ريم الكنهل تمزج بين التراث والحداثة في أسبوع الأزياء في الرياض 2025

سارة العجمي

التقرير

ريم الكنهل تمزج بين التراث والحداثة في أسبوع الأزياء في الرياض 2025

في اليوم الثالث من أسبوع الأزياء في الرياض ٢٠٢٥، حوّلت ريم الكنهل سطح برج المملكة إلى عرض يحتفي بالتراث السعودي ويعيد تفسيره بأسلوب معاصر. وبحضور نخبة من الضيوف وصفوف أمامية مليئة بالنجوم، كشفت الكنهل عن مجموعة تجسّد رؤيتها في أن الأصالة لا تزول قيمتها، وأن جمال الماضي يمكن أن يُنسج بانسجام في أناقة الحاضر.

ريم الكنهل

قدّمت المصممة مجموعة تكرّم فيها جدتها الكبرى، مستلهمة من رموز التراث السعودي وجمالياته التي أعادت صياغتها بروح عصرية راقية.

الأقمشة والخامات

برز في العرض ثراء الملمس وتنوّع الخامات التي حملت في طيّاتها قصة متكاملة. جمعت المصممة بين القطن، التول، التفتة، والبروكاد لتخلق مزيجاً من العمق والتنوّع. عكست خامات القطن والتفتة الصلابة والدقّة، فيما أضفى التول لمسة من الخفة والرقة.

هذا التوازن بين القوة والنعومة جسّد الفكرة المحورية للمجموعة: أن الحداثة يمكن أن تحتضن التراث دون أن تفقد هويتها. وبرز في المجموعة استخدام قماش “خط البلدة” المخطط، وهو جزء من التراث السعودي الأصيل الذي استخدمه الأجداد عبر الأجيال، وقد أعادت الكنهل تقديمه في قالب عصري يرمز إلى امتداد الماضي في الحاضر.

القصّات والأساليب

قدّمت الكنهل تشكيلة من القصّات التي تمزج بين البنية الواضحة والنعومة الانسيابية. ظهرت السترات والقمصان القصيرة مع البناطيل المفصّلة والفساتين والجمبسوت في إطلالات أنيقة وواثقة. تكرّر نقش الخطوط العمودية بأشكال متعددة ليبرز الطول والانسيابية، ويمنح التصاميم طابعاً معاصراً مميزاً.

ريم الكنهل

ومن بين الإطلالات اللافتة، برزت سترة قصيرة من قماش البروكاد الأسود المزيّن بنقاط ذهبية، تنسدل بطريقة أنيقة تغطي البنطال بأسلوب درامي راقٍ. كما شكّلت الأكتاف ذات الطيات والأكمام المجعّدة عنصراً مشتركاً في المجموعة، أضاف لمسة من الفخامة والأنوثة القوية.

لوحة الألوان والتفاصيل

اعتمدت المصممة لوحة ألوان حيادية من الأسود والأبيض، مع لمسات من الأحمر والذهبي تجسّد معاني التراث والعزّة. تكرّر نقش الخطوط العمودية كرمز للوحدة بين الماضي والحاضر.

الجمال و الإكسسوارات

فيما زُيّنت الإطلالات بقلادات ذهبية تقليدية كانت ترتديها النساء السعوديات على مرّ الأجيال، لتضفي تبايناً جميلاً مع القصّات الحديثة.

حتى تسريحات الشعر لم تخلُ من الرمزية؛ فقد استخدمت شرائط التول الملفوفة حول شعور العارضات في إشارة إلى ال"بخنق"، أعادت تقديمه بأسلوب معاصر وناعم.

في كل تفصيلة، حرصت الكنهل على أن تنقل الحضور في رحلة زمنية نحو السبعينات في السعودية، حيث استلهمت ملامح تلك الحقبة من الأقمشة التراثية وقطع الرأس والقلادات الذهبية وأعادت صياغتها بقصّات حديثة، فمزجت بين رمزية الماضي وأناقة الحاضر.

بهذه المجموعة، أثبتت ريم الكنهل مرة أخرى مكانتها كأحد أبرز الأسماء في عالم الموضة السعودية — مصممة تحيك في كل قطعة قصةً عن المرأة السعودية المعاصرة: قوية، واثقة، وجذورها ضاربة في الأصالة.