سارة المدني... عباءاتي مزيج بين الجرأة والأنوثة

تزخر فعاليات مهرجان دبي للتسوق بالكثير من الفعاليات حيث كانت للأزياء حصة كبيرة منها. ومن ضمن هذه الفعاليات عرض "عباتي Abbati" الذي أشرنا إليه في موضوع سابق الأسبوع الماضي. 
 
كنّا في قلب الحدث لنحصل على مقابلات وحوارات خاصة بموقع "هي" كي نتعرف عن قرب على المصممات الشابات اللاتي يقفن وراء المجموعات التي شاهدناها خلال الحدث. 
 
التقينا بالمصممة الإماراتية الشابة سارة المدني التي عرضت تصاميم دارها "Rouge Couture" وهي علامة مهمة في عالم العباءات الخليجية يلتصق اسمها بالتصاميم الجريئة و التنفيذ الدقيق. 
 
-هل لكِ أن تحدثينا قليلاً عن المجموعة التي شاهدناها في عرض "عباتي"؟ 
مجموعتي تحمل عنوان "Love the Hate" وهي تطرح رسالة قوية مفادها أن الكره موجود لا محالة ولكن علينا أن نتعامل معه بأسلوب ذكي لتحويله إلى عنصر يدفعنا بإيجابية في حياتنا. أما الأقمشة المستخدمة فهي تظهر عشقي الواضح للجلد والدانتيل التي تكاد تكون حاضرة في كل مجموعة أطلقها. فالجلد يمثل الجرأة والدانتيل يمثل الأنوثة والنعومة وهما مزيج دائم في عباءاتي. وضعت جزءاً من شخصيتي في كل قطعة صممتها لهذه المجموعة التي يحمل بعضها لمسة من الغرابة بينما ترين على البعض الآخر انعكاساً لتجارب شخصية مررت بها مع بداية هذا العام مثل علامات القلوب المنفطرة على بعض التصاميم. كل تجربة أمر بها تضيف الكثير لشخصيتي وتنعكس بشكل مباشر على عملي و تصاميمي ولذا تظهر تصاميمي دائماً بشكل مختلف ومتجدد. 
 
-وجدنا أن الكثير من التصاميم تبدو وكأنها مخصصة بمقاييس معينة... فهي تبدو مصممة للنساء الرفيعات ممشوقات القوام بينما لا يبدو للأجسام الممئلئة نصيب من المجموعة؟ 
ما رأيته هو مجرد عرض مصمم للعارضات، ولكني على استعداد دائم لإجراء تعديلات على التصاميم التي ترغب بها النساء المهتمات بتصاميمي بطريقة تضيف الإطراء الى مقاييسهن وليس العكس. وعلى الرغم من أن تصاميمي من ناحية التشكيل هي من وحي الأسلوب الذي أرتديه وأفضله شخصياً إلا أني في مجال العمل أحرص دائماً على توفير أساليب أخرى في التصاميم تناسب مقاييس مختلفة. بعض التصاميم التي رأيناها على المنصة في عرض "عباتي" للترفيه البحت وهو كما تعلمين عنصر أساسي في عروض الأزياء. 
 
-نرى أن دور العباءة تمدد إذا صح القول ليكون مزيجاً بين العباءة والفستان... هل نجد هذا الخط الرفيع بين الاثنين في تصاميمك؟ 
بالفعل. أصبحت العباءة جزءاً لا يتجزأ من مناسبات السيدات في الخليج. فقد تكون العباءة مناسبة تماماً للأمسات الفاخرة بحيث تؤدي أحياناً دور فستان السهرة. التغيير أمر لا بد منه وما يهمني حقاً هو أن أواكب الموضة بكل جاذبيتها وجمالها بشكل يتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة. ما المانع أن تشعر السيدة أنها على خط واحد مع الأزياء العالمية ولكن على طريقتنا الخاصة وبما يتناسب مع ثقافتنا ومجتمعنا؟ 
 
-هل لك أن تحديثنا عن تجربتك كسفيرة لمجلس سيدات أعمال الشارقة؟ كيف يؤثر ذلك على أعمالك وتصاميمك وتوجهك بشكل عام؟ 
نقوم من خلال دورنا في المجلس بدعم قوي للمرأة في كل المجالات وهو ما يتناسب تماماً مع نظرتي الشخصية للحياة. فأنا أشعر بإني موجودة على هذه الأرض لتقديم المساعدة في المجال الذي أتقنه وأبرع فيه. أنظم عدداً من الدروس المجانية في مجال إنشاء الأعمال التجارية. ولكن لو تقدمت مجموعة من الفتيات لطلب دروس في التصميم فسأقوم بذلك دون تردد. أؤمن جداً بأن المعرفة والمعلومات يجب أن تكون متاحة للجميع. قد تكون أهمية هذا الأمر لدي نابعة من الصعوبات الجمة التي واجهتها شخصياً عندما أقدمت على إنشاء علامتي التجارية ولذا أعلم جيداً قيمة مد يد العون لمن هم في بداية الطريق. انضمامي للمجلس جعل مني شخصاُ أفضل فقد جعلني أسخر طاقتي ومجهودي لايصال رسالة المجلس وهي دفع المرأة لتحقيق أحلامها وهي رسالة تطابق تماماً اعتقاداتي وأفكاري. 
 
-هل من مشاريع مستقبلية لدار "Rouge Couture"؟ 
أعمل حالياً على إجراء اتفاقات لعرض في باريس منتصف هذا العام. قمت بعرض سابق في باريس قبل عدة سنوات ولكن لم تكن مرضية للطرفين فالمجتمع المسلم هناك محافظ نوعاً ما ولم يتقبل كثيراً التصاميم التي قدمتها ومن الطرف الآخر لم أكن على علم تام بما يحتاجه المتلقي هناك. ولذا، أرغب في إعادة الكرة الآن حيث أصبحت أكثر استعداداً لتقديم ما يتناسب مع متطلبات السيدات المهتمات بتصاميمي.