"جورجيو أرماني" يقدّم درسًا أخيرًا بالأناقة في مجموعة ربيع 2026... عرض تحوّل إلى وداع مؤثّر
التقرير
"جورجيو أرماني" يقدّم درسًا أخيرًا بالأناقة في مجموعة ربيع 2026... عرض تحوّل إلى وداع مؤثّر
في كل موسم، تنطلق دور أزياء جديدة، وتبرز أسماء مصممين، وتتبدّل وجوهٌ بين العلامات الكبرى. لكن بالتأمل والبحث، قلّما نعثر على أسماء خالدة تترك بصمة لا تُمحى. ومع ذلك، شكّل اسم "جورجيو أرماني" Giorgio Armani استثناءً مدهشًا. على مدى خمسة عقود، أثبت أنه من المصممين الخالدين الذين صمدت أناقتهم أمام تقلّبات مواسم الموضة العابرة كما أعاد تعريف الأناقة الإيطالية.
في مدينة لطالما كانت مسرحًا لأعماله، قدّم أرماني درسًا أخيرًا بالأناقة والتألق، مذكّرًا عالم الموضة بقواعده الراسخة وإرثه في عالم الأزياء.
كان غياب جورجيو أرماني في ختام أسبوع الموضة في ميلانو لموسم ربيع وصيف 2026 ثقيلًا على محبي العلامة وعشاق الموضة على حدٍ سواء. فما كان من المفترض أن يكون احتفالًا بذكرى انطلاقته الخمسين، تحوّل إلى وداعٍ مؤثر في ضوء رحيله الأخير. اجتمع الضيوف في "بيناكوتيكا دي بريرا"، مقابل المنزل الذي عاش فيه أرماني لسنوات، ليمروا أمام معرضٍ استعاد أعظم أعماله: من بدلة "أمريكان جيجولو" الشهيرة، إلى فساتين أعادت رسم أناقة السجادة الحمراء في هوليوود، وخياطة ثورية حطّمت القواعد الصارمة لملابس العمل للرجال والنساء. أُقيم العرض في فناء المتحف، حيث أضاءت فوانيس ورقية تشبه تلك التي أُضيئت لتأبينه في وقت سابق من الشهر. بينما ملأ عازف بيانو وحيد المكان بالموسيقى، كانت كل نغمة تتأرجح على الجدران الحجرية كأنها صدى هادئ ومُبجّل.

إطلالات حملت بصمة أرماني المميزة
كل إطلالة في المجموعة حملت بصمة أرماني المميزة: نقاء الخطوط، الفخامة الهادئة، ورفض الخضوع للصيحات العابرة.
افتُتح العرض بخياطة مميزة ذكّرتنا بصمود قصّاته التي تفوقت على كل صيحة، سترات بخطوط ناعمة، سراويل بقصّة انسيابية، وبلوزات انسيابية بدلًا من أن تكون ضيقة. تألقت التصاميم بألوان الأزرق البحري، الأخضر البركاني، والرمادي الناعم، كما برز الترتر واللمعان، وتدلّت الفساتين بخفة، متموّجة في حركة.
العديد من الإطلالات جاءت مزدوجة على منصة العرض، إطلالة نسائية وإلى جانبها أخرى رجالية، فبدى عارضو الأزياء كأنهم في موكب وداعي للمصمم. برزت نحو مئة إطلالة، ومع ذلك لم نشعر بأنها مبالغ فيها أو مكررة. لطالما عرف أرماني كيف يأسر الجمهور، ويبني إيقاعًا وانسيابًا دون المساومة على الحرفية.



عادت العارضات اللواتي عملن معه على مر العقود، في تذكير بأن امرأة أرماني ليست مقتصرة على عصرها، بل إنها خالدة، وكذلك الملابس.
كانت الإطلالة الأخيرة - فستان أزرق داكن طويل مطبوع عليه وجه أرماني - هي لفتة الوداع الوحيدة الواضحة. ومع انتهاء العرض، تهادت العارضات بفساتين مطرزة ببريق سماوي، في إشارة شعرية إلى خلود رؤيته. وقف الجمهور، وظلّ التصفيق الحار يتردد صداه كما لو كان المصمم حاضرًا بالجسد على المنصة.


