انطلاق فعاليات الأسبوع الافتتاحي من مبادرة فن جدة "21,39"

دانا عورتاني، استشراق "أورينتاليزم"، 2010، غرفة ملصقة من بي في سي، لصالح الفنانة وصالة أثر.
 
بعد تصدرها المشهد الفني السعودي لعقود وتركها لبصمة واضحة على المشهد الفنّي العالمي، تقدم مدينة جدة مبادرة فنية جديدة تهدف إلى إلقاء الضوء على المشهد الفني المتنامي في المملكة والحفاظ على القيمة والموروث الفني والثقافي فيها. وسترحب هذه الفعالية الفنية المعاصرة التي تقام على مدى شهرين بأقطاب ورواد الفن الحديث والمعاصر للمشاركة في الأسبوع الافتتاحي من الفعاليات والذي يقام في الفترة بين 4 – 8 فبراير. وستتميز مبادرة "21,39" التي تستوحي اسمها من الإحداثيات الجغرافية لمدينة جدة بالعديد من المعارض والندوات والجولات داخل المعارض إلى جانب برامج تثقيفية وتعليمية عامة.
 
وتعد "21,39" مبادرة فنية غير ربحية ينظمها المجلس الفني السعودي بإشراف مجموعة من الشباب المواطنين الذين يسعون للمساهمة في المجتمع المحلي السعودي من خلال تشجيع الفن والثقافة، وترأس المجلس صاحبة السمو الملكي/الأميرة جواهر بنت ماجد آل سعود، رئيسة مؤسسة المنصورية للثقافة والإبداع، المؤسسة الفنية التي تهدف إلى دعم الإبداع والفنون التشكيلية في المملكة.
 
وسيتضمن البرنامج العديد من الفعاليات الثقافية السنوية التي ستنظم على مستوى المدينة وتشارك فيها صالات ومؤسسات فنية محلية بهدف بث التوعية الفنية ومد الجسور مع العالم الخارجي وإيجاد لغة موحدة مع المؤسسات الفنية العالمية. وتهدف مبادرة "21,39" إلى إتاحة الفرصة للجمهور في المملكة لاستكشاف وتذوق ثقافة جدة والمملكة بشكل عام، وتمكين الفنانين السعوديين من التعبير عن أنفسهم والانطلاق نحو العالمية من خلال الوسائل الإعلامية المختلفة والمنصات الجماهيرية.
 
وفي هذا الصدد، قال محمد حافظ، نائب رئيس المجلس الفني السعودي والمؤسس المشارك لصالة أثر الفنية في جدة: "ينظم الأسبوع الافتتاحي لمبادرة "21,39" في الفترة بين 4 – 8 فبراير ويهدف إلى التوسع إلى ما وراء الحدود الحالية للمشهد الثقافي والفني في المملكة، وتأسيس قاعدة بنيوية للحوار بين الفنانين المحليين والإقليميين وحتى العالميين من خلال إبراز جدة كوجهة فنية حيوية للفنانين والزوار وعشاق الفن من المملكة والمنطقة والعالم". 
 
وسيتميز البرنامج الأول للمبادرة بمعرضين سيتضمنان أعمال فنية لعدد من الفنانين الناشئين والمعاصرين، الأول بعنوان "مُعلقات" وسيتضمن أعمال لكل من أحمد ماطر، ومنال الضويان، وصدّيق واصل، الذين تستوحي أعمالهم أجواء العصر الجاهلي ومراسمهم في إبراز شعرهم وثقافتهم؛ والمعرض الثاني بعنوان "الماضي كمقدمة"، حيث سيتم في هذا المعرض تقديم أعمال الفنانين الأوائل الذين أسسوا وأثروا على الحركة التشكيلية في المملكة وتضم مجموعة من الفنانين مثل عبد الحليم رضوي، ومحمد السليم، ومحمد سيام، وعلي الصفار، وعبدالله الشيخ، وعبدالله حماس وآخرين. 
 
كما ستقوم المبادرة بتكريم وترويج الفنانة صفية بن زقر، التي تعتبر إحدى أوائل الفنانات السعوديات والتي نظمت إحدى أوائل المعارض في المملكة، وستنظم مبادرة "21,39" جولة في دارة صفية بن زقر مع معرض سيتضمن مجموعة أعمالها ولوحاتها الفنية ونبذة عن تاريخ الحركة التشكيلية في المملكة. 
 
وسينظم معرض تعليمي خاص بمبادرة "21,39" وسيتضمن جولات ميدانية مصحوبة بمرشدين لأهم المعارض الخاصة بمجموعة من الفنانين، وبرنامجا تدريبيا للشباب المتطوعين لمراقبة أعمال الفريق وتوجيههم، ودورات توجيهية للفنانين السعوديين الشباب. 
 
كما ستعمل الجلسات النقاشية والحوارية المفتوحة على تعزيز موضوع مبادرة "21,39" حيث ستغطي هذه الجلسات محاور مختلفة كبنية مشهد الفن المعاصر، وتوجهات الفن السعودي في المنطقة، ودور الفنانين السعوديين كسفراء للثقافة والفن السعودي، والعمل على معالجة الأفكار النمطية المسبقة التي تروج لها وسائل الإعلام الدولية. وستشارك في هذه الجلسات مجموعة من المتحدثين الإقليمين والدوليين إلى جانب فنانين سعوديين ورؤساء معارض ومتاحف ومجموعة من الخبراء في عالم الفن. 
 
وستولي مبادرة "21,39" أهمية خاصة للمنطقة التاريخية لمدينة جدة الذي تعرف بـ"البلد" من خلال فعالية "عروض البلد" وهي عبارة عن مشاريع خاصة تحمل صفة الاستمرارية وتهدف إلى دب روح جديدة في هذه المنطقة من خلال الفن وتسليط الضوء عليها كمركز للفن والإبداع. كما يهدف هذا العرض إلى التشجيع على المحافظة على جمالية البيئة المحيطة من خلال عدد من الأعمال الفنية التشكيلية، والفنون الأدائية وسلسلة من ورشات العمل الخاصة بالأطفال المحليين.