مجموعة ميزون مارجيلا للأزياء الراقية لخريف وشتاء 2026: بداية جديدة تحت قيادة غلين مارتنز

47

المجموعة

18

الصف الأول

خلال أسبوع الموضة للأزياء الراقية في باريس، كان الجميع يترقب عرض ميزون مارجيلا Maison Margiela الذي شهد أول مجموعة يقدمها المدير الإبداعي الجديد غلين مارتنز Glenn Martens، من بعد جون غاليانوJohn Galliano . مارتنز لم يحاول تقليد غاليانو، بل قدّم رؤيته الخاصة، مستلهمًا من تاريخ شمال أوروبا وثقافتها الغنية، مع لمسة معاصرة تليق بروح الدار.

استوحى مجموعته من العمارة القوطية في بلجيكا وهولندا، فجاءت التصاميم شامخة ومهيبة مثل أبراج الكنائس، وانعكست هذه الفكرة في القصّات التي جعلت العارضات يبدون وكأنهن تماثيل من واجهات المباني القديمة.

من أبرز ملامح العرض استخدام مواد غير متوقعة، فقد حوّل مارتنز ورق الطباعة العادي إلى قطع أزياء راقية مطبوعةب نقوش مستوحاة من ورق الجدران الفلامندي القديم، واستخدم صوراً من لوحات الزهور والطبيعة الساكنة الهولندية من القرن السابع عشر ليخلق منها طبقات وقصات ثلاثية الأبعاد على الأقمشة والبلاستيك.

كما اعتمد على إعادة التدوير في جزء كبير من المجموعة، باستخدام الجلد المستعمل، وأقمشة البطانة القديمة، والمجوهرات المقلدة، وحتى صناديق المعدن المهملة التي تحولت إلى أقنعة تغطي الوجوه، ليكون التركيز على التصاميم المبتكرة بشكل أساسي من دون أي تشتت.

أما الأحذية فشهدت إعادة تصور لأيقونة الدار، مثل حذاء Tabi  الشهير الذي ظهر هذا الموسم بشكل جديد بأصابع بارزة أوكصنادل بلاستيكية مرتفعة. كما قُدّمت أحذية سانتياغو بدون كعب، في لمسة غير مألوفة ومبتكرة.

المشهد الكامل للعرض كان غامضاً وساحراً، الجدران والأرضيات غطّتها صور مستوحاة من قصور أوروبية قديمة مما أضفى جواً معاصراً وغريباً في آنٍ واحد.

بشكل عام، قدّم غلين مارتنز بداية قوية ومختلفة لدار ميزون مارجيلا، حيث دمج بين التاريخ والفن والحرفة بأسلوب معاصربعيدعن المبالغة. لم يكن العرض مجرد استعراض بصري، بل حوار بين الماضي والمستقبل، بين الفخامة والبساطة. هذه البداية توحي بأن مارتنز سيقود الدار في اتجاه جديد، يحترم جذورها المتمردة ويمنحها روحاً أكثر عمقاً وشاعرية.