خاص بـ"هي": العلامة السعودية SF سارة فؤاد تصوغ من روح الأندلس في مجموعة منجم
التقرير
خاص بـ"هي": العلامة السعودية SF سارة فؤاد تصوغ من روح الأندلس في مجموعة منجم
في مشهد يتسع فيه الحلم السعودي، تواصل المصممة السعودية سارة فؤاد رسم ملامح مسيرتها بخطوات واثقة. من خلال علامتها SF by Sarah Fuad، التي قامت على مبادئ الأناقة والحرفية الرفيعة، تقدم هذا الموسم مجموعة جديدة تحمل اسم منجم لتعرض لأول مرة ضمن أسبوع الموضة في ميلانو.
في هذا اللقاء، تكشف سارة فؤاد عن رؤيتها التي قادتها نحو الأندلس كمصدر إلهام، وعن كيفية ترجمتها لعظمة قصر الحمراء إلى خطوط هندسية وزخارف دقيقة. كما تتحدث عن دلالة اختيار كلمة منجم لتكون عنوانًا لمجموعتها، وعن المعاني التي حملتها التصاميم لتجسد مفهوم “المنجم الذهبي”.
الأندلس كمصدر للإلهام والهوية
الإلهام لم يأتِ من فراغ، بل من شغف عميق بالحضارات والتاريخ، وبكيفية انعكاسها في الأزياء. تصف سارة ذلك قائلة: "أنا أحب الحضارات ودائمًا أقرأ عن التاريخ وكيف الناس كانوا يعبّرون عن أنفسهم من خلال الملابس."
وتكمل:" كفتاة عربية وبخلفية مسلمة، شعرت أن من المهم أن أقدّم مجموعة واحدة على الأقل تبرز هويتي وتعكس جذوري. الأندلس كانت المكان المثالي لهذا الإلهام لأنها تمثل مزيج حضاري غني، وأردت أن أنقل هذه الروح من خلال التصاميم."
قصر الحمراء كمصدر للتفاصيل الفنية
حين اختارت سارة العناصر التي ستنسجها في تصاميمها، وجدت في قصر الحمراء تحفة فنية كاملة تحتضن كل مقومات الإلهام. تقول عن ذلك: "قصر الحمراء بالنسبة لي تحفة فنية متكاملة. شدّني كل شيء فيه: العمارة، الزخارف، والألوان."
وتكمل:" وأنا أراه ليس مجرد قصر، بل عمل فني نابض بالحياة، فيه قوة وعظمة وفي نفس الوقت تفاصيل دقيقة ألهمتني أن أترجمها إلى قصات ونقوش هندسية في المجموعة."
اسم منجم ودلالاته
الاسم ذاته لم يكن عابرًا، بل اختيارًا واعيًا لتجذير المجموعة في هويتها العربية. تشرح سارة: "أردت أن يكون الاسم عربيًا هذه المرة، لأنني عادة أستخدم الإنجليزية، لكن مع هذه المجموعة شعرت أنها اللحظة المناسبة للتأكيد على هويتي العربية. كلمة ‘منجم’ بالنسبة لي تمثل الحضارات القديمة، مثل الذهب، فهي رمز للكنوز الخفية والقوة. بالنسبة لي، الأندلس كانت كأنها منجم من الإلهام، ولهذا اخترت الاسم."
انعكاس المنجم الذهبي في التصاميم
الفكرة وراء الاسم انسابت إلى تفاصيل الأقمشة والتطريزات، لتمنح كل قطعة بريقها الخاص. تصف المصممة رؤيتها بالقول: "العرب يحبون كل ما يلمع، وأنا أرى أن الحضارات القديمة تشبه الذهب في قيمتها وخلودها. لهذا وضعت البريق الذهبي في المجموعة من خلال النقوش الذهبية والتفاصيل المضيئة، ليكون كل فستان كأنه قطعة من كنز، يحمل معه جزءًا من حضارة الأندلس."
روح الأندلس في كل قطعة
لكل تصميم في المجموعة بصمته المستقلة، لكنه جميعًا يلتقي بروح الأندلس التي حضرت بقوة في التفاصيل الهندسية والزخرفية. تقول سارة: "روح الأندلس موجودة في الأشكال الهندسية التي استلهمتها من الأقواس والزخارف، وفي التفاصيل الذهبية التي تجسد الفخامة. كل قطعة صُممت لتكون لوحة فنية صغيرة تعكس ماضي عظيم بروح عصرية."
ميلانو واستقبال الهوية الشرقية
حين عُرضت المجموعة في ميلانو، كانت ردود الفعل بمثابة تتويج لهذه الرحلة الإبداعية. تروي سارة الانطباعات قائلة: "الجمهور والنقاد كانوا مبهورين بالفكرة، ووجدوا فيها إضافة جديدة لعالم السيمي كوتور. الهوية الشرقية الممزوجة باللمسة العصرية لفتت الأنظار وأظهرت كيف يمكن أن تكون الحضارة مصدر إلهام عالمي، وليس إقليمي فقط."
محطة تحول في مسيرة سارة فؤاد
هذه المجموعة لم تكن مجرد خطوة إضافية، بل علامة فارقة في مسيرة الدار. تختم سارة حديثها بالقول: "مجموعة منجم تمثل نقطة تحول مهمة بالنسبة لي، لأنها أول مرة أقدم مجموعة سيمي كوتور على منصة عالمية. أشعر أنها بداية خط جديد سأكمل فيه، أبحث فيه عن الروابط بين هويتي وثقافات العالم، لأصنع شيئًا يظل خالدًا في الذاكرة."