الملكة رانيا... عام من العطاء

هي: عمرو رضا
 
لو كان لي أن أمنح الملكة رانيا هدية في عيد ميلادها، فمن المؤكد أنني سأختار قصيدة الشاعر المصرى الراحل "صلاح جاهين" الشهيرة" أنا شاب ولكن عمري ألف عام"، والسر يكمن فى  قدرتها الفائقة على العطاء والعمل الدؤوب حتى ليبدو عامها العادي... وكأنه ألف عام من العطاء.
 
الملكة رانيا العبد الله المولودة يوم 31 أغسطس من العام 1970، ومسقط رأسها الكويت، تخطو عامها الرابع والأربعين مرفوعة الهامة بفضل إنجازت كبرى إحتفلت بها هذا العام آخرها أعلن من أيام قليلة مع صدور التشكيل الجديد للمجلس التأسيسي للمنتدى الاقتصادي العالمي، فقد خلا من أي شخصية عربية وأفريقية باستثناء الملكة رانيا العبد الله التى تولت المهمة رسميا اعتباراً من 21 أغسطس الجاري.
 
العام نفسه شهد مشاركة الملكة في تدشين وتفعيل العشرات من المبادرات الكبرى لرعاية النساء والعجائز والأطفال وضحايا العدوان على غزة، ودعم مبادرات التعليم والابتكار والفن، وايضا تنمية الإحساس بحب الوطن، فقد احتفلت الملكة بإنجاز مشروع تطوير 500 مدرسة فى خمس سنوات، كما أطلقت وسط تشجيع من كبار النجوم في العالم العربي، مبادرة إدراك للمعرفة، بالشراكة مع "إد إكس" وهي مؤسسة مشتركة بين جامعتي هارفرد ومعهد ماسشوستس للتكنولوجيا، وهي أول مبادرة للتعليم الرقمي تمنح شهادات معتمدة دوليا من أكبر جامعات ومعاهد العالم، وتضم تخصصات نادرة فى الجامعات العربية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والفنون والآداب والعلوم الإنسانية.
 
كما قدمت الملكة رانيا معزوفة انسانية طوال ايام العدوان على قطاع غزة، فقد أطلقت مبادرة لجمع التبرعات ونداءا دوليا لوقف الحرب وإنقاذ الأطفال، وأجرت لقاءات موسعة مع منظمة غوث اللاجئين ومنظمة اليونسيف لتنسيق الجهود لإعمار غزة وعلاج المصابين، كما كرست صفحاتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي لتنبيه العالم لما يحدث من جرائم ضد الإنسانية فى حق الشعب الفلسطيني الأعزل، وسبق وأن قامت بالجهود نفسها لنجدة اللاجئين السوريين فى المخيمات الأردنية.
 
حصاد محبة الشعب الأردني لملكته تجلى فى المشاركة الجماعية لدعوتها الرقمية الأولى على موقع تويتر بهاشتاق "حب الأردن"، وقد قامت للمرة الأولى بنشر تغريدات وصور عمال الأردن على صفحتها الشخصية، ووجهت التحية لكل اصحاب المهن، خاصة الممرضات والباعة المتجولين ومدرسات وموظفين في المكاتب العمومية وعمال المرافق العامة في الشوارع والطرق.
 
كما شاركت الملكة رانيا العبدالله بنفسها فى جلسات مؤتمر بناء التمويل الاصغر الخاص بالمرأة، والذي عقدته  الشبكة المصرفية العالمية للمرأة باستضافة من صندوق المرأة في الاردن لتعزيز الخدمات الشمولية للنساء صاحبات الدخل المنخفض.
 
كما بادرت الملكة باطلاق برنامج "فرصتي للتميز" الذي تنفذه إحدى مؤسسات الملكة رانيا العبدالله التعليمية غير الربحية بهدف تعزيز فُرص التوظيف لخريجي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات حديثي التخرج، او ممن مضى عامان على تخرجهم بحد أعلى.
 
تتويج نهاية العام لم يكن الاعتراف الدولى الوحيد بجهود ملكة العطاء، فقد بدا عامها أيضا بتتويج مهم عندما تسلمت في نيويورك، جائزة المواطنة العالمية التي قدمها "مجلس اتلانتك" تقديرا لجهودها على الصعيد الإنساني والتعليمي والتنموي.
 
كل عام والملكة رانيا بخير.