جولة في قاعة الملك عبدالعزيز التاريخية

يعد مشروع الملك عبدالعزيز التاريخي معلماً تذكارياً هاماً على مستوى المملكة العربية السعودية، حيث يجسد الدور التاريخي والتطور الذي مرت به المملكة، ويذكر الأجيال بنعم الله على هذه البلاد المتمثلة في الأمن والرخاء، كما أنه يعكس المستوى الثقافي والوطني للمملكة، وكذلك يعكس الهوية المميزة لعاصمة المملكة من خلال المحافظة على المنشآت والمعالم التاريخية في "دارة الملك عبدالعزيز" ليكون ذلك حافزاً لأبناء هذا الوطن على التجديد والمواصلة في مسيرة البناء.
 
وتعد زيارة قاعة الملك عبدالعزيز التاريخية، احدى الزيارات والجولات الممتعة والمفيدة لجميع أبناء وبنات هذا الوطن كباراً وصغاراً، حيث تتفرع موجودات قاعة الملك عبدالعزيز التذكارية إلى ثلاثة أقسام رئيسية: 
 
القسم الأول: يشمل نصوصا تاريخية قديمة، وبعض اللوحات والصور التي تستعرض سيرة الملك عبدالعزيز، بداية بتاريخ أسرة آل سعود، فالدولة السعودية الأولى والثانية، ثم نشأته واستعادته الرياض، فضلا عن جهوده في توحيد البلاد وبناء الدولة الحديثة، وعنايته بالعلم والمعرفة، ويضم القسم خزائن عرض تحوي عددا كبيرا من البنادق والسيوف والخناجر والرماح الخشبية التي استخدمها الملك عبدالعزيز مثل سيف "رقبان" أحد السيوف القديمة المفضلة للملك عبدالعزيز، وكذلك عملات سعودية صدرت في عهده، وبعض ملابسه وساعاته، وأدوات الصيد والقنص، بجانب مقتنيات شخصية تتمثل في الهدايا التذكارية والأوسمة التي قدمت له، والأواني المستخدمة في قصره، والحقيبة الطبية الخاصة به.
 
القسم الثاني: يضم مجموعة من السيارات التي استخدمها الملك عبدالعزيز في حياته، كسيارة "رولز رويس" 1948 التي تلقاها من رئيس الوزراء البريطاني الراحل وينستون تشرتشل وهي تحفة نادرة يندر وجود مثيل لها في العالم.
 
القسم الثالث: يعرض عددا من الصور الفوتوجرافية، والخرائط واللوحات التوضيحية التي توثق أبرز الأحداث التاريخية ذات العلاقة بالملك عبدالعزيز ورحلاته الخارجية بعد تأسيس المملكة، وآراء معاصريه في شخصيته، وأبرز الأحداث التي واكبت اكتشاف النفط. 
 
علماً بأنه بجانب القاعة التذكارية، توجد المكتبة الخاصة للملك عبدالعزيز المكونة من مجموعة متنوعة من المؤلفات، والدوريات والمجلدات النادرة التي يربو عددها على 3 آلاف كتاب جمعها الملك عبدالعزيز خلال فترة حياته.
 
وجاء توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بإيداع خاتم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، إلى القاعة التذكارية الخاصة بالمؤسس الموجودة في دارة الملك عبدالعزيز، ليضيف بعدا تاريخيا جديدا لمكونات القاعة التي تعد مصدرا مهما من مصادر تاريخ المملكة العربية السعودية، لأنه يحمل الختم الرسمي للملك عبدالعزيز، ويمثل رمزية وتوثيق للناحية الإدارية في عهده، علاوة على أنه من الآليات العملية في تسيير شؤون الحكم، من رسائل أو أوامر، ونُقش عليه اسم الملك عبدالعزيز ثلاثيا وتاريخ صنعه.
 
يُذكر بأن معظم المقتنيات الشخصية للملك عبدالعزيز حصلت عليها الدارة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، رحمهما الله، وعدد من الأمراء أبناء المؤسس وأحفاده.