منسّقة الحفلات جويل كرباج لـ"هي": للعروس الشابة… هذه أسرار الزفاف المثالي
في زمن تغيّرت فيه نظرة العروس إلى ليلة العمر، وأصبحت حفلات الزفاف أقرب إلى التعبير عن الذات منها إلى مجرّد استعراض تقليدي، برزت أسماء عديدة أعادت تعريف مفهوم اليوم الكبير بأساليب مبتكرة وشخصية.
العروس الشابة اليوم تبحث عن تجربة تُشبهها، عن تفاصيل تنسجم مع شخصيتها، عن لحظات حقيقية وذكريات لا تُنسى.
في هذا الإطار، تُطلّ علينا منسّقة حفلات الزفاف جويل كرباج، منسقة أعراس لبنانية معروفة برؤيتها المتجددة وذوقها الهادئ، فتمنح كل عروس حفلًا يعكس قصّتها الخاصة بأدق تفاصيله.
في هذا اللقاء، نغوص معها في عالم الأعراس من زاوية جديدة: ذوق الجيل الجديد، دور الاستدامة، تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، ونصائحها الذهبية لكل عروس في طور التخطيط ليومها المنتظر.
ما الرؤية التي تسعين من خلالها إلى تمييز حفلاتك عن غيرها في السوق اللبناني والعربي؟
نحرص على التفكير خارج الصندوق لنقدّم أفكارًا مبتكرة ونولي اهتمامًا بالغًا بأدق التفاصيل، من لحظة التخطيط الأولى وحتى انتهاء الحفل، لضمان سير كل شيء بسلاسة ومن دون أي عقبات.
نحن لا نؤدي دور المنظمين فحسب، بل نعتبر أنفسنا شركاء حقيقيين في التجربة. نستمع بعناية إلى أفكار العميل ونعمل على تحويلها إلى واقع ملموس، بأسلوب احترافي ودود، مع التزام تام بكل ما نعد به.
كما نحرص على المزج بين جمال تراثنا اللبناني والعربي العريق، وأحدث صيحات تنظيم الحفلات العالمية، لنقدّم تنسيقًا عصريًا بروح أصيلة. هدفنا الدائم هو صناعة لحظات استثنائية لا تُنسى!
ما هو الحلم الذي تتمنّينه لحفلكم القادم؟
أتمنى أن يكون الحفل في جزيرة بعيدة ونائية، ما يضعنا في تحدٍّ مع أنفسنا لتقديم أفضل ما لدينا بإمكانيات بسيطة. هذا النوع من المواقع يدفعنا للإبداع والعمل بأقصى طاقتنا، بعيدًا عن الخيارات التقليدية الجاهزة.
تبدو حفلاتك مزيجًا أنيقًا بين الكلاسيكية والعصرية... كيف تصفين أسلوبك الخاص في تنسيق الأعراس؟
نحرص على المزج المتوازن بين الأناقة الكلاسيكية واللمسات العصرية. يظهر هذا من خلال استخدام الألوان الهادئة مثل الأبيض والذهبي، إلى جانب عناصر تجمع بين الفخامة والبساطة في آنٍ معًا.
نضيف إلى ذلك لمسات حديثة مثل الإضاءة المدروسة، الأزهار بتصميمات غير تقليدية، والأثاث العصري، ما يضفي على الحفل طابعًا متجددًا وحيويًا.لكن الأهم من كل شيء هو أن يعكس الحفل شخصية العروسين بدقّة.
باختصار، أسلوبنا يقوم على الأناقة والعصرية، مع التركيز على التفاصيل التي تعبّر عن العروسين وتترك أثرًا لا يُنسى في ذاكرة الجميع.
ما أبرز صيحات حفلات الزفاف في عام 2025 برأيك؟
- البساطة الراقية هي السمة الأبرز في صيحات هذا العام. التفاصيل الصغيرة تصنع الفرق، مثل الإضاءة الخافتة والشموع بدلًا من الأضواء الساطعة، إلى جانب تنسيقات الزهور البرّية المتنوعة بأشكالها وأحجامها.
- كما أن استخدام الأقمشة الطبيعية في مفارش الطاولات والمناديل_مثل الكتان أو القطن عالي الجودة بألوان محايدة كالأبيض، البيج، والرمادي الفاتح، يمنح طابعًا من الفخامة الهادئة.
- الأواني الزجاجية والكريستالية تضيف لمسة أنيقة وتعكس الضوء بشكل جذّاب، في حين تمنح الأغصان الخضراء إحساسًا بالطبيعة والانتعاش.
- كذلك نلاحظ عودة البطاقات المكتوبة بخط اليد، والتي تضيف طابعًا شخصيًا دافئًا.
- أما الموسيقى الحيّة الهادئة خلال العشاء، فهي ترفع من مستوى الرقي وتُكمل أجواء الحفل.
- نحن نسعى دائمًا إلى تنظيم حفلات بسيطة وراقية، ترتكز على جودة المواد، دقة التنفيذ، والاهتمام بالتفاصيل. نؤمن أن الجمال الهادئ والجاذبية الخالدة أكثر تأثيرًا من المبالغة.
كيف يختلف ذوق جيل Z وجيل الألفية عن الأجيال السابقة عندما يتعلّق الأمر بحفل الزفاف؟
الاختلاف ملحوظ وإن كان بسيطًا. فحفلات الزفاف اليوم باتت تميل إلى الطابع الحميمي والصغير، بعيدًا عن الضخامة التقليدية.
جيل الألفية وجيل Z يفضّلان الألوان الجريئة، والخيارات المستدامة، كما يهتمان بأن يعكس الحفل أسلوب حياتهما وقيمهما الخاصة أكثر من اتباع التقاليد بحذافيرها.
هل ما زالت العرائس الشابات يبحثن عن زفاف "مبهرج" كما في السابق، أم يتّجهن نحو البساطة والرمزية؟
لم تعد العرائس الشابات مستعدّات لإنفاق مبالغ طائلة على ليلة واحدة. ومع ارتفاع تكاليف المعيشة، أصبحت الميزانية عاملًا حاسمًا.
تفضّل الكثيرات الآن استثمار أموالهن في تجارب تدوم، كرحلة شهر عسل استثنائية أو تأسيس منزل مريح، بدلًا من المبالغة في تفاصيل ليلة الزفاف.
التركيز بات على أن يعكس الحفل قصة الحب وشخصية الزوجين، بعيدًا عن الاستعراض. الجو العائلي الحميم واللحظات الصادقة مع الأقرباء باتت هي الأولوية.
ما دور وسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل ذوق العرسان الجدد؟ وهل ترين تأثيرًا مباشرًا لإنستغرام وPinterest على القرارات التنظيمية؟
وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت لاعبًا أساسيًا في تشكيل ذوق العرسان، فهي ترفع سقف التوقعات وتضع ضغطًا نفسيًا لتحقيق حفل يبدو "مثاليًا" كما يُعرض على الإنترنت.
منصات مثل إنستغرام وPinterest، إضافةً إلى TikTok وفيسبوك، أحدثت ثورة في طريقة التخطيط للزفاف، فجعلته أكثر بصرية وتفاعلية وملهمًا، لكنها في الوقت نفسه قد تولّد شعورًا بالمقارنة والضغط.
من المهم أن يتذكر العروسان أن تلك الصور والمقاطع ما هي إلا لحظات منتقاة بعناية، وأن الأهم هو أن يعكسا من خلال الحفل شخصيتهما الخاصة، لا صورة مثالية مكرّرة.
هل تهتم العرائس الشابات اليوم أكثر بالاستدامة، كاستخدام الزهور المحلية أو تجنّب الهدر في الزفاف؟
نعم، هناك وعي متزايد ورغبة واضحة لدى العديد من العرائس في تنظيم حفلات زفاف صديقة للبيئة.
لكن عند التنفيذ العملي، تظهر بعض التحديات. في بعض الأحيان، تتفوّق التقاليد الاجتماعية أو الراحة الشخصية على الاعتبارات البيئية، خاصة إذا كان هناك تدخل كبير من الأهل أو توقعات مجتمعية يصعب كسرها.
كما أن الكلفة والتوافر والجهد المطلوب قد تؤثر في قرارات العروسين، وتدفعهم للتنازل عن بعض المبادئ البيئية لصالح أولويات أخرى.
ما النصيحة التي توجّهينها لكل عروس تُخطّط ليومها الكبير في هذه المرحلة الدقيقة من حياتها؟
·نصيحتي الأهم: فكّري خارج الصندوق!
- ·بدلًا من التركيز على "ثيم" تقليدي (ريفي، كلاسيكي، بوهمي...)، اسألي نفسك:ما الشعور الذي تريدين أن يتركه هذا اليوم فيكِ وفي ضيوفك؟
·عندما تحدّدين هذا الشعور، ستتبع باقي القرارات بشكل طبيعي_ من الإضاءة والموسيقى إلى قائمة الطعام والديكور.
·ركّزي على ما يعبّر عنكما كزوجين:
- هل هي لحظات صادقة مع الأهل؟
- موسيقى تبعث الفرح؟
- أطباق يتحدث عنها الجميع لسنوات؟
·استثمرا في التجربة، وتخلّيا عن الكماليات التي لا تترك أثرًا حقيقيًا.
·ربما يكون الحل:
- حفل في مكان صغير مع طعام استثنائي
- ملابس بسيطة مع فرقة موسيقية حيّة
- شاحنة قهوة أنيقة لعشاق القهوة
- محطات طعام متنوعة بدلًا من العشاء الرسمي
- ·كلما كان الحفل صادقًا ومنسجمًا مع شخصيتكما، كان أكثر تميزًا وجمالًا.
·وأخيرًا: اختاري فريق العمل بعناية.
- ابحثي عن محترفين تفهمينهم ويشعرونكِ بالراحة.
- ثقي بقدرتهم على التعامل مع التحديات.
- ثقتك بهم تعني راحة البال، وهي أهم ما يمكن أن تملكيه في يومك الكبير.
