ظافر يوسف : أدعوا الشباب أن يتجه للعالمية برؤية عربية

استطاع الفنان التونسي العالمي ظافر يوسف بموسيقاه التي تجمع بين الصوفية بخصوصياتها ، والموسيقى الغربية بنمطها التونالي (Tonale)، أن يجذب حماسة وتفاعل ما يقرب من ألفي شاب وفتاة من مختلف الأعمار في الحفل الفني الكبير الذي أقيم مؤخرا بالإسكندرية حيث قدم ظافر نمطا موسيقيا موزعا مع أوركسترا غربي بمقامات شرقية , بالإضافة لاستخدام الآلات الإلكترونية,

وظافر الذي أطلق عليه عالميا المتصوف الإلكتروني ،هو ملحن وباحث في مجال الموسيقى مقيم بباريس. له بحوث عديدة أهمها في النمط الصوفي وقدم نمط موسيقي جديد عرف بالصوفية الإلكترونية، سجل أولى اسطواناته الملك عام 1999 وقد لاقت شهرة عالمية واسعة، وأطلقت نمطا موسيقيا جديدا.. وتوالت ألبوماته الناجحة منها تصوف إلكتروني Electric Sufi و"نبوءة رقمية" Digital Prophecy الذي استعان فيه بموسيقيين نرويجيين وحصل من خلاله على جائزة BBC للموسيقى العالميّة ثم قدم ألبوم توهّج Glow بالاشتراك مع الموسيقي النمساوي فولفغانغ موتشبيل هي التقت ظافر ودار معه هذا الحوار

 

 كيف استطعت الحفاظ على هويتك العربية ضمن أسلوبك الموسيقي  ؟

الإنسان بدون جذور يفقد أشياء كثيرة  ولا يمكن أن تخاطب الناس بلغة جديدة بدون أن تملك الأساس لهذه اللغة القائم على الهوية الحقيقية والتي يستمدها الإنسان من عروبته وقوميته وثقافتي العربية هي سلاحي الذي أدافع يه عن بقائي فلا أحاول  انتزاعها إرضاء للذوق الغربي

 كيف استطعت إضفاء نمط موسيقي خاص بك له هذا التميز ؟

جنوني وحبي للتميز والاختلاف هو ما أعطى ألحاني هذه الخصوصية، واعتماد الموسيقى التقليدية بمفهوم النقل والتكرار، يخرج صاحبه من عربة التجديد والابتكار. جنوني وحبي للتميز جعلاني مختلف. وهذا التميز يجعلك تحكي قصة غير معهودة بدون لغة فهو يلغي حاجز اللغة ويجعل الآخرين يعملون الخيال في سبر أغوار تلك القصة التي تخضع لأحلام وثقافة كل واحد"...

 كيف بدأت معك الموسيقى الصوفية..؟

أنا آتٍ، أصلاً، من حلقات الإنشاد الإسلامي، وقد ارتدت المدرسة الدينيّة التي أقامها جدي المتصوّف الذي أتى من الأندلس وكانت الموسيقي تسري بدمي فحملت أحلامي وسافرت للنمسا، ولم اترك هويتي لحظة واحدة ولم أتخل عن صوفيتي فالموسيقى الصوفية هي منبع يستقي منه الصوفي إلهامه.ولا يمكن لإنسان أن يدري ما سيولد من البذرة المدفونة في أعماقه. صوت العود وحده يمكنه أن يبوح بذلك , والإنسان بدون جذور يفقد كل شيء. فلا يمكن أن تخاطب الناس بلغة جديدة بدون أن تملك الأساس لهذه اللغة, القائم على الهوية الحقيقية والتي يستمدها الإنسان  من عروبته وقوميته

 وما هي الصوفية الإلكترونية..؟

موسيقى صوفية موزعة مع أوركسترا غربي ، المقامات الشرقية والإيقاعات الهندية بالإضافة للآلات الإلكترونية التي تدور في فلك العود الذي يعتبر العنصر الرئيسي لللحن وأطلقها جميعا في إطار الجاز بالإضافة للغناء الصوفي..

 ما مدى تقبل الشباب الغربي لموسيقاك وكيف يستقبلك الشباب العربي ؟

سعدت كثيرا أن الحضور  في حفلي بمصر تجاوز توقعاتي ، وعن الشباب الغربي خاصة الأوروبي يعشقون الجديد والمختلف وما أجده من رسائل على الإنترنت تظهر إعجاب الكثيرين بما نقدمه

 وكيف ترى الموسيقيون العرب..؟

الفنانون العرب لا يهتمون بالثقافة لان الثقافة في الوطن العربي يختلف معناها كثيرا عن معناها لدى الغرب فهي هناك كالأكل والشرب بينما في العالم العربي ما زالت الثقافة موضوع  ثانوي يتقنه النخبة وليس العامة فكل ما يفعله العربي أنه يضيع وقته على مباريات كرة القدم .

وما حكايتك مع أبو نواس ..؟

قصة أبو نواس الملحمية هي قصة كل إنسان؛ فالتاريخ يعيد نفسه من خلال الشخصيات المختلفة فأنا عن نفسي أشعر بانتمائي لزمن أبو نواس، أو أنه هو من ينتمي إلى زمني، فإن ما يعنيني في النهاية هو التجلي والنشوة والمتعة الروحية فالجمال قيمة حقيقية وملموسة فكل ما نراه ونسمعه ونشعر به مستوحى من الرغبة والحب”.

 كيف استطعت الوصول بموسيقاك للعالمية  ؟

أنا متواجد موسيقيا منذ ما يقرب العشرين عاما وطوال هذه الفترة اجتهدت  كثيرا ولدي العديد من الإخفاقات كما حصلت على العديد من النجاحات المهم أن يتحلى الإنسان بالصبر والمثابرة

س: وما النصيحة التي تقدمها للفنانين الشباب حتى يصلوا للعالمية ؟

أنصحهم  بألا يتنازل  أيا منهم عن ثقافته العربية وهويته إرضاء للذوق الغربي فليتركها تصطدم  وتقارن بالثقافة الغربية كذلك لا ينبغي أن نغفل أننا مازلنا نعاني كعرب قصورا واضحا ، لذلك فالفنان الذي يريد الاعتراف به عالميا ينبغي أن يسعى للتميز وأن تكون رسالته عالمية ورؤيته ثاقبة ويتمتع بثقافة لا حدود لها...