طفلة تَوَحُّد سعودية لـ هي : أشعروا بنا !

جدة – إسراء عماد لم تقف الطفلة منيرة أحمد المحيش ذات الـ15 عاماً عاجزة حين اكتشفت بنفسها إصابتها بالتوحد الذي تصنفه بأنّه من نوع الـ "اسبرجر" أو "توحد الأداء العالي"، بل على العكس كانت تلك اللحظة هي البداية، فقد تقبلت الأمر بصدر رحب، وقررت أن تُبَرْهِن للعالم أجمع أن مصاب التوحد يمتلك ما لا يمتلكه الآخرون . كان دعم والديها لها هو الأساس، بالرغم من أنها طفلة بين 13 من الإخوة. تمتلك المحيش العديد من الجوانب المبدعة التي تجعلها معجزة في عالم التوحد، يأتي في مقدمتها الرسم إضافة إلى عدد كبير من الهوايات المميزة التي لا تمتلكها من هي في عمرها مثل كتابة القصص القصيرة ثم رسم شخصيات تلك القصة غرافيكياً، وسرد قصص شخصيات العمل بأصوات مختلفة معتمدة على قدرتها في التقليد، لتُنْتِج بذلك فيلماً كرتونياً كاملاً، نعم إنه ليس مستبعداً على الطفلة "منيرة المحيش" المصابة بالتوحد والتي تطمح لأن تمتلك شركة لإنتاج أفلام الكرتون. “هي" التقت الطفلة منيرة المحيش الناشطة على "تويتر" والتي وصل عدد متابعيها  الى أكثر من 8,500 متابعا. وبدأت المحيش الحديث معنا عن بداية اكتشافها بإصابتها. اكتشفت إصابتي بالتوحد بنفسي! تقول الطفلة منيرة لـ"هي" "عندما كنت في المدرسة كنت أرى أطفال توحد، وكنت أشعر أنَّهم يتصرفون بغرابة، إلّا أن "ماما" قالت لي : لقد كنت تتصرفين مثلهم، وبعد أن بحثت عن أعراض التوحد، ووجدت أنني بالفعل لدي أعراض مماثلة لهم، وبعد أن تأكدت بإصابتي تقبلت الأمر وحمدت الله على ذلك، وقمت بالبحث عن التوحد كي أعرف عن نفسي أكثر، وعن من هم في مثل حالتي". أشعر بالملل تضيف المحيش عن حياتها وكيف تمضي يومها : "أمضي يومي على الحاسوب، فأقوم بالرسم عليه وأكتب القصص وأراجع ما أخذته بالمدرسة، كما أنني أتفاعل مع المغردين عبر حسابي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إلا أنني مازلت أشعر كل يوم بالملل". أحلم بامتلاك شركة إنتاج وعن هواياتها وطموحاتها تقول المحيش : "لقد عرفت الرسم قبل أن أعرف الكلام، أمضي يومي وأنا أرسم بالألوان المائية على القماش، كما أنني أحب الكتابة وقمت بتأليف قصة واحدة اسمها "حكمة النجمة الخماسية" وهناك قصة أخرى لن أتكلم عنها الآن بل عندما تُنْشَر، وأحلم بأن أصبح رسامة وكاتبة ومخرجة أفلام كرتونية، وأن تكون لي شركة لإنتاج أفلام الكرتون". “ماما" سعادتي وأماني وأجابت المحيش حين تساءلنا عن الداعم الأول لها: "ماما طبعا" وأكملت "ماما هي أقرب شخص لي، وحين أكون بجانبها أشعر بالأمان والسعادة، ومن أكثر المواقف التي شعرت فيها بالثقة في نفسي عندما شاركت باليوم العالمي للإعاقة في جامعة الأميرة نورة وجامعة الملك سعود، وذلك أيضاً بفضل "ماما". عاقبوا من يقسو علينا وأخيراً ناشَدَت "المحيش" المجتمع من خلال "هي"، قائلة "اشعروا بنا وعاقبوا كل من يقسو علينا ويؤذينا، فأنا يحزنني كثيراً أنه لا يوجد أي وعي لدى المجتمع بالتوحد". الجدير بالذكر أن متلازمة "اسبرجر" أو "توحد الأداء العالي" يتسم بظهور أعراض أقل من سمات التوحد العادي، ويكون طفل "اسبرجر" شديد الذكاء والتعمق في جانب معين لا يخرج عنه، وقد تظهر أعراضه في بداية مرحلة البلوغ فيما تصاحبه بعض الأعراض التي تصيب طفل التوحد الكلاسيكي مثل المشاكل في العلاقات الاجتماعية مع الآخرين والانفعالات العاطفية، و معظم أطفال "اسبرجر" يستطيعون التعلم في المدارس مع الأطفال العاديين، على عكس أطفال التوحد الكلاسيكي الذين يواجهون صعوبة أكثر في التعلم.