كيف تحمي المرأة السعودية خصوصيتها في المناسبات؟

جدة – إسراء عماد تبدو المرأة السعودية كالأميرة في أبهى زينتها وتألقها عند حضور أي حفل، وبسبب طبيعة حفلات السعودية التي تفصل بين قاعة الرجال والنساء، تجد الفتاة مُطلق حُرِّيتها في ارتداء ما يحلو لها، وتأخذ حريتها في التعبير عن فرحتها وَسَط الأقارب والأصدقاء، إلّا أنها قد تخشى أن يلتقط لها أحد الحاضرين صوراً دون علمها، فيراها من لا ترغب. تُرى كيف تَحْفَظ قاعات الأفراح خصوصية المجتمع السعودي في حفلات الزفاف؟ "هي" تعرض لكم أبرز الوسائل المُتَّبعة في السعودية لحفظ خصوصية بناتها ونسائها: إستئجار "bodyguards” من النساء فقد تستأجر بعض العائلات عاملات امن وأحيانا bodyguard  من النساء ليلة الزفاف ليقفن على أبواب القاعات لتفتيش الحاضرات قبل الدخول. صحيح إن بعض السيدات يتذمرن من سحب أغراضهن كالهاتف النقال أو الكاميرا الشخصية منهن على الأبواب، إلا أن صاحبة الزفاف تفضل ذلك لحماية خصوصيتها هي والحضور، وعادة ما يكتب على بطاقة الدعوة بمنع التصوير. استياء الأهل والأقارب تقول السيدة فاطمة عبد القادر: "في حفل زفاف ابنتي، اتفَقت مع القاعة أن يتعاقدوا مع إحدى شركات الحراسات الأمنية ليقفنَ على مدخل القاعة في سبيل منع دخول أي أجهزة تصوير، إلّا أنني تَعَرَّضتُ لمشاكل، حين رفضت أختي تسليمهنّ جهازها الذي يحتوي الكاميرا لأنها خالة العروس، وحين صمَّمَت الحارسة على سحب الجهاز منها استاءت أختي، وشَعَرَّت أنني أعاملها كالأغراب". فيما تقول الآنسة فرح عبد الله: "لقد تعاركت مع الحارسة على مدخل قاعة حفل زفاف ابنة خالتي، حين طلبت جوالي، فأخبرتها أن العروس مثل أختي ولنّ أصوِّر شيئاً  من دونَ رَغْبَتها، إلّا أن الحارسة صمَّمَت، ما استدعى تَدَخُّل والدتي، وبالفعل صَمَّمنا على بقاء الجوال معنا". دخول الحفل ببطاقة إلكترونية حرصت إحدى الأسر المعروفة في مدينة جدة على وضع بطاقة دخول الكترونية اذ على كل مدعوة الدخول عبرها، وهي تحمل باركود key card، كما أخبرتنا السيدة رحاب عبد العزيز، عن هذا الحفل الذي دعيت اليه أكثر من 1000 مدعوة. وطلب من الجميع إظهار البطاقة للدخول تنظيما لعدد المدعويين وبالطبع منع التصوير لحفظ خصوصية هذا الزفاف الأسطوري". البعض يستخدم الحراسة للـ "بريستيج"! يقول مدير العلاقات العامة لإحدى شركات الحراسات الأمنية "غياث مغربي" : "تأتينا الكثير من الطلبات في الأفراح والحفلات الخاصة، بهدف التفتيش وسحب أجهزة التصوير بصفة عامة، إلّا أن الأمر الآن لم يَعُد للحراسة الأمنية فحسب، بل أصبح لدى البعض "بريستيجا" خاصا يأهل الزفاف أن يقوموا بتَعيين حارسات امن، حتى ولو لم يكن بغرض منع التصوير". آليات الحراسة وعن آليات تلك الحراسة يقول مغربي : "هناك أجهزة حديثة تصل درجة حساسيتها لمدى 30 مترا، تستطيع الإحساس بوجود أي جهاز الكتروني في المنطقة، فتُخْرِج إشارة تنبيهية حتى ولو كان الجهاز مُغلَقاً، وهذه هي أحدث الأجهزة المستَخْدَمة، إضافة إلى ذلك تلبس موظفاتنا لباسا خاصا بشركتنا و يقفن على مداخل القاعات، ليَقُمْنَ بعمليات تفتيش عن الأجهزة، والتركيز على بطاقات الدعوة، التي قد تكون بطاقات تقليدية صغيرة الحجم أو بطاقة بـ barcode خاص". "نَفسية" المدعوة تأتي أولا وعن المشاكل التي قد تواجه تلك الحارسات يقول مغربي : "بالفعل، تواجهن أحياناً مشاكل مع المدعوات ممن يرفضن إعطاءهنّ أجهزتهنّ التي تحتوي على كاميرات، إلا آن الحارسات لدينا مُدَرَّبات على اللباقة وحسن التعامل والحوار يخضعن لدورات تدريبية متقدمة، فحين تأتي إحدى المدعوات إلى القاعة وهي أنيقة وبحالة نفسية جيدة، يجب المحافظة على ذلك وعدم التأثير عليها سلباً، بل تَطْلب منها بلباقة وابتسامة بسيطة، وتُقنِعها أن هذا في سبيل تحقيق الأمن للجميع، وتُطَمئنها أن جهازها في الحفظ والصون في "الاستقبال"، وإذا احتاجته يمكنها استعماله في أي وقت". تفاوت الأسعار وعن تفاوت الأسعار يقول المغربي: "تختلف الأسعار بحسب القرب والبعد عن المكان، ووقت الحفل وعدد ساعاته، إلى جانب الخدمات الإضافية مثل الأجهزة المستَخْدَمة للرصد وأجهزة اللاسلكي والاتصال المباشر، وكاميرات لرصد المخالفات، وقد يكون هناك عُصي، وأجهزة الإحساس بالإلكترونيات".