الدوقة الإسبانية ماريا تخطط لاعتلاء عرش اسكتلندا

هل تفر اسكتلندا من التاج البريطاني لتقع في اسر العائلة المالكة الإسبانية؟ السؤال الذي ظهر عرضا بالبحث عمن يحق له المطالبة بعرش اسكتلندا إذا ما صوت أهلها بنعم على بطاقة الاستفتاء المقرر إجراؤه في 18 سبتمبر المقبل، وجاءت الإجابة في شخص أغنى سيدات العائلة المالكة الإسبانية دوقة البا ماريا التي تجاوزت عامها الثامن والثمانين وتزوجت ثلاث مرات، وينافسها من بعيد دوق بافاريا فرانز الذي يطالب بحقه في عرش المملكة المتحدة كلها.
 
القضية التي شغلت الجميع في اسكتلندا والمملكة المتحدة وإسبانيا، هذا الأسبوع طرحها بيتر أوزبورن رئيس القسم السياسي بصحيفة التلغراف البريطانية، وبدأت تعقيبا على تصريحات صدرت من لندن تفيد بأن اسكتلندا لن يحق لها استخدام الجنية الإسترليني كعملة وطنية إذا ما صوتت لصالح الانفصال، فقدم بيتر بحثا عمن سيضع صورته على العملة الوطنية الجديدة، ولم يجد الا دوقة البا الوريثة الأخيرة لأسرة ستيوارت التي وحدت بريطانيا العظمى وضمت اسكتلندا للتاج البريطاني في عهد الملك جيمس السابع.
 
المثير أن العائلة المالكة الإسبانية التي تعانى من انهيار شديد في شعبيتها داخل بلادها بسبب قضايا فساد، تحمست للأمر وأكدت في تصريحات خاصة لبيتر أوزبورن، أن دوقة ألبا تعد من أكثر الشخصيات الملكية في العالم حكمة وقدرة على تولى أمور العرش في بلد كإسكتلندا، بينما رأت ماريا التي تشغل منصب رئيس مجلس نواب عائلة ألبا الأرستقراطية، أن المهم الآن هو بقاء اسرة جيمس ستيوارت، بغض النظر عمن سيعتلى العرش الجديد، وقالت الدوقة التي تبلغ ثروتها خمسة مليارات دولار تقريبا، أن الفنان التشكيلي الكبير بيكاسو تودد اليها حتى يرسمها ولكنها رفضت، ولهذا لا يهمها أن توضع صورتها على عملة اسكتلندا الا إذا رغب الشعب في ذلك.
 
دوق بافاريا فرانز بونافنتورا أدلبرت ماريا فون هرتسوغ بايرن رئيس مجلس فيتلسباخ وحفيد الملك تشارلز الأول ملك إنكلترا واسكتلندا، المطالب بعرش مملكة بافاريا التاريخية في انكلترا وفرنسا واسكتلندا وايرلندا، أبدى ملاحظة مدهشة بالتأكيد أن الترويج الإنكليزي لفكرة تنصيبه أو دوقة البا على عرش اسكتلندا، يأتي ضمن الخطة النفسية لحض الشعب الأسكتلندي على رفض الانفصال، مشيرا إلى أنه لا يعتقد أن اسكتلندا ستشهد تنصيب ملك جديد على عرشها.
 
يذكر أن الدوقة الشهيرة شغلت العالم كله عام 2011 عندما أصرت وهى في الخامسة والثمانين من عمرها على الزواج من أحد موظفيها الذي يصغرها بأربعة وعشرين عاما، وقامت بالرقص في حفل زفافها في حضور أربعة من أبنائها الستة، وهى من مواليد 28 مارس عام 1926، واسمها الملكي بالكامل دونا ماريا ديل روزاريو سايتانا فيتز جيمس ستيوارت ذ سيلفا، ولديها أكثر من 40 لقب ملكي معترف به من كل دول العالم، بعضها يعود لوالدها رئيس بيت ألبا، والبعض الأخر لزوجها الأول ووالد أطفالها دوق سوتومايور لويس مارتينيز الذى أنفق 20 مليون بيزيتا في حفل زفافه على الدونا عام 1947، ليكون زفافهما الأكثر كلفة في القرن الماضي.
 
وتضم ثروة الدوقة العجوز لوحات أصلية نادرة لفيلاسكيز وغويا والطبعة الأولى من رواية دون كيشوت لسيرفانتس والرسائل الأصلية المكتوبة من قبل كريستوفر كولومبوس، ومساحات شاسعة من الأراضي في أغلب بلدان العالم، وقد شغلت سابقا لقب العمدة الفخري لمدريد، والرئيس الفخري للأوبرا الفيلهارمونية، والرئيس الفخري للصليب الأحمر الإسباني، وقد تشغل في ما تبقى من عمرها عرش اسكتلندا بديلا عن الملكة اليزابيث الثانية.