"حين تمشي دمشق على خشبة باريس"... رامي العلي يتحدّث لـ"هي" عن مجموعته لخريف وشتاء 2025 للأزياء الراقية: تقدير كبير ومسؤولية مضاعفة (فيديو)
التقرير
"حين تمشي دمشق على خشبة باريس"... رامي العلي يتحدّث لـ"هي" عن مجموعته لخريف وشتاء 2025 للأزياء الراقية: تقدير كبير ومسؤولية مضاعفة (فيديو)
في لحظةٍ أشبه بسرديةٍ سينمائية، انطلق رامي العلي عبر مجموعته “حرّاس النور” في رحلةٍ تأخذ المشاهد من أزقة دمشق العتيقة إلى منصّات باريس الأنيقة. أول ظهور رسمي له ضمن تقويم أسبوع الكوتور الفرنسي تحوّل إلى فعل تذكّر، وإحياء دقيق للحرفة كذاكرة، وللأمل كرمز بصري.
وأعرب المصمم في حديث خاص لـ"هي" على هامش العرض عن فخره الكبير بالانضمام إلى الروزنامة الرسمية لعروض الأزياء الراقية في باريس.
وأكد المصمم أنه يشعر بمسؤولية أكبر ملقاة على عاتقه من أي وقت مضى، قائلاً: "سعيد لأنني أشعر بتقدير أكبر من جهة مهمة جدًا في مجال الموضة". وأوضح أن هذا الانضمام جاء بفضل الابتكار الذي تتميز به تصاميمه، والحرفية، والأمور الجديدة التي يقدمها في هذا المجال.
العرض استدار حول فكرة واضحة و هي أن كل تصميم و كل غرزة هي حوار بين زمنين، وكل قطعة تمسك بخيطٍ غير مرئي يصل بيوت الشام القديمة بخشبة عرضٍ فرنسية. القصّات احتفظت بالخط البنائي الصارم الذي يميز المصمم، ورافقها هذه المرة تدفّق ناعم يشبه حركة الضوء و أشعة الشمس على بلاط جامع الدرويشية، أو على خشب مشغول في قصر العظم. تلك الثنائية بين النحت والانسياب، بين البناء والليونة، أعادت صياغة مفهوم الفخامة دون الحاجة إلى التكلّف.
لوحة الألوان انبثقت من غروب دمشقي حقيقي، درجات اللازوردي، والوردي الخافت، والذهب العتيق، والفضة و ضَربات الذهبي، كل ظلّ نُفّذ كأنه قطعة من الزمن. حتى الغياب شبه الكامل للأسود فتح المجال للنور ليأخذ دوره في السرد. فساتين تتلألأ كما لو أنها وُلدت من داخل النقوش المرسومة على أسقف البيوت الدمشقية، وشيفون متموج يتراقص بإيقاع يشبه همسات الأفنية الداخلية.



العروس، بتطريزها الدقيق وتفاصيلها المغمورة في الدانتيل والخرز، اختتمت العرض كأنها سطرٌ أخير في قصيدة عربية، حيث ظهرت بإطلالة رومانسية، رزينة، ومغمورة بسكينة لا تُشبه إلا دمشق.
التعاون مع مجلس الحرف السوري لم يكن عنصرًا ثانويًا. التصاميم اعتمدت على نقوش وزخارف موثّقة أعيد تصورها عبر قاموس الكوتور المعاصر، فجاءت كل قطعة كأنها امتداد لهوية ثقافية تصرّ على البقاء. التفاصيل كانت أكثر من تقنية، كانت بمثابة رسائل مطرّزة تُعيد تعريف ما تعنيه الحِرفة حين تكون مبنية على ثقافة بلد، و حضارة حَية و تفاصيل معمارية أصيلة.
“حرّاس النور” من رامي العلي كمجموعة هي بناء حيّ من الأمل، الحنين، والمهارة. العرض استعرض اتزان العلي النادر بين الجمال التقني والرؤية الشعورية، وأثبت أن بإمكان الموضة أن تحفظ ما لا تحفظه السجلات..من أثر مدينة، وبصمة شعب، وذاكرة لا تخفت.


