قصة حديث: إنما الأعمال بالنيات

هذا الحديث الشريف من أشهر الأحاديث التي رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يأتي في بداية كتاب صحيح البخاري، ويعتبره العلماء من الأسس الرئيسية التي بُنِيَ عليها الفقه ومنه تأتي القاعدة الفقهية الأولى وهي " لا ثواب إلا بِنِيّة "
 
ومعنى الحديث أن أعمال الإنسان وعبادته مرتبطة ارتباطا وثيقا بقصده ونيته، فالذي  يذهب إلى الحج، مثلا، كي يتاجر، ليس كمن يذهب ناويا الامتثال إلى أمر الله وقضاء الفريضة التي فرضها الله عليه. 
 
" إنما الأعمال بالنيات " أي أن عمل الإنسان يكون مقبولا من الله عز وجل أو مردودا على الإنسان إعتمادا على نيته.
 
" وإنما لكل إمرئ ما نوى "  فإن نوى الإنسان خيرا جوزي به وإن نوى شرا جوزي به وإن نوى أمرا مباحا فلا يثاب ولا يعاقب عليه.
 
ويبين هذا الحديث الشريف أن العبادات تعتمد على النية فلا تصح الصلاة إلا بأن ينويها الإنسان بقلبه، كما يميز الحديث بين أن يكون العمل عبادة أو أن يكون عادة، فالمرأة قد تستحم لتنظيف جسمها، وقد تستحم بنية الغسل للطهر من الحيض، فلا يصح طهرها إلا إذا نوت بغسلها الطهر من الحيض.
 
ومعنى الحديث أن المسلمين الذين هاجروا من مكة إلى المدينة بنية الامتثال إلى أمر الله عز وجل بالهجرة، وحبا لله ولرسوله، فهم يثابون على هجرتهم هذه، أما من هاجر من أجل أمور دنيوية، مثل ربح أو زواج، فهذا لا يثاب على هجرته.
 
ويُروى في سبب قول الرسول هذا الحديث أن رجلا أحب امرأة،إسمها أم قيس، وطلبها للزواج فرفضت الزواج منه حتى يهاجر إلى رسول الله في المدينة المنورة، فهاجر كي يتزوجها، وتزوجها بالفعل، وأطلق عليه الناس إسم " مهاجر أم قيس " لأنه ما ترك مكة المكرمة إلا من أجل زواج هذه المرأة.