من زفاف ملكي إلى عائلة صغيرة: "إيمان" تدخل البهجة على ذكرى زواج الأمير الحسين ورجوة

منذ عامين فقط، تابع مئات الآلاف حول العالم تفاصيل الزفاف الملكي الذي جمع بين ولي العهد الأردني، الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، والمهندسة السعودية رجوة آل سيف. في مشهد أشبه بحكايات ألف ليلة وليلة، تزيّن يومها قصر زهران بأنغام الفرح، وارتسمت الإبتسامات على وجوه الأردنيين وهم يشهدون ولادة قصة حب ملكية، جمعت بين قلبين من بلدين مختلفين، وبرعاية ملكية دافئة.

اليوم، وبعد عامين من المودة والإنسجام، تطل الذكرى الثانية لزواجهما بفرح مضاعف، حيث يحتفل الثنائي هذا العام وقد أصبحت لحياتهما الصغيرة عنوان جديد... الأميرة إيمان، الإبنة الأولى التي زادت هذا الحب عمقًا، وحولت ذكرى الزواج إلى ذكرى أُبوّة وأُمومة.

كيف غيّرت "إيمان" حياة الثنائي الملكي؟

في الصور الرسمية التي نُشرت بعد ولادة إيمان في 3 أغسطس 2024، بدا الحسين ورجوة أكثر قربًا وإنسانية. يبتسمان بحنان جديد، بحب لم يُكتب بالكلمات، بل احتوته الأعين بينهما. طفلتهما الأولى لم تكن مجرد حدث عائلي، بل لحظة وجدانية يعيشها الأردنيون مع العائلة الملكية، باعتبارهم شركاء في كل فرحة وتفصيل.

رجوة التي دخلت القصر عروسًا في غاية الأناقة والبساطة، أصبحت اليوم رمزًا للأنوثة الهادئة، والأمومة الرقيقة. أما الأمير الحسين، فقد ازداد حضورًا وتواضعًا في عيون الناس، بعد أن شاهدوه أبًا لأول مرة، يحمل طفلته بكل فخر ويشارك الأردنيين تلك اللحظات بعفوية محبّبة.

الذكرى الثانية لزفاف الحسين ورجوة ليست مجرد محطة زمنية، بل نقطة تحوّل من "حفل ملكي" إلى حياة ملكية بكل ما فيها من مشاعر وعائلة ومسؤولية. وبينما تستعد إيمان لخطواتها الأولى في الحياة، يبدو أن قصة الحب هذه لا تزال تكتب فصولها بهدوء وجمال، بعيدًا عن ضجيج العناوين... لكنها تلامس القلوب. فلنتذكر أبرز تفاصيل قصة حبهما وحفل زفافهما الكبير.

قصة حب ناعمة جمعت بين الأمير الحسين ورجوة

في 1 يونيو من عام 2023، إحتفل ولي عهد الأردن، الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، بزواجه من الآنسة السعودية رجوة خالد بن مساعد بن سيف بن عبد العزيز آل سيف، التي أصبحت رسميًا أميرة بعد عقد القران، وحملت لقب رجوة الحسين.

هذا الزفاف لم يكن مجرد حدث ملكي، بل تتويج لقصة حب ناعمة امتدت على مدى عامين، وظهرت ملامحها في مناسبات متعددة أظهرت الإنسجام والرومانسية بين الثنائي. وكما كشف الأمير الحسين، فإن بداية القصة جاءت حين تعرّف على رجوة عن طريق إحدى زميلاته في المدرسة، ليكون هناك لقاء أول تلاه تواصل، قبل أن يُعلن رسميًا عن الخطوبة.

وعشية الزفاف، عبّر ولي العهد عن حماسته لبدء هذه المرحلة الجديدة مع رجوة، وفي اليوم المنتظر، خطفت اللحظات الأولى بين العروسين الأنظار، منذ لحظة الإستقبال إلى ختام مراسم الزفاف، حيث بدا واضحًا حجم الحب الذي يجمعهما.

لقطات بارزة من زفاف الأمير الحسين

تميّز الحفل بكونه أول زفاف لولي عهد في الأردن منذ نحو ثلاثين عامًا، منذ زفاف الملك عبد الله الثاني من الملكة رانيا. وكان حدثًا وطنيًا بامتياز، حضره ما يزيد عن 1700 شخصية من ملوك ورؤساء وأمراء وممثلين عن دول شقيقة وصديقة، وغطته مئات الوسائل الإعلامية حول العالم.

تم عقد القران في قصر زهران بالعاصمة عمّان، بحضور الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا العبد الله. أما العروس، فقد وصلت إلى القصر برفقة الأمير هاشم بن عبد الله، والأميرتين سلمى وإيمان، في سيارة "رولز رويس" تاريخية تعود للملكة زين الشرف، جدة العريس.

بعد مراسم عقد القران، إنطلق الموكب الأحمر الملكي، وسط حضور شعبي لافت في شوارع عمّان، حيث ألقى العروسان التحية على المواطنين الذين احتشدوا لمشاركتهما الفرحة. ثم توجها إلى قصر الحسينية حيث أُقيم الحفل الرسمي.

وكانت مظاهر الإحتفاء مبهرة، بدءًا من استقبال الخيالة وحرس الشرف، مرورًا بزفة أردنية تقليدية، وصولًا إلى ظهور العائلة المالكة على المنصة لتحية الحضور. أحيا الزفة النجمان محمد عبده وعمر العبداللات، بمشاركة فرق موسيقية وعروض فنية متنوعة، قبل أن تُختتم الاحتفالات بمأدبة زفاف فاخرة.

وفي سماء عمّان، أضاءت الألعاب النارية العاصمة، في مشهد اختزل بهجة وطنٍ بزفاف وليّ عهده، وسط حفاوة عارمة محلية وعربية ودولية.