
مصورة الأعراس السعودية فاطمه العجيان لـ "هي": يجب توثيق هذه اللقطات.. فهي لحظات لا تُنسى في كل زفاف
في كل زفاف، تختبئ لحظات لا تُقدّر بثمن، لحظات سريعة لكنها تبقى خالدة في الذاكرة من خلال توثيقها بالصور، خاصة حين تكون هذه الصور فنية، عفوية، صادقة، ومليئة بالمشاعر.. هذا ما تؤمن به المصورة السعودية المحترفة "فاطمه العجيان"، الشغوفة بعالم التصوير، والتي تتميز بموهبتها الاستثنائية ولمستها الفنية الخاصة، وروحها الحاضرة في كُل التقاطع، كما أنها قائدة مُحترفة مُمكنّة، وكذلك مُدربة معتمدة للتصوير، والتي التقتها "هي" في حوار خاص كشفت من خلاله عن الكثير من أسرار وفنون عالم تصوير الأعراس..
كيف تصفين انطلاقتكى في هذا المجال
قادني شغفي بعالم التصوير لأن أضع لمستي الفنية الخاصة بحب وتفان، والذي أثمر عن اكتسابي لثقة الكثيرات من العرايس، وذلك بتوفيق من الله سبحانه وتعالى في المقام الأول، ثم بفضل دعم والدّي والمقربين منّي الذين كانوا سببا في دعمي الأول وإظهار فني، فلطالما كانوا الأيادي المؤمنة في قدراتي، هذا بالإضافة إلى أنني كنت واثقة ومتيقنة بالله بأنني سوف أكون شيئا عظيما يوما ما.

كما أنني مُدربة للتصوير مُعتمده من مؤسسة التدريب التقني، ولقد قدمت العديد من الدورات لتعليم أساسيات التصوير الاحترافي، وكذلك مُديرة لأستديو نسائي حيث تمكنتُ من فضل الله بتكويّن فريق عمل نسائي احترافي من مصورات ومشرفات وأخصائيات طباعة في غاية الاحترافية والمشاعرية.. لتوثيق ليلة عرايسنا السعيدة بحُب وزوايا فنّية ولحظات مشاعرية وعفويه للعروسين ولعملائنا.. بحُب وذكرى جميله لا تُنسى .

كيف تصفين أسلوبكِ الخاص في التصوير؟ وما الذي يميز رؤيتكِ في توثيق اللحظات مقارنةً بالأنماط الأخرى؟
ولله الحمد يعد أسلوبي في التصوير مميزا، حيث أركز على روح الصورة وشعورها وفنّها.. محاولة دمج إبراز المشاعر بالصورة مع احترافية الجمال.
وممَا يُميزني.. هو التنويع في الأفكار وأسلوب التصوير، والروحُ الدافئة والحكيمة في التواصل مع العملاء والحوار معهم، كما أتميز أيضا بتنويع الإضاءات الغامقة والفاتحة، وكذلك توثيق الصور الرسمية والعفوية.

تصوير الزفاف يُوصف غالبًا بأنه من أصعب أنواع التصوير، نظرًا لتعدد اللحظات وتنوع الانفعالات.. هل تتفقين مع هذا الرأي؟ ولماذا؟
نعم بالتأكيد من أصعب المجالات وأكثرهم مسؤولية، خاصةً هذه الليلة فهي غالباً لن تتكرر.. فكُل خطوة محسوبة، وكل لحظه تمر ولن تُعاد..

ولا شك بأن العروسين تغلب عليهما لحظات توتر وقلق مما يوجب على المصورة الاحترافية والمهنية المّزج بين احترافية الأداء والتكيّف مع الضغوطات، واظهار شخصية المصورة المهنية ذات الأخلاق الحسنة والأسلوب الجميل واللقطة الجميلة.. مما يجعلنا ذكرى خفيفة غير ثقيلة في قلوب الآخرين.
ما هو التحدي الأكبر الذي تواجهينه عند تصوير حفلات الزفاف؟ وكيف تتغلبين عليه؟
توثيق أهم لحظات العرسان وخاصة الزفة واللقطات الخاصة والرئيسية، بينما يكون الوقت ضيقا بالنسبة لنا بسبب ظروف خارجية.. فالتحدي الأكبر هو أن الوقت قصير ولابد من الإنجاز فيه، لكني أتغلب على هذا التحدي بسرعة مهنيتي وإدارتي وتنظيمي في الخُطط البديلة التي تُمكني من اتمام مهام التصوير حتى بالوقت الضيق.

في كل موسم تتغير صيحات الصور.. برأيك، ما أبرز اتجاهات تصوير الأعراس هذا العام؟
صحيح كل موسم له صيحة مختلفة.. وأبرز التوجهات حاليا نحو التصوير الجميل المُصطحب بالعفوي والمشاعري، الذي يوثق مشاعر العروسين، العائلات، الأصحاب بطريقة جميلة وصادقة.

ما نصائحكِ للعروسين عندما يبدئان بتجميع صور ألبوم الزفاف؟ هل هناك خطوات محددة تجعل النتيجة أكثر تناغمًا؟
النصيحة هو أن يتم اختيار صور الألبوم مختلفة ومتنوعة من فقرات الحفل، وألا يكون التركيز على زاوية واحدة أو فقرة واحدة، وذلك بهدف التنويع والاحتفاظ بالذكرى بجمالها وهي مطبوعة بالألبوم.

هناك لحظات لا تُنسى في كل زفاف.. ما هي اللقطات التي تحرصين دائمًا على توثيقها؟
لحظة النظرة الأولى للعريس عند رؤيته شريكة حياته وردة فعله، إما بالابتسامة أو الأحضان الجميلة أو البكاء احياناً، وكذلك لحظات ردة فعل الوالدين والأخوة عند رؤيتهم لعروستهم التي كبرت وتُزف أمامهم بفستانها الأبيض، كما أن لحظة الصديقات عند رؤيتهن صديقتهن العروس لأول مرة بفستانها الأبيض جميلة جدا.
من واقع خبرتكِ.. ما أفضل 5 نصائح تقدمينها للعروسين لضمان الحصول على صور مثالية ومريحة في يوم الزفاف؟
- إتاحة الوقت الكافي للمصورة.
- الراحة قبل موعد حفل الزفاف والأكل جيداً لتحمل ضغط التصوير، وإعطاءه حقه بشكل كافٍ وجميل.
- إتاحة المجال للمصورة فيما يتعلق بالتوجيهات وتعليم الزوايا وأوضاع الصور دون الرفض.

- أن تتيح العائلة فرصة الخصوصية الكاملة للعروسين بالتوثيق لأنها لحظه لا تُعاد.
- الحرص على الابتسامة اللطيفة أو البشاشة بالملامح.
قبل بدء الحفل.. ما اللقطات التي تعتبرينها "أساسية" للعروس ويجب أن تُوثق في مرحلة التحضيرات؟
- لحظات توثيق الفستان وتفاصيل العروس.
- لحظات توثيق العروسين معاً في القاعة، وتخصيص وقت كافي لها.

- لحظات توثيق صور أفراد العائلة مع العروس.
كيف تبرزين شخصية العروسين من خلال التصوير؟ وهل تلجئين إلى الحوار أو التوجيه خلال جلسات التصوير لتحقيق ذلك؟
ارتكز في إبراز شخصية العروسين على سؤالهما مسبقاً قبل يوم الزفاف: "ماهي اللقطات المُفضلة لديكما، واللقطات التي لا تفضلونها؟.. لأن كل عروسين لهم ذائقة أو ميل ما في اللقطات، وهذا الشيء يهمني بشكل كبير فهو ولا شك احترام لرأي العروسين، وبالتأكيد أيضا من المهم جداً الحوار الجيد بأسلوب مُقنع للعروسين بالتفاعل مع التصوير والحرص على الأريحية.
إلى أي مدى تؤثر بيئة الحفل – من حيث حجم القاعة أو ديكوراتها – على جودة الصور ومخرجات جلسة التصوير؟
المصور المُحترف يحاول إخراج الجمال في أصغر زاوية.. ولكن لا نُنكر بأن حجم القاعة وديكوراتها تؤثر على تنوع الأفكار وتعددها بنسبة ليست بسيطة، فالمكان والمساحة والديكور مهمة في ابراز وجمال الأفكار.
هل تميلين لتصوير حفلات الزفاف الخارجية في الهواء الطلق، أم تفضلين القاعات الداخلية؟
أفضل التصوير الخارجي فهو أقرب لذائقتي الخاصة.. مع الهواء الطلق والأفكار الحصرية التي تُظهر الصور بشكل حالم! فجميعا جميلة ومناسبة لموسم الطقس أيضا.
وماذا عن الفرق بين حفلات الصيف والشتاء من ناحية الإضاءة والمزاج البصري؟
حفلات الشتاء غالباً حفلات خارجية مصحوبة بإضاءة طبيعية كالشمس بالنهار، كجمال بصري خلابّ وكأنها صور أشبه بالرسمة! ونتائج تصوير النهار حالم ومُلفت ورقيق للعين والروح، أما بالليل فهناك اضاءات مُركبه من مصممين الديكور وأيضاً يعتبر الأصعب تكوين الإضاءة على المصورين عليها ولكن ليست أصعب على الفنّانة ذات الهمة العالية.
أما حفلات الصيف فهي غالباً حفلات داخلية بقاعات مغلقة واضاءات صناعية من الفندق نفسه أو مُصممين القاعة، وايضاً نعمل على دمجها مع اضاءاتي الخاصة واظهار الصور بنتائج حادّة من الجمال!.

وأخيرًا، ما القواعد الأساسية التي يجب أن تضعها العروس في اعتبارها عند اختيار مصور أو مصورة لحفل زفافها؟
- أن تختار المصورة الأقرب لذائقتها الخاصة.
- أن تختار مصورة ذات احترافية ومهنية بالأسلوب والخُلق.. لأن المصورة هي من تستمر معها في هذه الليلة.
- وأنصح العروس بأن تختار باقة تصوير مُفصلة.. فنصيحتي لها من القلب: "يوم زفافكِ لحظة لن تتكرر تستحق ان تُخلديها من بداية اليوم للنهاية.. فلا تستهيني بالتصوير أو تقللّي من اختيارك للباقة".
وختاما..
أشكر أسرة مجلة "هي" على هذه الاستضافة، وتمنياتي لها بدوام التميز والنجاح.