لهذا السبب إحذروا الخلافات الزوجية!

قالوا قديما أن الخلافات الزوجية ضرورية لعلاقة زوجية ناجحة، وأطلقوا عليها "بهار الحياة الزوجية"، أي أنها هي التي تعطي للحياة طعما ورائحة، وقد تجلى ذلك في الحقيقة وعبرت عنه السينما في شخص السيدة القديرة الراحلة "ماري منيب" التي صورت قلق الأم المبالغ فيه لهدوء حياة إبنتها الزوجية بدون خلافات مع زوجها، وكيف كانت تختلق القصص وتوقع بينهما لخلق مشاكل زوجية لهما، ظنا منها أنهما سيسعدان بذلك.. فهل هذا صحيح؟
 
قطعا لم ولن توجد لهذا الإعتقاد أي ركائز من الصحة، وأكدت ذلك دراسات عديدة، أوضحت أيضاً خطورة الخلافات الزوجية على العلاقة الزوجية بين الأزواج، فقد ثبتت دراسة أميركية حديثة، إمتدت على مدى 20 عاما، من خلال متابعة أشخاص متزوجين، أن المشاكل والخلافات الزوجية تؤثر سلبا على صحة الأزواج.
 
إذ تتأثر صحتهم العامة بجودة الحياة الزوجية ومقدار التفاهم فيما بينهم، إذا فصحّة الأزواج تبقى مرهونة بحدوث الإختلافات.
 
وقد نشرت هذه الدراسة في دورية "الزواج والعائلة" حيث تم متابعة 1681 شخصا متزوجاً لمدة 20 عاما، ولذلك هي دراسة طويلة جدا، حتى تم التمكن من قياس جودة الحياة الزوجية في الحالتين، الأولى تتمثل في سعادة الأزواج ورضاهم وتفاهمهم، والثانية في ظل الخلافات والمشاكل الزوجية، كالشجار حول الأمور المادية أوتدخل أهل الزوج أو الزوجة... إلخ من الأمور التي قد توقد نار الخلافات فيما بينهما.
 
وكانت نتائج الدراسة مرضية وفي صالح الأزواج السعداء المتفاهمين، إذ قلت المشاكل الصحية لما، وتوجت سعادتهم بصحة عامة جيدة، أما الأزواج الذين كثر الشجار والمجادلة بينهم، فثبت علميا تفاقم المشاكل الصحية لديهم، المتولدة من الشجار والضغوط العصبية. 
 
والآن، هل نحن على إستعداد للتفاهم من أجل حياة صحية جيدة؟
أعزائي الزوج والزوجة، ينبغي التوصل لنقطة تقارب، وإذا لم يحدث وثبت أن الحل في تقديم بعض التنازلات فلنفعل، شريطة أن تكون بعيدة عن الكرامة وإحترام كل طرف للآخر، ولابد أن يتحمل كل منكما الآخر، وأعلما أن السعادة من صنعكما، والتعاسة قراركما فانظرا.. أي الطريقين تختاران؟