أخجل من لقبي

أخجل أحيانا من لقب إعلامية، وأتجنب أن يقدموني على أني كذلك، لأن هذا اللقب بات يطلق على من "كل هب ودب".
 
من سخريات ما يحصل كثيرا في المنتديات والملتقيات والمناسبات الرسمية وغيرها إطلاق هذا اللقب مثلا على من تقدم برنامجا غنائيا، وخضعت لألف عملية تبشيع، ولا تحمل أي شهادة جامعية.
 
لست وحدي من أخجل من هذا اللقب، ولست وحدي من أصاب بالدهشة، وأتساءل عن معايير وأسس حصول مثل هؤلاء على هذا اللقب. هل من المعقول أن تصبح تلك التي لا تملك أي مؤهلات سوى استعراض جسدها مثل كل إعلامية فاضلة عملت واجتهدت لنيل هذا اللقب؟ وأخص هنا كل القديرات من مقدمات البرامج الهادفة والأخبار، وكل صحفية تركت بيتها ومنزلها، وحاربت العقول المتخلفة لتنقل الكلمة الحرة، وكل مراسلة صحفية سقطت في الحروب، ووثقت موتها عدسات الكاميرات.
 
يبدو أننا لا نواجه في عالمنا العربي أزمة ضياع ثورات وهويات وديانات فقط، بل أزمة مسميات.
 
لماذا ألوم وأعاتب إن كانت "طاسة" معظم المتلقين ضائعة، فمن أغرب التعليقات التي وصلتني على تويتر: "ما الفرق بينكن كقارئات أخبار وصحفيات، وبين المغنية أو حتى مقدمة ما يطلبه المستمعون .. كلكن تظهرن على الشاشة؟". 
 
مقارنات ظالمة تدل على جهل كبير.
 
بعض مؤتمراتنا تحولت إلى صالونات اجتماعية ومجاملات لا تفرق بين الإعلام وأهله، وبين الدخيلين واستعراضاتهم.
 
لمن كتب هذا التعليق ولأمثاله أقول: لسنا عارضات أزياء، ولا دمى يحركنا أحد، أو يملي علينا ما نقول، لسنا ببغاوات، نحن نقدم وجهنا لننير عقلك، وغيرنا يقدم ظهره ليرقصلك.
 
أتألم من أعماقي، وأنا أرى المتلقي يستخف بزميلات وصحفيات ومذيعات وإعلاميات نجحن بفكرهن لا أجسادهن، وتركن بصمة كبيرة ومشرقة في عالم الفضائيات، فكن رائعات الجمال والحضور، وقمة في الثقافة والإلقاء والاطلاع، وتفوقن وأبدعن، وفي النهاية يأتي من يعتبرهن مجرد دمى على شاشته، وينظر إليهن، مثلما ينظر إلى راقصة أو مغنية تلف نفسها بقطعه قماش لا تكسو طاولة تتسع لفردين.
 
خاص بـ هي 
علا الفارس – إعلامية