
في ذكرى زواج تشارلز وديانا... ماذا تبقى من حفل زفافهما؟
في مثل هذا اليوممن عام 1981، إحتشد عشرات الآلاف من الناس في شوارع لندن، وتعلّقت أنظار الملايين بشاشات التلفاز حول العالم، لمتابعة ما وُصف بـ"زفاف القرن" بين الأمير تشارلز حينها (والذي أصبح ملكاً لاحقاً) والليدي ديانا سبنسر. إرتدت يومها العروس الخجولة ذات العشرين عامًا، فستانًا عاجيًا تخطّى بطوله وتفاصيله حدود الموضة، واعتلت عربة ملكية نحو مصير لم تكن هي تتوقعه.
وبعد مُضي أكثر من أربعة عقود، لا يزال ذاك الزفاف عالقًا في ذاكرة العالم، فماذا تبقّى من ذلك اليوم؟ ومن صور الحب المعلّقة في كل مكان؟ وهل ما زال فستان ديانا قطعة فنية فريدة؟ وغيرها من الأسئلة التي سنُجيب عنها في هذا التقرير.
زفاف تشارلز وديانا.. يوم توقف فيه العالم

لا يزال زفاف الأميرة ديانا والملك الحالي تشارلز الذي جرت مراسمه عام 1981 يُعد من أفخم وأكبر الأحداث الملكية في التاريخ الحديث، وقد وُصف بـ"زفاف القرن" وتحول إلى عرض عالمي ضخّم صورة العائلة الملكية وتخلله تفاصيل جعلته حديث الجميع حتى بعد مرور عشرات السنوات عليه. ومن بين هذه التفاصيل أنه عند تبادل الثنائي الـ«نعم» أمام رئيس أساقفة كانتربري، ارتجف صوت الملك المستقبلي حينها، وبالكاد سُمع وهو يعطي موافقته همساً على عهود الزواج، بينما بدا التوتر جلياً على ديانا، وهو ما ظهر خصوصاً بتلفظها عن طريق الخطأ بأسماء الأمير تشارلز بصورة معكوسة.
جرت مراسم الزفاف الملكي في كاتدرائية القديس بولفي لندن بدلاً من كنيسة وستمنستر التقليدية كون هذه الكاتدرائية كانت أكبر وتتسع لعدد أكبر من المدعوين مما يناسب الحفل الذي أرادته العائلة زفافًا مهيبًا شعبيًا، ويُبرز ضخامة الحدث عالميًا. كما أن الكاتدرائية تقع في قلب لندن، ما جعلها أيضًا مثالية للمواكب الملكية والحشود الضخمة في الشوارع.

بلغت تكلفة حفل الزفاف حوالي 48 مليون دولار أميركي ذهب حصة كبيرة جدا ًمنها للأمن وحدهبينما بلغت تكلفة فستان الأميرة ديانا نحو 115 ألف دولار. كما ذهبت أجزاء من هذه التكلفة إلى الزينة والورود والكعكة والمراسم التي كانت فخمة للغاية، خصوصًا أن الاحتفال كان عامًا ومفتوحًا للجمهور في العاصمة البريطانية.
قُدّر عدد المشاهدين لحفل الزفاف حول العالم بنحو 750 مليون شخص في أكثر من 74 دولة، وحظي الحفل بتغطية إعلامية واسعة طالت آلاف الصحف والمجلات وتحول إلى مادة أساسية على أغلفة المجلات العالمية لأشهر عدة، ونقلته في بث مباشركبرى الشبكات العالمية مثل BBC وCNN.
فستان زفاف الأميرة ديانا... موضة لا تموت

إطلالة ملكية مُبهرة ميّزت الأميرة ديانا في يوم زفافها، حيث ما زالت تُعتبر حتى اليوم من أكثر العرائس اناقة وجمالا وسحراً، تألقت خلالها بفستان زفاف ساحر ما زال يثير ضجة حتى اليوم في عالم الموضة وحمل توقيع David Emanuel. بلغت تكلفة الفستان ستة آلاف باوند، وتمت صناعته من الحرير العاجي مع الكشكشة حول الرقبة، وجرت حياكته يدويا وتم تطريزه بأكثر من 10 الاف لؤلؤة صغيرة وتميز بذيل طويل. وما زال هذا الفستان يُصنف بأنه الأجمل في تاريخ الزيجات البريطانية ومن أكثر الفساتين التي أثارت ضجة في تاريخ الموضة. وتميز بذيله الطويل الذي تجاوز الـ7 امتار. أكملت الأميرة ديانا تألقها في يوم زفافها بارتدائها تاج من الفضة مزين بالورود الصغيرة المرصعة بالماس وهو "تاج سبنسر"، وطرحة mammoth veil التي وصل طولها الى 7.62 أمتار.
بعد وفاة الأميرة ديانا عام 1997، إنتقلت ملكية الفستان إلى أملاكها الخاصة، ووفقًا لوصيتها، تم تسليمه رسميًا إلى إبنيها الأمير ويليام والأمير هاري عند بلوغهما سن 30 عامًا. وتم عرض الفستان في السنوات الأخيرة في عدد من المعارض العامة بينها معرض "Royal Style in the Making" في قصر كنسينغتون، كما تم عرضه في جولات متحفية دولية عدة ضمن مقتنيات ديانا الخاصة. ويتم حاليًا الحفاظ عليه بعناية في ظروف بيئية خاصة لضمان عدم تلفه، ويُعرض أحيانًا في مناسبات تذكارية.
صور الزفاف... وكيف تبدلت معانيها مع السنوات؟

في اللحظة التي تقدّمت فيها ديانا نحو كاتدرائية القديس بولسظنّ المشاهدون أنهم أمام فتاة محظوظة تعيش حُلم كل فتيات الأرض بأن تُصبح أميرة خصوصا أنه تم التقاط مئات الصور لذلك اليوم بينها صور تُظهر يدان متشابكتان أمام المذبح الملكي وابتسامة بريئة وغيرها. لكن مع مرور الوقت، وبعد أن تحدّثت ديانا عن شعورها في تلك اللحظات، تغيّر معنى هذه الصور بالكامل، وتحولت صور الزفاف من رمز للرومانسية إلى وثائق تم قراءتها بأسلوب جديد. ففي أحد مقابلاتها الشهيرة، قالت الأميرة: "كنت مثل نعجة تُقاد إلى الذبح". هذه العبارة بقساوتها سلطت الضوء من جديد على صور ولقطات أخرى لحفل الزفاف يظهر فيها الأمير تشارلز متجهّم الوجه، وديانا تنظر إليه وكأنها تنتظر منه رد فعل رومانسي لم يقم به. وفي صور أخرى، كان جسدها يفضح توترها رغم الفستان المهيب.
كيف يرى الجيل الجديد هذا الزفاف؟

في السنوات الأولى من حفل زواج تشارلز وديانا، ظل الزفاف رمزًا للرومانسية الملكية المطلقة، ولكن بالنسبة لجيل اليوم، وخاصة من شبّوا على مشاهد The Crown، لم يعد كذلك. فالشباب الذين ولدوا بعد عام 1981، إكتشفوا تفاصيل الزفاف لا من صور المجلات أو نشرات الأخبار، بل من عدسة درامية سلطت الضوء على الجانب الخفي من تلك القصة. بالنسبة لكثير من أبناء الجيل الجديد، أصبح الزفاف مثالًا على التناقض بين الصورة التي يصنعها الإعلام، والحقيقة التي تعيشها الشخصيات خلف الكاميرا.
44عامًا مضت على حفل زفاف بدا للناس لحظة ملكية لن تتكرر وتتويجاً لقصة حب رورمانسية، ولكن تحول حفل الزفاف بعد مرور سنوات على تنظيمه إلى مادة دسمة تم قراءتها من جديد بنظرة مختلفة.