
حكاية الزفاف تبدأ بالصورة.. أسرار برومو العروس بعدسة أسماء الأسودي
في زمن أصبحت فيه الصور جزءًا لا يتجزأ من ذاكرتنا، يبرز دور المصوّرين والمصورات في توثيق لحظاتنا الأجمل، وتحديدًا في يوم الزفاف، الذي لا يتكرر.. في هذه المقابلة، نتحدث مع المصورة "اسماء الاسودي" والمعروفة باسم "سوما"، التي نقلت شغفها بالتصوير من مجرد هواية إلى مشروع متكامل يحتفي بالمشاعر والتفاصيل، عن الكثير من أسرار تصوير الاعراس، ما بين التحديات التي تقف خلف الكاميرا، واللقطات التي لا تفوّت، وبرومو العروس كفرصة رائعة لسرد قصة مختصرة ليوم الزفاف، وكذلك أبرز النصائح التي يمكن أن تساعد كل عروس على الحصول على ألبوم مثالي، يروي قصتها كما تحلم.. وذلك من خلال هذا الحوار الممتع معها:

كيف كانت بدايتكِ في مجال التصوير؟ ومتى قررتِ أن تحوّلي الشغف إلى مشروع فعلي؟
كنت دائمًا أهوى التصوير بشكل كبير وأحرص على توثيق كل لحظاتي ومناسباتي باستخدام الجوال، كما كنت أستخدم كاميرا قديمة من دون خبرة حقيقية، فقط بدافع الحب لهذا الفن، فكرة احتراف التصوير كانت تراودني كثيرًا، لكنّي ترددت بسبب ما يتطلبه المجال من تكلفة وجهد ومسؤولية، رغم كونه ممتعًا بالنسبة لي، ومع الوقت، وبعد أن سمعت كثيرًا عن جدواه المادية، قررت خوض التجربة رغم خوفي من الفشل، خاصة أن المشروع تطلّب استثمارًا كبيرًا من مدخراتي الخاصة، حيث التحقت بدورات تدريبية، واشتريت معدات احترافية، وبدأت خطوة بخطوة.. وفي البداية، لم أكن معروفة ولم أمتلك شبكة علاقات، أما اليوم أصبح لدي ضغط كبير في العمل وأضطر أحيانًا لرفض الطلبات بسبب الضغط.

برأيكِ.. ما العوامل التي ساهمت في تميزكِ ونجاحكِ كمصورة في ظل وجود عدد كبير من المصورات الموهوبات؟
أي مشروع بشكل عام يحتاج إلى أسلوب خاص وصبر والتحلي بالحلم وطول النفس، وهذه من العوامل الأساسية لنجاحي في هذا المجال، صحيح أن هناك الكثير من المصورات المبدعات، وأعمالهن أكثر من رائعة، لكن ما يميزني هو أن أسعاري مقبولة، وفي متناول الجميع مقارنةً بالكثير من المصورات الأخريات.

تصوير الزفاف يُوصف غالبًا بأنه من أصعب أنواع التصوير، نظرًا لتعدد اللحظات وتنوع الانفعالات.. هل تتفقين مع هذا الرأي؟ ولماذا؟
لا أتفق مع هذا الرأي.. كل شيء في البدايات صعب، إلا أن الممارسة كفيلة بأن تسهم في سهولة العمل، من خلال ملاحظة الفرق الكبير في جودة العمل وبالوقت الذي نحتاجه، أما اللقطات فلقد أصبحت مألوفة لدينا، نعرف زواياها وتفاصيلها جيدًا، ولم يعد تنفيذها أمرًا صعبًا على الإطلاق.. فكثيرًا ما أُصوّر عروسَين في اليوم نفسه، ومع ذلك أخرج بأفضل النتائج، ويكون الجميع راضيًا – ولله الحمد.. السر في ذلك هو الممارسة المستمرة، فهي التي جعلت العمل أكثر سهولة وانسيابية.
ما هو التحدي الأكبر الذي تواجهينه عند تصوير حفلات الزفاف؟ وكيف تتغلبين عليه؟
أكثر ما أشعر به كتحدٍّ حقيقي كمصورة هو العمل في ظلّ ضيق الوقت، ومع ذلك أتمكن من الخروج بصور جميلة ونتائج مرضية، وهذا ما يمنحني شعورًا بالإنجاز والرضا.

في كل موسم تتغير صيحات الصور.. برأيكِ، ما أبرز اتجاهات تصوير الأعراس هذا العام؟
في كل موسم هناك تجديد واختلاف في الأساليب، وهذا ما يجعل التصوير مجالًا متجدّدًا باستمرار.. حاليًا، صور "الـ Low Shutter" هي الرائجة، فهناك من يفضّلها ويطلبها بشكل خاص، في حين أن البعض الآخر لا يفضلها، وهذا طبيعي لاختلاف الأذواق.

مؤخرًا، أصبح ألبوم الصور أكثر من مجرد مجموعة لقطات.. ما هي الأفكار الجديدة والمميزة التي تستخدمينها في تصميم ألبومات الزفاف؟
بالفعل، أصبحت الألبومات تُطبع حاليًا باستخدام قوالب حديثة، وهذا تطوّر ملحوظ مقارنةً بالسابق.. هذه القوالب توفّر مساحة أكبر لعرض الصور، وتمنح الألبوم مظهرًا أجمل وأكثر احترافية.

ما نصائحكِ للعروسين عندما يبدآن بتجميع صور ألبوم الزفاف؟ هل هناك خطوات محددة تجعل النتيجة أكثر تناغمًا؟
أفضل دائمًا ترتيب الصور داخل الألبوم بطريقة تسرد القصة، وكأننا نروي أحداث اليوم لحظة بلحظة مع تقليب الصفحات، اختيار الصور بعناية وترتيبها يمنح الألبوم طابعًا جماليًا أكثر من الاختيار العشوائي.. وفي النهاية، يبقى القرار للعروس، لكنني أحرص على تقديم رأيي، وكثير منهن يثقن بذوقي ويأخذن بنصيحتي.
هناك لحظات لا تُنسى في كل زفاف.. ما هي اللقطات التي تحرصين دائمًا على توثيقها؟
هناك العديد من اللحظات واللقطات الجميلة التي أحرص على توثيقها، لكن أكثر ما أحب هو تصوير برومو العروس، والذي أراه فرصة رائعة لسرد قصة مختصرة ليوم الزفاف، من خلال فيديو قصير ينبض بالمشاعر والتفاصيل، فالفيديو يختلف عن الصور، فهو ينقل الإحساس بشكل أعمق، ودائمًا ما تستمتع العروس بمشاهدته بعد الانتهاء من العمل.

من واقع خبرتكِ.. ما أفضل 5 نصائح تقدمينها للعروسين لضمان الحصول على صور مثالية ومريحة في يوم الزفاف؟
هناك خمس نصائح أعتبرها أساسية لضمان الحصول على صور مثالية ومريحة في يوم الزفاف، وهي:
1- التحضير المسبق: من المهم جدًا تجهيز كل الأمور المتعلقة بالزفاف قبل الموعد بوقت كافٍ، ويفضَّل إنهاء التفاصيل قبل أسبوع على الأقل.
2- تنظيم الوقت: جدولة اليوم بدقة تساعد في تفادي الضغط، وتمنحنا وقتًا كافيًا لالتقاط الصور بهدوء.
3- الابتعاد عن التوتر: الهدوء النفسي ينعكس مباشرة على الصور، لذا أنصح كل عروس بالاسترخاء والثقة بأن كل شيء سيكون كما ترغب.

4- الراحة الذهنية: إنجاز المهام مبكرًا يمنح العروس راحة أكبر في يومها، ويجعلها أكثر حضورًا وتفاعلًا أمام الكاميرا.
5- الاستعانة بوصيفة: وجود وصيفة للعروس ليس رفاهية، بل ضرورة، فهي تساعد في التنظيم والتنسيق وتُخفف الكثير من العبء عن العروس.
قبل بدء الحفل، ما اللقطات التي تعتبرينها "أساسية" للعروس ويجب أن تُوثق في مرحلة التحضيرات؟
أحرص دائمًا على توثيق لقطات عفوية للعروس قبل نزولها للحفل، سواء كانت بمفردها أو برفقة عائلتها، وسط أجواء الاستعداد والانشغال، هذه اللحظات تحمل مشاعر صادقة وتبقى ذكرى خاصة في القلب، بعيدًا عن الزحام والتنسيق الرسمي.
كيف تبرزين شخصية العروسين من خلال التصوير؟ وهل تلجئين إلى الحوار أو التوجيه خلال جلسات التصوير لتحقيق ذلك؟
من المهم جدًا أن أتعرف على العروسين وأفهم شخصيتهما قبل بدء التصوير، فذلك يمنحني شعورًا بالارتياح ويساعد على بناء اتفاقات مسبقة حول تفاصيل الجلسة، وبالتأكيد، أقدّم التوجيه اللازم أثناء التصوير، خاصة في حال كان العروسان متوترَين أو يواجهان صعوبة في التعبير أمام الكاميرا، حيث نبدأ دائمًا بجو مريح وهادئ لنكسر حاجز التوتر، وبهذه الطريقة نحصل على لقطات طبيعية تعبّر عن شخصيتهما بشكل جميل.

هل تميلين لتصوير حفلات الزفاف الخارجية في الهواء الطلق، أم تفضلين القاعات الداخلية؟ وماذا عن الفرق بين حفلات الصيف والشتاء من ناحية الإضاءة والمزاج البصري؟
التصوير الخارجي (Outdoor) جميل جدًا، لكنه يعتمد بشكل كبير على توقيت الحفل وظروف الطقس، ففي الشتاء، تكون الإضاءة الطبيعية رائعة وتمنح الصور طابعًا دافئًا ومميزًا، لذلك أفضّل التصوير في الهواء الطلق خلال هذا الموسم، أما في الصيف، فالخيار الأفضل غالبًا هو القاعات الداخلية، نظرًا لدرجات الحرارة المرتفعة، في كلتا الحالتين، يمكننا الحصول على نتائج جميلة ومميزة إذا تم التخطيط الجيد للتفاصيل.

وأخيرًا، ما القواعد الأساسية التي يجب أن تضعها العروس في اعتبارها عند اختيار مصور أو مصورة لحفل زفافها؟
أهم نقطة هي جودة التصوير، فهذه الصور توثّق لحظات لا تتكرر، وتبقى ذكرى مدى الحياة، كما أن التنظيم المسبق ضروري جدًا، أنصح العروس بترتيب كل التجهيزات قبل موعد الزفاف بوقت كافٍ، والحرص على الراحة النفسية والنوم الجيد، وأرى أن وجود وصيفة للعروس يوم الزفاف أمر مهم جدًا لتخفيف الضغط والمساعدة في التنظيم.. وأخيرًا، أتمنى التوفيق لجميع العرايس والمصورات.

وختاما..
أشكر أسرة مجلة "هي" على هذه الاستضافة، وتمنياتي لها بدوام التميز والنجاح.