
خاص: المصمم البريطاني أندرو سافين لـ"هي":المرأة مصدر إبداعي والأناقة الخالدة توقيعي
في عالم سريع التغير تمليه الصيحات العابرة، تبرز علامات تتمسك بجوهر الأناقة والهويةمثل دار الأزياء البريطانية الراقية House of Savin التي أسسها المصمم أندرو سافين، فهي مثال على ذلك الالتزام الفني حيث تُنسَج الأزهار يدويًا، وتُستوحى الفساتين من الطبيعة، وتُصمم بكل دقة لتشعر النساء بأنوثتهن وقوتهن في آنٍ معًا.
في هذا الحوار الحصري ل "هي"، يأخذنا المصمم سافين في جولة داخل عالمه الإبداعيبين الجلد المرسوم يدويًا والحرير الإيطالي، وبين فساتين الزفاف التي تتحدى الزمن وتحتفل بتألق المرأة المعاصرة المتمسكة بإطلالتها الراقية والخالدة والتي أطلقها مؤخراً في عرض أزياء إستثنائي أقيم في قصر كنسغتون في العاصمة البريطانية لندن.

-
ما هي فلسفة دار House of Savin؟
الفلسفة دائمًا تتمحور حول الأزهار، والرومانسية، والجمال الخالد. كل مجموعة هي تفسير جديد لهذا الجوهر. نستمر في تطوير تقنيات جديدة،وتقديم أزهار أكثر زخرفة وجمالية لتحمل التصاميم الى أعلى مستويات الجمال. الرحلة في الدار لا تتوقف أبدًا.

-
حدثنا عن الرحلة الإبداعية لهذه المجموعة التي تحمل إسم “Gilded Whisper”،ما كان مصدر إلهامك؟
قد تكون طريقتي مختلفة قليلاً عن غيري من المصممين، انطلقت في هذه المجموعة من جمال الطبيعة وتحديداً من الأزهار التي أعتبرها جوهر كل ما أقوم به لأني أستلهم من جمالها وأشكالها وألوانها، ومنالباقات التي أراها في كل مكان أثناء السفر، كما استوحي من تفاصيل الطبيعةالجميلة وحتى الغريبة، فأنا في بحث دائم عن الجمالالمستوحى من الطبيعة.

ومن هذه التفاصيل أبدأ بتطوير الأفكار وأحدد تقنيات تنفيذها، وحالياً أعتمد بقوة على الطلاء اليدوي الذي أصبح مصدراً أساسياً لهوية الدار. وفي هذه المجموعة بدأنابالرسم على الجلد، وهو شيء جديد تمامًا بالنسبة لنا، وكانت النتيجة مذهلة.فكل مجموعة تتطور من خلال تجربة أفكار وتقنيات تنفيذ جديدة، وتنقيحها بكل ذكاء وحب الى ان نصل لشيء مميز يقدم للمرأة إضافة إستثنائية على إطلالتها ضمن إطار الأناقة الخالدة.

-
هل تخبرنا عن إنطلاقتك وعن تاريخ الدار؟ وهل كانت دائمًا متخصصة في الأزياء العرائسية؟
ولدت في روسيا ونشأت في عدة دول منها ناميبيا وفرنسا بحكم عمل والديّ، اكتسبت منظورًا ثقافيًا غنيًا، وهذا ما يظهر في تصاميمي إذ أستلهم كثيرًا من التراث والثقافة.لم أنطلق في مجال الموضة، بل ترعرعت في عائلة أطباء! درست الرياضيات والاقتصاد، لكن الموضة كانت شغفي منذ الصغر. عملت في دور أزياء كبرى في باريس، ثم انتقلت إلى لندن لأتدرب مع Vivienne Westwood في عام 2006، وكانت تلك التجربة مفصلية. بعدها التحقت ببرنامج الماجستير في كلية لندن للأزياء، لكن حلمي كان دائمًا بناء دار أزياء عالمية تحتفي بجمال جميع النساء، بكل أشكالهن وخلفياتهن.وهذا ما حققته في دار House of Savin.

-
كيف أصبحت منطقة الشرق الأوسط جزءًا من رحلتك؟
منذ حوالي ست سنوات كنت في زيارة الى دبي والتقيت بصديقة تعمل في عالم الأزياء، تناقشت معها لكثير من التفاصيل المتعلقة بإنطلاق دار الأزياء بشكل جدي من دبي، أقمت دراستي الخاصة وإتخذت القرار، لكن أخرتني الظروف بعدها الى ان أعدت زيارة دبي منذ سنة ووقعت مجدداَ في حب هذا المكان وناسه ولمست الدعم الكبير للإنطلاق وإتخذت القرار النهائي، وأنا الآن بصدد الانتقال إلى دبي لأكون أقرب إلى هذه الطاقة وأتعمق أكثر في فهمي للمنطقة وذوق نسائها لتقديم ما هو أجمل لها ولمناسباتها المميزة، وسيبقى الدار في لندن وأوروبا كمكان أساسي، لكنني سأقسم وقتي بينهما.

-
ماذا تخبر عن تجربة الرسم اليدوي على الأزياء في هذه المجموعة؟
الرسم اليدوي على الأقمشة في المجموعة الجديدة يعتبر عنصراً أساسيأً، ونحن نقوم به منذ أكثر من عقد. نعمل مع حرفيين إيطاليين في مدينة كومو، ومؤخرًا طبقنا هذه التقنية على الجلد في خطوة لاقت الأصداء الإيجابية جداً. إنها عملية دقيقة للغاية؛ لدينا ثمانية رسامين مبدعين يعملون على الفساتين. واستخدمنا أيضًا قماش الحرير "غزّار" Gazar لأنه يوفر حجمًا وهيكلًا فريدين، ما يساعدنا في تشكيل تلك التصاميم الرومانسية.

-
كيف توازن بين عناصر الزفاف التقليدية واللمسة المعاصرة؟

الأمر كله يتعلق بالتوازنالذكي الذي يجمع بين اللمسات الجميلة التي تحاكي ذوق العروس وبين اللمسات الراقية التي تأخذ القطعة الى مستوى عالي من الجمال... نريد أن تبدو تصاميمنا خالدة،دون ان تكون بعيدة عن شخصية وذوق العروس. عرائسي من خلفيات ثقافية ودينية متنوعة، ونحن نولي ذلك أهمية كبيرة. فهدفنا أن تشعر كل امرأة بأنها مرئية وجميلة في فستانها.

-
ما أكبر تحدٍ واجهته أثناء تصميم هذه المجموعة؟
التعقيد التقني بلا شك. فالفساتين تطلبت مئات الساعات فقط للرسم اليدوي. الوقت كان التحدي الأكبر، لكن عندما تحب ما تفعله يدفعك الشغف الى إنجازه بكل جمال وحب وسرعة ايضا!

-
ما الذي تأمل أن تشعر به العروس عندما ترتدي تصاميمك؟
القوة أولاً قبل الجمال،فزبوناتي نساء ذكيات، ناجحات، ويعرفن من هن دون الحاجة الى التظاهر. فساتيني مزينة بالأزهار لكنها تمد المرأة بالطاقة والجمال والقوة. نحن نصمم لنجمع بنية القوة والرقي معاً. كما أن تصاميمنا قابلة للحركة وهذا ما أحرص عليه دائماًلأني أريد للمرأة أن تشعر بالخفة والحرية.

-
هل لديك فستان مفضل أو قطعة تحمل معنى خاصًا في هذه المجموعة؟
تعلقت جداً بفستان الجلد الأزرق المرسوم يدويًا. إنه جديد، جريء، ومختلف عن كل ما صممته من قبل، شعرت بقوة جماله منذ اللحظة الأولى التي حددت فيها تفاصيله ولونه تحديداً.. وكل قطعة في مجموعتي تحمل معنى مختلف، لكن ما يميز هذه التجربة حقًا هو رحلة التنفيذ مع فريقي، لقد مررنا بالكثير معًا وكل تفصيل عملنا عليه أضاف قوة مميزة على القطعة.

-
كيف تتعامل مع صيحات الموضة وأنت تحافظ على رؤيتك الخاصة؟
نحن على دراية بالصيحات، لكننا لا نلاحقها او نتبعها لأن تركيزنا يصب على ابتكار القطع التي تبقى جميلة لسنوات وخصوصًا في مجال الزفاف، حيث تختار أحياناً العروس فستانها قبل عام وتبقى متعلقة بتفاصيله طوال الوقت..وتظل تحبه بعد سنوات طويلةوكلما تنظر إلى صورها.

-
وأخيرًا، كيف ترى تطور House of Savin في المستقبل؟
أنا متحمس لجمع خبراتي من باريس، لندن، أمريكا، لأنطلق قريباً في الشرق الأوسط، ولأطلق تصاميم أكثر ابتكارًا لتلبي كل الأذواق. خضنا الكثير من التجارب في عالم فساتين الزفاف، وأشعر أننا في موقع مثالي لقيادة هذا التحول. سنواصل التركيز على القصات الجديدة، الخامات المميزة، والتقنيات الحرفية، مع الحفاظ على الرومانسية التي تشكل جوهر علامتنا.
