
المصمم رامي قاضي لـ"هي": "أردت أن يكون فستان شيرين بيوتي انعكاسًا حقيقيًا لشخصيتها"
في عالم الأزياء، لا يتوقف الإبداع عند حدود التصميم فقط، بل يتعداه ليصبح سردًا حيويًا لشخصيات وقصص كل امرأة ترتدي تصاميمه. رامي قاضي، المصمم اللبناني المعروف برؤيته الفنية واللمسات الراقية، يأخذنا في رحلة داخل كواليس تصميم أزياء الزفاف والسهرة، حيث يتحدث عن تفاصيل التعاون مع العروس شيرين بيوتي وشقيقتيها، بالإضافة إلى رؤيته الفريدة في ابتكار تصاميم تجمع بين الكلاسيكية والحداثة. في هذا اللقاء الحصري، يكشف رامي عن فلسفته في التصميم، وأبرز التحديات التي واجهها، ونصائحه القيمة لكل عروس تبحث عن إطلالة تعكس ذاتها في يومها الكبير.
بداية، كيف نشأ التعاون مع شيرين بيوتي لتصميم فستان زفافها؟
تمت دعوتها لحضور معرض فني خاص بي في دبي، وتعرفت عليها في هذه المناسبة. وبعدها بدأ الجمهور يطرح فكرة وجود تعاون محتمل بيننا، وهو ما دفعنا للتواصل معها لاحقًا. وخلال الحديث، أخبرتنا بأنها تبحث عن فستان لحفل زفاف شقيقتها، ومن هنا بدأت القصة. التقينا بها وبشقيقتيها وانطلقت رحلة تصميم الفساتين الثلاث. كانت تجربة مميزة جمعت بين الحب والعفوية، عملنا خلالها على إطلالة العروس شيرين، وكذلك على إطلالتَي نارين وسيدرا..
كيف وصفت لك شيرين فستان أحلامها؟ وما هي العناصر التي كانت حريصة على وجودها في التصميم؟
شيرين كانت تتخيل فستان زفاف أنيقاً وناعماً، يتميز بقصة محتشمة تستحضر أناقة الأميرات في العصور الكلاسيكية، وهذا ما انسجم تماماً مع أجواء حفل زفافها. كانت واضحة في رغبتها بتجنب التطريزات الثقيلة أو البراقة، وفضلت تصميمًا راقيًا بطابع كلاسيكي هادئ. بناءً على ذلك، اخترنا الدانتيل الفرنسي ليكون العنصر الأساسي في الفستان، لما يحمله من نعومة وفخامة. ولإضفاء لمسة ملكية ناعمة، أضفت أنا بدوري بعض تطريزات الخيوط الرفيعة، بطريقة ثلاثية الأبعاد خفيفة، تمنح الفستان عمقاً وأناقة دون أن تثقل التصميم.

الفستان بدا أنيقًا جدًا، بتفاصيل راقية وقصة ناعمة... ما الذي ألهمك في تصميمه؟
هدفي الدائم في كل تصميم هو أن أترجم رؤية العروس لنفسها في يومها الكبير، وأن يكون الفستان مرآة حقيقية لشخصيتها. ومع شيرين، كان مصدر الإلهام واضحًا: بساطتها الراقية وأناقتها الهادئة. استوحيت من هذه الصفات ودمجتها مع هوية الدار، لنصمم فستاناً يشبه الحلم.
جاء التصميم من الدانتيل الفرنسي بلون الأوف-وايت، مزود بكورسيه مشدود يعلوه قماش شفاف عند الرقبة، مطرز بتدرج ناعم من الأعلى إلى الأسفل. أما التنورة الواسعة، فكانت غنية بالتفاصيل الدقيقة، وتزينت بأوفرسكيرت حالمة منحتها طابعاً رومانسياً. ولتكملة الإطلالة، اخترنا طرحة طويلة، مزينة بحواف من الدانتيل الناعم، أضفت لمسة من الفخامة الملكية.

من المعروف أن كل عروس تطمح لأن تكون "هي فقط" في هذا اليوم. ما هي اللمسات الخاصة التي عكست شخصية شيرين في الفستان؟
منذ اللحظة الأولى، لفتني الهدوء الممزوج بالثقة الذي تتمتع به شيرين، وحرصت على أن ينعكس ذلك في تفاصيل الفستان. كانت ترغب بأن تتميز بإطلالة مختلفة، لكن دون مبالغة، وأن تعبر عن أنوثتها بأسلوب راقٍ وهادئ. وقد نجح الفستان في تجسيد هذه الرغبة، من خلال بساطته الأنيقة وتفاصيله المدروسة التي عكست شخصيتها بكل صدق.
حدثنا عن جلسات القياس والتعديلات النهائية... كيف كانت ردة فعل شيرين عندما رأت الفستان جاهزًا؟
كانت التجربة سلسة إلى أقصى حد. شيرين منحتني وفريق العمل ثقتها الكاملة منذ البداية، وهذا ما جعل كل خطوة مريحة وواضحة. المفاجئ أن شيرين لم ترالفستان إلا قبل يوم واحد فقط من الزفاف! ومع ذلك، أحبته على الفور دون أي تردد. أقدر هذا النوع من الثقة، خصوصًا من عروس، لأن الكثيرات يعشن حالة من القلق في هذه المرحلة. أما شيرين، فكانت مطمئنة وواثقة، وهذا الانسجام ينعكس حتماً على النتيجة النهائية.
ماذا عن الطرحة؟ كيف تم تنسيقها مع الفستان، وهل كانت جزءًا من التصميم منذ البداية؟
نعم، الطرحة كانت جزءًا لا يتجزأ من الرؤية الأساسية للتصميم منذ الخطوة الأولى. حرصنا على أن تكون امتدادًا متناغمًا للفستان، تعكس روحه وتكمل تفاصيله. اخترنا لها قماشا ناعماً مزينًا بنفس نوع الدانتيل المستخدم في الفستان، واعتمدنا الطول الكاتدرائي لإضفاء لمسة ملكية حالمة، تضيف إلى الإطلالة بعدًا رومانسيًا راقياً.
من وجهة نظرك كمصمم، ما الذي ميز شيرين كعروس؟
ما ميز شيرين هو جمالها الكلاسيكي وأنوثتها الراقية التي تعبر عنها بهدوء وثقة. رغبت في أن أترجم هذه الصفات من خلال تصميم يحمل لمسة من الطابع العتيق بأسلوب عصري، فاخترت كورسيه ظاهرًا وأضاف الفريق فتحة على شكل V تبدأ من الخصر وتمتد حتى الورك، مما منح الإطلالة طولًا وانسيابية إضافية. ورغم بساطة التفاصيل، فإنها كانت كفيلة بإبراز سحرها الطبيعي بشكل ناعم وأنيق.
لفتنا ابتعاد الفستان عن البهرجة والمبالغة... هل ترى أن هذا توجه جديد في عالم فساتين الزفاف؟
برأيي، الأمر لا يرتبط باتجاه معين بقدر ما يعكس شخصية العروس نفسها. فهناك من تفضل الفساتين الفخمة والمزخرفة، وهناك من تميل إلى البساطة والهدوء. دوري كمصمم هو أن أصغي جيدًا، وأفهم كيف ترى العروس نفسها في هذا اليوم المميز، ثم أترجم هذه الرؤية بتصميم يعكس هويتها الخاصة، ويشبهها بكل تفاصيله.
ماذا يعني لك أن تكون جزءًا من هذا اليوم الحالم لكل عروس؟
المشاركة في يوم الزفاف تعد مسؤولية مميزة وشرف كبير بالنسبة لي. هو يوم يمر سريعًا، لكنه يبقى محفورًا في الذاكرة والقلوب إلى الأبد. أن أكون من يصمّم الفستان الذي سيرافق تلك اللحظة الخالدة، هو امتياز لا أعتبره مجرد مهمة تصميم، بل تجربة إنسانية مليئة بالمشاعر والاحترام.

ما هي قصة الفستان المصغر الذي صُنع طبقًا لفستان شيرين الأصلي؟
دائمًا ما نحب أن نصمم نسخة مصغرة من فستان العروس كتذكار مميز يحمل معها إلى الأبد. هذه القطعة الصغيرة ليست مجرد مجسم، بل تحفة فنية تجمع كل تفاصيل الفستان الأصلي بحجم مصغر، لتصبح ذكرى ملموسة تعكس جمال وأناقة التصميم الكبير بطريقة فريدة وخاصة.

إلى أي مدى حرصت على الإشراف على كل تفاصيل الإطلالة؟ وما أكثر ما جذبك شخصيًا في هذا الفستان؟
كنت حريصًا على متابعة كل تفصيلة منذ البداية وحتى النهاية، بدءًا من اختيار القماش، مرورًا بقصة الفستان، وحتى تنسيق الإطلالة بالكامل. أكثر ما لفت نظري وأعجبني في الفستان هو التوازن الدقيق بين البساطة والرقي، وبين الجرأة الهادئة والكلاسيكية التي لا تبطل موضتها.
هل هناك مشاريع جديدة تخطط لها دار رامي قاضي؟
نحن الآن نعمل على مجموعة الهوت كوتور لموسم خريف وشتاء، بالإضافة إلى مشروع فني مميز سنكشف عنه قريبًا. الإبداع مستمر دائمًا، ودائمًا هناك الجديد في الطريق.
ما هي النصيحة التي توجهها لعروس صيف 2025؟
كوني أنت بكل صدق وأصالة. لا تحاولي تقليد أي شخص أو اختيار ما يرضي الآخرين، بل اختاري الفستان الذي يعكس شخصيتك الحقيقية ويجسد هويتك. الأناقة الحقيقية تبدأ من شعورك بالراحة والثقة في نفسك.
صممت أيضًا فستاني سهرة لشقيقتي العروس، نارين وسيدرا. ماذا تخبرنا عن الخيارات التي قدمتها لهما؟
كانت تجربة العمل معهما سلسة للغاية، تمامًا كما هو الحال مع شيرين، حيث كانت كل واحدة منهما تعرف جيدًا ما تريده.ةنارين كانت واضحة منذ البداية؛ رغبت بفستان ضيق ومُجسّم يبرز قوامها بطريقة مميزة. اقترحت بنفسها إضافة ياقة هيكلية بارزة تضفي على الفستان طابعًا ملكيًا أنيقًا يتناسب مع أجواء الزفاف. اللون الذي اختارته كان الذهبي، وهو تحدٍ حقيقي، إذ قد يبدو أحيانًا تقليديًا وغير معاصر. لذلك شرعت في تجربة عدة عينات من تطريزات الذهبي حتى استقرت على تطريز شبكي بخطوط هندسية نالت إعجابها. وكانت النتيجة فستانًا أنيقًا يمزج بين الفخامة والنعومة مع إبراز جمال القوام.
أما سيدرا، فكانت ترغب بفستان بظهر مكشوف يتناسب مع الأجواء الراقية للحفل. اقترحت عليها استخدام الألوان المعدنية، وبعد مناقشات عدة وقع اختيارنا على الذهبي الوردي لما يمنحه من إشراقة دافئة تناسب لون بشرتها أكثر من الفضي. صممنا لها فستانًا بقصة بسيطة، لكنه تميز بتفاصيل دقيقة مثل تطريز غني بحبيبات Swarovski، مع درابية عند الخصر تمنحها انطباع الطول والرقي في الوقت ذاته.