شخصيات على طبيعتها

تجربة السفر أضافت إلي كثيرا من الخبرات التي لم أكن أتخيل أني سأعرفها في مدة قليلة جدا خصوصا في الفترة الأخيرة من خلال برنامجي التلفزيوني "سمية والستات حول العالم" حيث تجولت في دول عدة، وتعرفت وعرفت الناس على أكلات وأزياء تلك الدول. البرنامج الذي كان موجها للمرأة العربية في المطبخ والأزياء والحياة، منحني "ثقافة ثانية"، وحقق نجاحا كبيرا، وتلقيت ردود أفعال ممتازة. 
 
البرنامج كان بسيطا في كل شيء، ويبتعد عن البذخ، ويقدم الشخصيات على طبيعتها. فأنا لم أفرض نجوميتي التمثيلية على ضيوفي، لأنهم ببساطة لم يكونوا يعرفوني في تلك الدول، بل على العكس استمعت لهم بشكل جيد، وتعاملت معهم باعتباري أريد الاستفادة والتعلم منهم، وهذا شيء مهم جدا، لأن أغلب مقدمي البرامج يقاطعون ضيوفهم كثيرا، وهو ما يشتت حديثهم.  
 
من أهم تجاربي في البرنامج زيارتي لمدينة ميونيخ وخاصة أهم سوق للتوابل هناك، حيث توقفنا قرب محل اسمه "شوبك ده"، وهو أهم محل توابل بألمانيا صاحبه أشهر شيف يطبخ للشخصيات الهامة، وعندما لاحظ المشرفون على المحل أننا نصور في مكان قريب منهم، طلبوا أن نصورهم، فوافقت وسجلت معهم حلقة وحرصت على نقل تجربتهم الغنية بعمق معرفتهم عن التوابل التي كانوا يتاجرون بها، وكانت من أمتع الحلقات لأنها كانت طبيعية جدا وعفوية ومفيدة في الوقت نفسه.
 
أما في لندن فقد نقلنا تجربة مطعم تمتلكه سيدة إنكليزية، وكان المثير في قصتها أنها بدأت العمل في المطعم لمساعدة أهلها، ثم تدرجت في تطوير أدائها المهني، إلى أن لفت ذلك انتباه صاحب المطعم، وجعلها تديره بنفسها، ومن ثم اشترته منه، وأصبحت بذلك صاحبته.
 
خاص بـ"هي" 
سمية خشاب