مكتبة الملك فهد الوطنية في الرياض.. تعبير عن حب الشعب السعودي للقائد

هي - هلا الجريد
 
بعد عمليات التجديد الجذرية في مكتبة الملك فهد الوطنية في الرياض، فتحت أبوابها مرة أخرى للجمهور الراغب في المعرفة والتزود بالعلم كونها مكتبة عامة وتعتبر صرحا معرفيا راقيا في العاصمة السعودية الرياض.
 
طالت التجديدات كامل الواجهات المحيطة بالمبني ليتغير شكلها تماماً وهو الذي كان يعتمد مسبقا على قبة ذهبية تتوسط أركانها وممراتها، التجديد من ابداع Gerber Architekten حيث اكسب المبنى شكل عصري يوكب الألفية الجديدة من خلال المظلات الشفافة التي تكسي المبنى لجعله يظهر بصورة جذابة.
 
ويعود تاريخ المكتبة عندما رغب أهالي مدينة الرياض في التعبير عن مشاعر الحب والولاء لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد - رحمه الله  - بمناسبة توليه مقاليد الحكم بأن يعبروا عن ذلك باقامة معلم تذكاري، فكان الإعلان عن مشروع المكتبة في الاحتفال الذي أقيم في عام (1403هـ) والذي حظي بدعم مادي من الدولة نفسها. 
 
يتكون المبنى من دور أرضي تعلوه ثلاثة أدوار، ولعل من أهم ميزات هذا الصرح الثقافي الكبير وقوعه في منطقة حيوية مهمة بين طريق الملك فهد من جهة الغرب وشارع العليا العام من جهة الشرق، وهذا الموقع يعطي المكتبة إمكانية النجاح في أداء دورها بنسبة كبيرة نظرًا لسهولة الوصول إليها ووضوح المكان وبروزه، فهو قلب الرياض الحديث، كما تتوافر داخل المكتبة نفسها أماكن للاستراحة والانتظار. 
 
بدأ تنفيذ المشروع عام 1406هـ تحت إشراف أمانة مدينة الرياض، وقد اقتنت المكتبة كثيرًا من أوعية المعلومات المطبوعة، والمواد السمعية والبصرية، مثل الأقراص البصرية والمصغرات، والوثائق المحلية، والمسكوكات، والكتب النادرة، والمخطوطات.
 
ومنذ تطبيق نظام الإيداع والترقيمات الدولية عام 1414هـ، تمكنت المكتبة من تسجيل وفهرسة كثير من الكتب والدوريات الجارية، كما بدأت المكتبة في إعداد الترتيبات النهائية لتسجيل الأوعية السمعية والبصرية وإيداعها حسب متطلبات نظام الإيداع الوطني. 
 
كما أن المكتبة تولي عناية للتجهيزات ونظم الحفظ والاسترجاع، وترميم وصيانة المخطوطات والكتب النادرة، كما قامت المكتبة بتكوين قواعد البيانات، وعمليات التوثيق الآلية، وكذلك الحصول على مصادر المعلومات على أقراص بصرية، وبناء شبكات المعلومات الداخلية التي تساعد على تنظيم المعلومات وتداولها. 
 
وفي مجال خدمات المعلومات، تقوم المكتبة بتقديم المعلومات والإجابة عن الاستفسارات المباشرة، وعبر وسائل الاتصالات المختلفة. 
 
كما تشارك المكتبة بدور فعال في المعارض المحلية والعربية بنشر وعرض مطبوعاتها وغيرها من الإنتاج الفكري السعودي، هذا إلى جانب الاتصالات، والبرامج التعاونية، وتبادل المعلومات والمطبوعات مع الجهات العربية والأجنبية، مما يعكس الدور الثقافي والحضاري الذي تقوم به المكتبة داخليًا وخارجيًا.