مقالة د.جيهان عبد القادر: هنا الحاضر

مقالة د.جيهان عبد القادر
 
أهلا بنا على مسرح مشاهد الحياة الجديدة التي أصبحت لا تمت بأي صلة لما قبل عدة سنوات، تتصارع فيه المطالب مع سرعة التغيرات، وصار فيه النجاح والفشل رفيقين ذوي أقنعة مختلفة. مشاهد اقتصادية غير مفهومة تقاد بتكنولوجيا المعلومات الحديثة، حتى إن القرارات أصبحت سريعة الاتخاذ دون النظر لمدى صحتها متناسية كل القيم والتوقعات المنطقية، متناقلة الأحداث والصور والأخبار الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي. لم تعد هناك خصوصية، رغم كل الحريات المطلقة، حيث تأتي الصدمات والمفاجآت أحيانا في أشكال غير حقيقية لانعدام التفاصيل. فأصبحنا نجد أنفسنا أمام تحد آخر يتطلب منا أن نتأقلم ونتعامل معه، لنكون في ذروة أدائنا المهني والاجتماعي وحتى الشخصي في أوقات التحديات هذه، ونقدم أفضل ما لدينا من العمل لنصل إلى أعلى المستويات، رغم كل المواجهات.
 
من منا لم يهاجم في مواقع التواصل الاجتماعي؟ من منا لم يتهم بأبسط الاتهامات التافهة؟ من منا لم يحبط ولو لدقائق عدة نتيجة رأي أو تعليق غير لائق؟ 
 
اختلاف وجهات النظر ظاهرة صحية في تنمية الآراء وتنمية العلاقات المهنية والتواصل الاجتماعي البناء، ولكن بات المناخ أكثر صعوبة، حيث نجد أنفسنا أحيانا أمام محكمة وأحكام واتهامات وتعليقات رديئة من مصادر وهمية تدعي الكمال، وكأننا مجبرين على الإجابة والتصديق والتغيير، ومجبرين على الخضوع لآرائهم رغم الافتقاد لأي من المقومات الأساسية، وأهمها الإشهار عن الشخصية الحقيقية لهؤلاء النقاد السلبيين مجهولي الهوية، الذين ليسوا حتى نموذجا لعدم وجود أهم الشروط وعدم وجود المقومات الأساسية.
 
النضج الشخصي واحترام الذات وتطويرها من أهم نقاط القوة للطرفين، كيفية التعامل مع المد والجزر لتحديد الرؤيا بكامل جوانبها، وامتصاص غضب هؤلاء المجهولين مرونة يصعب الاتجاه إليها فعليا، ولكنها بناءة، ولا بد من المحاولة في هذه العلاقات إيجابيا، وكأن المعالجة تقول داويها بالتي هي الداء.
 
جميعنا يملك طاقات هائلة تصل لأعلى المستويات، فلماذا لا نستغل طاقاتنا الإيجابية لنقدم أفضل ما لدينا لنتمكن من اتخاذ القرارات الصائبة.
 
إن النجاح يأتي من السيطرة على ما لا يمكنك السيطرة عليه، وهذا يعني أن النجاح ينبع من تبنيك لسلسلة من الأفكار الإيجابية، وليس الانغماس في التشاؤم والعنف الفكري.
 
إذا، تعالوا ننجح معا!