة، من خلال الثنيات الحادة، الخصر الكورسيه، والقصات الانسيابية.

أما فستان الزفاف الختامي، فيُلخّص روح المجموعة بالكامل: قصة "ميرميد" بلون أبيض مائل إلى العاج، مطرّز بأوراق الأورغنزا، زهور حريرية، أحجار كريستالية وخرز.

مُرفق بتنورة تاافيتا ضخمة، ويجمع بين الهيكلية والنعومة في توازن دقيق.

كيف أثّرت إنستغرام وتيك توك على ذوق العرائس؟ وهل أصبح الفستان يُصمّم "للصورة" أكثر من المناسبة نفسها؟

من مجموعة  Unveiled  لرامي قاضي
من مجموعة  Unveiled  لرامي قاضي

منصّات مثل إنستغرام وتيك توك غيّرت تماماً كيف تتعامل العرائس مع فساتين زفافهن. الكثيرات يدخلن اليوم مع moodboard جاهز، مليء بالستايلات الرائجة والمشاهد الفيرال.

هناك توجه واضح نحو التصاميم التي تظهر جميلة بالصورة والفيديو.

لكن بالنسبة لي، البداية دائماً هي العروس نفسها. أصمم حسب طاقتها، هذا الحضور غير الملموس الذي يجعلها هي.

هدفي أن أترجم هذه الطاقة إلى فستان ينبض بالمشاعر، قطعة تبقى مؤثرة في اللحظة وتظل خالدة في الذكرى.

طبعاً، مهم أن يكون الفستان "فوتوجينيك"، لكن لا على حساب صدقه. الأناقة الحقيقية تأتي من الموازنة بين التأثير البصري والعمق العاطفي.

عرائس جيل Z يردن فستاناً يُشبه شخصيتهن، لا فقط "حلم الطفولة". كيف تترجم هوية شابة إلى قطعة أزياء؟

فستان زفاف سترابلس للمصمم رامي قاضي
فستان زفاف سترابلس للمصمم رامي قاضي

عرائس جيل Z واضحات جداً: هنّ لا يبحثن عن فستان يشبه "الحلم" فقط، بل عن قطعة تشبههن فعلاً.

الأمر يبدأ بالاستماع. أحاول فهم كيف تعبّر عن نفسها_أسلوبها، طاقتها، ذوقها، ثم أترجم ذلك إلى الخامة، والقصّة، والتفاصيل.

أحياناً تظهر الهوية في القصة، أحياناً في تطريز أو لون غير متوقّع.

كل تفصيلة تصبح اختياراً واعياً. الهدف هو فستان "صادق"، لا استعراضي_يتحدّث معها، لا بالنيابة عنها.

تفصيل صغير تعتبره سرّ الأناقة في أي فستان زفاف؟

من مجموعة  unveiled  لفساتين زفاف  RTW
من مجموعة  unveiled  لفساتين زفاف  RTW

لا أعتقد أن هناك قاعدة واحدة للأناقة. فهي تتغيّر من فستان إلى آخر. لكن في كل تصميم، يوجد تفصيل صغير واحد يختصر الرقي بهدوء.

ما هي تفاصيل فستان الزفاف التي لا تتغير مهما تغيّرت الموضة؟

مهما تغيّرت الصيحات، يبقى لفستان الزفاف روح ثابتة: قصة تحاكي هوية العروس، تفاصيل تنبض بالمشاعر، ولمسة تُشعرها بأنها في أهم لحظات حياتها.التقنيات والأساليب تتطوّر، لكن الجوهر لا يتبدّل.