أي النساء أحب إلى قلب الرجل؟

إن الأمر محير للغاية، فلا يمكن التوصل لنتيجة حتمية، وإجابة محددة لهذا السؤال، والسبب في ذلك هو غموض الرجل، وتطلع بعض الرجال للفوز بأكثر من أنثى، ومن وجهة نظري الشخصية، فالرجل يحب المرأة القوية ويعجب بها ويؤسر بشخصيتها، وذاتها، ولكنه يفضل المرأة ضعيفة الشخصية التي لا ترد له طلبا، ولا تجادله، فهي من وجهة نظره مريحة جدا، حنونة، مثالية إلى حد كبير، ولكن ما يثير دهشتي أن الرجل عندما يتزوج، يفضل المرأة ضعيفة الشخصية، ولكنه إذا أحب، أحب إمرة ذات شخصية جذابة، وإرادة قوية، ربما كان ذلك حبا صادقا طاهرا نابعا من أعماق قلبه، ولربما كانت محاولة لإرضاء غروره بايقاع هذه المرأة في غرامه، أو تجربة من تجاربه العديدة، يريد بها أن يتعامل مع المرأة في حالاتها المختلفة، ولكنه دوما عائدا لإمرأته الغالية زوجته وشريكة عمره فهي الأصل كما يقولون، وهي تستحق ذلك، فلو تحدثت في الإطار المشروع وهو الزواج، نجد أن أغلب الرجال يلهون ويعيشون قصصا للتسلية والمرح بعيدا عن بيت الزوجية، ولكنه في أعماق قلبه وفكره وعقله، يفضل زوجته عنهن جميعا، ويقدرها حتى وإن أحب إمرأة أخرى...
 
ولكن يظل غرور الرجل المحرك الأساسي له ليحظى بقلب المرأة القوية، فالمحب للتغيير لا يرضى بأن يكون محور حياته إمرأة واحدة فقط، فهو رافعا دوما لشعار إمرأة "واحدة لا تكفيّ"!!!
 
وللمرأة القوية جاذبية خاصة لا ينكرها الرجال، فهي إمرأة إستثنائية، لا تتكرر كثيرا، ما يهمها وما يأتي في أولى أولوياتها أن تحظى بالإحترام وتقدير عقلها ومشاعرها، فقوة شخصيتها لا تنفي أبدا حنانها، ورقتها عنوان الأنوثة، ولا تجعلها ندا للرجل، وهذا ما يعتقده الرجال، فإحتفاظ المرأة بذاتها وشخصيتها لا يهدر قيمة الرجل في عيونها.
 
عزيزتي المرأة، كوني قوية بشخصيتك وحافظي على كيانك، واعلمي أن الضعف صفة تنافي طبيعة المرأة، ولا تمت للأنوثة بصلة، وأنا لا أعني أن تكوني جامدة المشاعر، لا ولكن أكره أن تكونين موضع لإستضعاف الآخرين لك، فكوني قوية بالقدر الذي يحميك من الذل وتقبل ما لا ترضيه لكرامتك، حافظي على زوجك وحياتك بشخصيتك، وثقافتك، وذاتك، فالمرأة القوية حنونة كذلك، رقيقة تعرف جيدا كيف تحاول مرات ومرات لإصلاح ما فسدته الحياة بينها وبين الشريك، ولا تيأس أبدا، وما يعينها على ذلك علمها بأنها في قلبه، ودوما تكون أدلة قوية على ذلك.
 
واعلمي أن المرأة قوية الشخصية عندما تحب، تحب بقوة، وتهتم بمن تعشق ولربما ذابت شخصيتها في شخصية حبيبها وشريكها، تضحي بلا حدود، متسامحة لأقصى درجة، تعطي فرص عديدة للطرف الآخر بحكمتها ورزانة عقلها، ولكن عندما تجرح مرات ومرات، وتظلم، وتشعر بعدم التقدير، يكون حبيبها أول الخاسرين.