عادل إمام... نجاح هادئ في العراف بعيداً عن السياسة والكوميديا

هي – أسماء وهبة قد لا يكون مسلسل "العراف" الذي يلعب بطولته الفنان عادل إمام الأفضل هذا العام، لا بل ليس من بين أفضل المسلسلات الرمضانية. لكن يمكن القول أن ذكاء عادل إمام وخبرته الفنية ورصيده الجماهيري الكبير كفلا له الحصول على نسبة مشاهدة عالية بالمقارنة مع باقي الأعمال الدرامية. إلا أنه لم يأت بجديد على صعيد قصة المسلسل، مقارنة بالأعمال الاخرى التي تعتبر وجبة دسمة من القضايا الإجتماعية والسياسية. وهنا يكمن ذكاء عادل إمام الذي اعتمد على القصة البسيطة جدا، التي سبق أن شاهدناها في الأفلام والمسلسلات، حتى أن الحلقات الأولى من المسلسل بطيئة الإيقاع، ولا تجذب المشاهد سوى رغبته في متابعة ما سيفعله "النصاب" الذي حتى الآن لم نكتشف اسمه الحقيقي لكن مع توالي الأحداث بإيقاع أسرع قليلا وظهور كل الأبطال اكتملت الصورة. يجسد عادل إمام في المسلسل دور نصاب محترف. لا يسلم منه أحد حتى الشرطة التي احتال عليها، فاستأجر مبنى وحوله إلى مركز أمني يستقبل الناس في وضح النار للإيقاع بضحاياه من رجال الأعمال. وهو بهذا المعنى يشير إلى الفساد المتفشي في مصر قبيل ثورة 25 يناير! بعد ذلك نرى الوجه الإنساني لذلك النصاب الذي تطارده الشرطة، وفي الوقت نفسه يبحث عن أولاده الخمسة المتفرقين بين محافظات مصر. وخلال ذلك يأخذنا عادل إمام في رحلة بين العشوائيات والفقر ولامبالاة الناس وتنازلهم عن أحلامهم وقبولهم بالأمر الواقع حتى تمر أيامهم بسلام. نرى الثراء والفقر جنبا إلى جنب بعد أن تلاشت الطبقة الوسطى. كل ذلك من دون "فذلكة" حيث آثر المخرج رامي أمام أن تتحدث الصورة من دون الدخول في سجالات. لذلك يمكن القول أن أهم ما في مسلسل "العراف" بساطته وسلاسته، على الرغم من انتظارنا عملا رمضانيا دسما يتماشى مع ما تمر به مصر الآن. لكن قرر عادل إمام أن يقفز على هذا الواقع الصعب، وخاطب الناس بلغة أخرى بعيدة عن العنف والتهويل. أعاد إنتاج كوميديا الموقف التي سبق وشاهدناها في أفلامه. استعان بنجوم شباب مثل شريف رمزي وأحمد فلوكس وريهام أمين الذين أضفوا على العمل لمسة جميلة. هذا بالإضافة إلى حضور الفنان حسين فهمي الأنيق في دور ضابط الشرطة. ولقد سعدنا برؤيته يقف من جديد أمام عادل بعد أن تعاونا سويا منذ سنوات في فيلم "اللعب مع الكبار". باختصار: مسلسل "العراف" يمثل المسلسل السهل الممتنع والممتع أيضاً.