من أجواء حفل ستيف و زاف

بين الفن والحب: منظمة الزفاف باتريسيا غزارة تروي لـ"هي" تفاصيل زفاف ستيفاني عطالله

لطيفة الحسنية 
28 مايو 2025

على تلّة تحاكي السماء في شننعير، وداخل قصر لبناني عتيق يتنفس التاريخ، وُلد زفاف استثنائي لا يشبه سواه، نسجت تفاصيله بين الموسيقى، والضوء، والعاطفة. هناك، حيث العشق يلبس حلّة الفن، وقفت الممثلة اللبنانية ستيفاني عطالله على خشبة حلمها الكبير، تتألق بدخول درامي، أشبه بمشهد افتتاحي لمسرحية خالدة.

كان الحفل أكثر من مجرد مناسبة. كان عرضًا بصريًا وعاطفيًا صاغته باتريسيا غزارة، منسّقة حفلات الزفاف التي لا تكتفي بالتنظيم، بل تروي القصص. قصة ستيفاني "ستيف" وجوزف "زاف" لم تُكتب بالكلمات فقط، بل بالألوان، بالإضاءة، وبالنبض الحيّ الذي يلامس الحواس.

من قلب "شاتو رويس"، وعلى إيقاع موسيقى أُعيد توزيعها لتُلامس ذاكرة العاشقَين، ارتفعت الرموز واللحظات إلى مستوى فني فريد. قلبٌ ضخم من الورد، رقصات تعبيرية، دخول مسرحي، تفاصيل شخصية مخفية في كل ركن. كلها تحت إشراف باتريسيا التي حوّلت الفكرة إلى مشهد، والرؤية إلى تجربة لن تُنسى.

في هذه المقابلة، نغوص مع باتريسيا غزارة بالتفاصيل، لاكتشاف كيف يتحوّل الزفاف إلى قصة تُروى، وكيف تصنع لحظة تُشبه الحلم لكنها حقيقية حتى النخاع.

حدثينا عن أبرز عناصر الديكور التي ميّزت حفل زفاف ستيفاني عطالله؟

كان زفاف "ستيف" و"زيف" مليئًا بالتفاصيل الأصيلة التي عكست شخصيتهما الفريدة. مزيج رائع من المسرح، والشاشات البيكسلية، والموسيقى، وألوان نابضة بالحياة والفرح—تمامًا كما هما.

لكن العنصر الأبرز الذي ميّز ديكور الحفل كان القلب الخشبي الكبير المصمم على شكل بيكسلات، في إشارة إلى مجال "ستيف"، وأرضية الرقص المستوحاة من شكل قرص الفينيل، تكريمًا لشغف "زيف" بالموسيقى. كما عبّرت كلمات أغنيتهما المفضلة: "إنتَ الأفلام والموسيقى"، عن روح هذا الاتحاد الفريد.

ولا يمكن أن نغفل التفاصيل المسرحية التي أضفت على حفل الاستقبال (Welcome Drink) لمسة استثنائية، خصوصًا لحظة دخول العروسين التي جاءت وكأنها مشهد مسرحي حي. كان الثيم العام مزيجًا متناغمًا بين الحب والفن، بين خشبة المسرح وأنغام الموسيقى.

أما القطعة التي أراها مرشحة لتكون مصدر إلهام لحفلات الزفاف المقبلة، فهي بلا شك القلب الخشبي البيكسلي الضخم. لم يكن مجرد عنصر ديكوري، بل رمز لحب معاصر، صادق وعفوي، يجمع بين التكنولوجيا والمشاعر الإنسانية.

كيف عبّرت ستيفاني عن رضاها بعد انتهاء الزفاف؟ وهل وصلتم إلى ما كانت تحلم به بالفعل؟

من أجواء حفل ستيف و زاف
من أجواء حفل ستيف و زاف

عبّرت ستيفاني عن سعادتها الكبيرة بعد انتهاء الزفاف، وكانت متأثرة بكل التفاصيل. شعرت أن الحفل كان تمامًا كما تخيّلته، بل أجمل حتى. أكثر ما أحبّته هو أن كل شيء كان حقيقيًا، بعيدًا عن التكلّف، ويشبهها هي وزيف بصدق وعفوية.

ستيفاني وزيف كما نراهما على وسائل التواصل الاجتماعي—ثنائي فني، رومانسي، ومليء بالطاقة—هما كذلك تمامًا في الواقع. الكاميرا لا تخدع في حالتهما؛ فحبهما حقيقي، وتواصلهما طبيعي وعفوي حتى خلف الكواليس.

هما صادقان في مشاعرهما، يعيشان قصتهما كما هي، من دون تصنّع أو استعراض. وهذا ما يجعل العمل معهما تجربة مليئة بالشغف والفرح.

برأيك، هل سيؤثر هذا الزفاف على صيحات الأعراس القادمة في لبنان أو العالم العربي؟

العروسان ستيفاني عطالله وجوزف عبود
العروسان ستيفاني عطالله وجوزف عبود

يبدو أن توازنًا جديدًا بدأ يفرض نفسه في عالم حفلات الزفاف. صحيح أن بعض المشاهير ما زالوا يفضلون الاحتفالات الفخمة والمبهرة، إلا أننا نشهد توجهًا متزايدًا نحو حفلات أكثر حميمية ودفئًا، تعكس مشاعر صادقة وتفاصيل شخصية.

الترف لم يعد يُقاس بالحجم أو البريق وحدهما، بل أصبح في الصدق، وفي العناية بالتفاصيل التي تروي قصة العروسين وتبقى خالدة في الذاكرة، تحمل معنى حقيقيًا وقيمة تدوم.

ما هي أبرز صيحات ديكورات الزفاف التي ترين أنها ستطغى في موسم 2025؟

أعتقد أن أبرز صيحة سنراها في موسم 2025 هي العودة إلى الجوهر الحقيقي لحفلات الزفاف: أن تعكس شخصية الثنائي. لم يعد الهدف إبهار الحضور بمظاهر ضخمة بقدر ما أصبح التعبير عن الذات، وعن قصة الحب التي تجمع العروسين، هو محور كل التفاصيل.

أنا أؤمن أن حفل الزفاف يجب أن يُشبه الثنائي نفسه. لا توجد أفكار مثالية أو نمط واحد يناسب الجميع. لذلك، أركّز دائمًا على تصميم حفلات زفاف مخصصة، تعبّر بصدق عن هوية كل زوجين، وتخلق تجربة حقيقية ومؤثرة لهم ولضيوفهم.

أما من حيث الصيحات، فنتجه أكثر نحو استخدام المواد الطبيعية كالعناصر الخشبية غير المعالجة، والأزهار الموسمية العفوية بدلًا من التنسيقات المتكلفة. الألوان الترابية والباستيلية ستستمر، لكن مع لمسات فنية جريئة تعكس شغف العروسين، سواء من خلال الإضاءة التفاعلية أو عناصر ديكور مخصصة تحمل رموزًا من حياتهما المشتركة.

القصص ستُروى عبر التصميم—سواء عبر قطعة فنية مركزية، أو تفصيل بسيط يحمل معنى شخصيًا. وهذا ما يجعل كل حفل زفاف تجربة فريدة، لا تُشبه سواها.

كيف تتعاملون مع التحديات اللوجستية في حال كان الزفاف خارج لبنان أو في أماكن غير تقليدية؟

عند تنظيم حفلات زفاف خارج لبنان، سواء لعملاء لبنانيين يختارون الاحتفال في الخارج، أو لمغتربين يطلبون منّا مرافقتهم في بلدانهم، نتعامل مع التحديات اللوجستية بدقة ومرونة عالية. نعتمد على شبكة موثوقة من الموردين المحليين والدوليين، ونحرص على تنسيق كل التفاصيل بسلاسة، بغضّ النظر عن الموقع أو المسافة.

هدفنا أن يشعر الثنائي بالطمأنينة وأن كل شيء تحت السيطرة، مع الحفاظ التام على رؤيتهما وهويتهما الخاصة في كل تفصيل من تفاصيل الحفل. حتى في الأماكن غير التقليدية، نُحوّل التحدي إلى فرصة لابتكار تجربة فريدة تنسجم مع طابع المكان وتعكس شخصيتهما.

- ما الفرق بين تنظيم زفاف تقليدي وزفاف لنجم/مشهور؟ وهل هناك ضغوط إضافية؟

الفرق الأساسي بين الزفاف التقليدي وزفاف المشاهير أو الشخصيات العامة يكمن في مستوى التوقعات وحجم التغطية الإعلامية. في حفلات المشاهير، يكون كل تفصيل تحت الأضواء، ما يضيف طبقة من الضغط تتعلق بالدقة، والتوقيت، والصورة العامة.

لكن من جهتي، أتعامل مع كل زفاف بنفس الشغف والاحترافية، سواء كان خاصًا أو علنيًا. لا يهم مدى شهرة العروسين بقدر ما يهم أن تعكس التجربة قصتهما بشكل حقيقي.

الفارق يكون أحيانًا في حجم الفريق، طبيعة التحضيرات، أو متطلبات الخصوصية، لكن الهدف يبقى واحدًا: أن نخلق لحظة لا تُنسى، تشبه العروسين وتعني لهما الكثير.

ما هي أبرز الأخطاء التي يرتكبها العروسان عند التخطيط لزفافهما؟

من أبرز الأخطاء التي يرتكبها العروسان عند التخطيط لحفل زفافهما، هو محاولة إرضاء الجميع بدل التركيز على ما يُشبههما ويعبّر عنهما. هذا التوجّه قد يُفقد الحفل طابعه الشخصي ويجعله بعيدًا عن حقيقتهما. كذلك، التسرّع في اتخاذ القرارات، أو إهمال التفاصيل الصغيرة، قد يؤثران بشكل كبير على النتيجة النهائية. وأحيانًا، يقع البعض في فخ التقليد، فيسعون لتكرار ما رأوه في حفلات أخرى، بدل أن يبتكروا شيئًا فريدًا نابعًا من قصتهم الخاصة.

الزفاف الناجح هو ذاك الذي يعكس هوية العروسين بصدق، ويُبنى على اختيارات صادقة نابعة من القلب، لا من ضغط التوقعات أو رغبات الآخرين.

-  ما الذي يميّز عملك عن الآخرين؟

منظمة الحفلات باتريسيا غزارة
منظمة الحفلات باتريسيا غزارة

ما يميّز عملي عن غيري من منظّمي حفلات الزفاف هو أنني لا أتعامل مع الزفاف كفعالية فقط، بل كمشهد يُروى من خلال قصة متكاملة تعكس هوية العروسين.

أؤمن بأن كل ثنائي له بصمته الخاصة، ولهذا أُصمم حفلات زفاف مبنية على مفهوم فني وإنساني يعبّر عنهما بصدق. أهتم بأدق التفاصيل، ليس فقط لجعلها جميلة، بل لتكون منسجمة وتحمل معنى حقيقي.

هدفي دائمًا أن أخلق تجربة متكاملة تلامس المشاعر وتبقى في الذاكرة. كل حفلة زفاف قد تكون جميلة، لكنني أحرص أن تكون حفلاتي فريدة من نوعها، لا تُشبه غيرها، وتُحكى كقصة لا تُنسى.