مقالة الدكتورة أفنان الشعيبي

يتساءل البعض عما إذا كانت الصداقة «الحقيقية» موجودة فعلا في زمن أصبح من الصعب العثور فيه على غير الماديات والمصالح.
 
يؤكد علماء النفس والاجتماع أن أكثر ما يحتاج إليه الإنسان في عصرنا الحالي الذي يشتد فيه زخم الحياة ومسؤولياتها، هو الشعور بأن هناك شخصا ما قريب من روحه، ويثق به.
 
نحن نرى ونلتقي كل يوم بأشخاص نقضي معهم بعض أوقاتنا، ولكن هؤلاء الأشخاص لا يعنون لنا أكثر من معارف نلتقي بهم كلما سنحت لنا الظروف أو كانت هناك مناسبة ما تجمعنا، فقد أصبحت مشاغل الحياة اليوم كثيرة، ولم تعد اللقاءات والزيارات تتم كما كانت في السابق. 
 
فقدنا البساطة التي كان يتسم بها الناس في الماضي، فلم تكن الرسميات تحكم الزيارات آنذاك كما تحكمها الآن. 
 
من أبسط الأمور التي يجب أن تقوم بها الآن هو الاتصال بالشخص، وإبلاغه بالزيارة كي يستعد لاستقبالك. ولم تعد بسيطة كما كانت قديما، حيث تبدأ بسماع طرق أحدهم على باب منزلك، ويجلس في مجلسك، ويأكل من طعامك، ويعرف أفراد عائلتك فردا فردا. هو قريب منك، فهو المستشار والمعين والصديق الذي يخاف عليك كما يخاف على نفسه. 
 
هل هذا موجود اليوم؟ بالتأكيد وبكثرة، لكن اتساع المساحات أبعدت الناس عن بعضهم، وكثرة المشاغل أشغلتهم عن التواصل بالشكل الذي يجعل قوة ترابطهم أقوى.
 
ما زال الخير موجودا، ومازال الناس بخير، ودائما ما ندعو “اللهم سخر لنا عبادك الأخيار، واصرف عنا عبادك الأشرار، واجعلنا من عبادك الصالحين ووفقنا لكل ما تحبه وترضاه”.
 
الصديق الحقيقي هو مرآة لروحك..
 
قالوا قديما: «قل لي من تصاحب أقل لك من أنت