رحلة التحوّل: منى الشبل بين الدقّة والعاطفة في ربيع وصيف 2026
التقرير
رحلة التحوّل: منى الشبل بين الدقّة والعاطفة في ربيع وصيف 2026
“رحلة” منى الشبل هي دراسة في التحوّل، فصل جديد تكتبه المصمّمة السعودية بخطٍّ متّزن بين الانضباط والانفتاح، بين الاستمرارية والتجدّد. المصمّمة التي عُرفت بدقّتها التقنية وصرامتها المعمارية، تكشف هنا وجهاً أكثر صفاءً وتأمّلاً، وكأنها تُعيد اكتشاف ذاتها من خلال اللون.
تنبض المجموعة بدرجاتٍ غير مألوفة في عالمها: الأخضر الزبدي، الوردي البودري، والأزرق الكهربائي، لوحة ترسم ابتعادها عن الأحادية التي ميّزت أعمالها الأولى، نحو مساحة أكثر شاعرية وجرأة في التعبير.


على مستوى التنفيذ، يظل الإتقان سيّد الموقف؛ كلّ خطٍّ وخياطةٍ وتفصيلة تشي بانضباطٍ حرفيّ رفيع. لكنّ ما يميّز هذه المرحلة هو ما يكمن خلف الصنعة، دفء المشاعر، وصدق التحوّل، وحكاية امرأة تعيد تشكيل هويتها من الداخل من دون أن تمحو أثرها الأول. المجموعة تتحرّك بسلاسة بين التشكيل والليونة، بين الوظيفة والخيال، لتجسّد أزياء جاهزة بترفٍ هادئ وأناقةٍ واعية، تحمل توقيع الشيبيل بأسلوبٍ أكثر انفتاحاً وإنسانية.


تعود العباءات "الكايب" اللامتناظرة التي أصبحت من رموزها، لكن بحسٍّ جديد في التناسبات وتلاعبٍ مدروس في التدرّجات. المعاطف الكلاسيكية تحوّلت إلى طبقاتٍ شفّافة تُضفي عليها خفة الحلم، فيما جاءت الأحزمة المصنوعة من الدانتيل المقطّع بالليزر كترميزٍ ثقافيٍ ذكيّ، تحاكي زخارف الحناء وتربط المعاصرة بالجذور عبر الحرفة لا عبر الحنين.

وفي الختام، جاءت الإطلالة الأخيرة كخلاصةٍ للتطوّر: كورسيه أزرق كهربائي مزيّن بنقوشٍ هندسية دقيقة، يتّسق مع تنّورة A-Line مشدودة القصّة، ليختصر في تفاصيله الحوار القائم بين الدقّة والعاطفة، بين الانضباط والجرأة.
في “رحلة”، لا تغيّر منى الشبل مسارها، بل تُعيد كتابته بوعيٍ أعمق. تصقل لغتها الإبداعية وتوسّع مفرداتها بخطى هادئة وواثقة، نحو تحوّلٍ لا يُفقدها ذاتها بل يُعيد تعريفها.
