"جوزيبي سانتوني"

جوزيبي سانتوني لـ"هي": مرور نصف قرن على انطلاقتنا هو مناسبة للاحتفال بتراثنا ولحظة تأمل واستعداد للانطلاق بطموحات متجددة نحو المستقبل

عدنان الكاتب
20 ديسمبر 2025

حوار:  Adnan Alkateb

لدار "سانتوني" Santoni، يمثّل هذا العام مرور نصف قرن على بداية الحكاية، و5 عقود صنعت فيها العلامة الإيطالية العريقة اسما مرادفا لجمال الحرفة وصدقها. أسسها "أندريا سانتوني" عام 1975 حين افتتح مشغله الصغير في قلب إقليم "لي ماركي" الإيطالي، الذي يبقى حتى اليوم مصدر الإلهام الأول للدار بطبيعته وثقافته، فوضع بذلك حجر الأساس لعلامة ستعيد تحديد مفاهيم الفخامة ببراعة ودقّة استثنائيتين. وعندما انتقلت الشعلة في عام 1991 إلى ابنه "جوزيبي سانتوني"، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي، دخلت هذه القصة الملهمة مرحلة جديدة. بمقاربة تمزج الحداثة بالأصالة، قاد الرجل، الذي تربّى على حب الجلود الفاخرة والحرف اليدوية، دار "سانتوني" نحو توسّع عالمي مدروس وتطوير لخطوط إكسسوارات جديدة، في ظل الحفاظ على قلبها الحرفي وتجديد إيقاع نبضه مع ممارسات مستدامة وحلول تقنية متقدّمة.

جوزيبي سانتوني

تثبت رحلة "سانتوني" أنّ الحرفية الحقيقية تتجاوز حدود الزمان والمكان، متكلّمة لغة عالمية وخالدة للأناقة. ومع احتفالها بيوبيلها الذهبي، تلقي الدار ضوءا فخورا على إرثها الحي وتوجّهه نحو مستقبل مستدام، وصديق للبيئة، وقائم على المعنى الحقيقي للفخامة. وفي إطار هذه المناسبة، تطلق العلامة حملة Meraviglia – Makers of Beauty for 50 Years تكـــريمــــا للحـــرفيـــيــــن الذين صاغت أيديهم الخبـيـــرة هُـــويـــة "سانتوني" عبر السنين، إلى جانب مجموعة Meraviglia الاحتفالية للرجال والنساء، وهي التعبير الأصدق عن إرث الدار، وروحها الإبداعية، ووفائها لتقاليدها. كما تصدر الدار كتابا يوثّق رحلتها من بداياتها المتواضعة في إقليم "لي ماركي" إلى حضورها العالمي الساطع.

عند هذه المحطّة التاريخية، نلتقي "جوزيبي سانتوني" من جـــديد، لنتــعــمّق معه في ملامـــــح هذه المسـيــــــرة، ونفهم رؤيته لمستقبل الحرفة والفخامة في عالم يتغيّر بلا توقف.

فصل قيادي جديد: انتقلت الشعلة من الوالد إلى الإبن "جوزيبي سانتوني" في عام 1991
فصل قيادي جديد: انتقلت الشعلة من الوالد إلى الإبن "جوزيبي سانتوني" في عام 1991

تحتفل "سانتوني" هذا العام بمرور 50 عاما على تأسيسها. ماذا يمثّل لكم هذا الإنجاز على الصعيد الشخصي، ولتراث العلامة؟

بلوغ 50 عاما هو إنجاز استثنائي بالنسبة إلينا. فلا يجسّد فقط حكاية عائلة وشركة، بل أيضا ثمرة الشغف والتفاني والبراعة الحرفية لكل من أسهم في تشكيل هُوية "سانتوني" على مرّ الزمن. مرور نصف قرن على انطلاقتنا هو مناسبة للاحتفال بتراثنا، وفي الوقت نفسه لحظة تأمل واستعداد للانطلاق بطموحات متجددة نحو المستقبل. وبالنسبة إلي شخصيا، إنه تذكير بالمسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتقنا، وهي مسؤولية الحفاظ على القيم التي لطالما وجّهتنا والتي تتجسّد في الجودة، والأصالة، والاحترام العميق لعملائنا، إلى جانب مواصلة الابتكار وإلهام الأجيال المقبلة.

 بالنــظـــر إلى 50 عاما من التاريخ، ما اللحظة التي تعتبرونها الأهم في مسيرة "سانتوني"؟

حين أستعرض أبرز المحطات التي شكّلت مسار "سانتوني"، تبرز ثلاث لحظات رئيسة في ذهني.

الأولى في عام 1991، حين تسلّمت منصب الرئيس التنفيذي. كانت لحـظـــة محفـــوفــــة بالمسؤولـيــــة، ولكنـــهـــا أيضا مشبعة بالإلهام والدافع.

ثم في عام 1997، اتخذنا خطوة جريئة بافتتاح أول متجر مستقلّ في نيويورك. وبالنظر إلى الماضي، لم يكن هذا مجرد افتتاح متجر، بل كان دخولا فعليا إلى الساحة العالمية.

وأخـيــــرا، في عام 2023، شكّل إطــــــلاق "أكـــاديــمـيـــة التميّز" Accademia dell’Eccellenza ذروة هــذا الـمــســـار. يحمل هذا المشروع طابعا شخصيا بالنسبة إلي، لأنه يضمن نقل مهاراتنا ومعارفنا وفلسفتنا إلى المستقبل.

افتتحت "سانتوني" عام 1982 مصنعها الأوّل
افتتحت "سانتوني" عام 1982 مصنعها الأوّل
بمناسبة عيدها الخمسين، كشفت "سانتوني" مفهوما جديدا لمتاجرها الرئيسة في ميلانو ونيويورك، بتوقيع المهندسة المعمارية "باتريسيا أوركيولا".
بمناسبة عيدها الخمسين، كشفت "سانتوني" مفهوما جديدا لمتاجرها الرئيسة في ميلانو ونيويورك، بتوقيع المهندسة المعمارية "باتريسيا أوركيولا".
مجموعة "ميرافيليا" Meraviglia الاحتفالية في عام 2025 تشمل تصاميم أيقونية للرجال والنساء تحتفي بإرث الدار، حيث تتعايش المادة والمهارة والرؤية في تناغم تام.
مجموعة "ميرافيليا" Meraviglia الاحتفالية في عام 2025 تشمل تصاميم أيقونية للرجال والنساء تحتفي بإرث الدار، حيث تتعايش المادة والمهارة والرؤية في تناغم تام.

كيف تكرّمون تراث العلامة وتواصلون تطويرها استعدادا للأعوام الخمسين المقبلة؟

في عالم تطغى عليه الموضة السريعة، أصبحت الحرف اليدوية أكثر أهمية من أي وقت مضى. فبخلاف الإنتاج الضخم، تضيف التقنيات الحرفية لمسة من التفرّد، والشخصية، والمتانة إلى كل تصميم. وفي "سانتوني"، نحرص دائما على الجمع بين التقاليد والابتكار، لضمان أن تكون منتجاتنا خالدة، ومصممة لتدوم، وتحمل معنى حقيقيا لمن يختارها.

أصبحت المجموعات النسائية عنصرا أساسيا في هُوية العلامة. ما الذي يلهمكم عند تصميم الأحذية للمرأة العصرية؟

بالنسبة إلي، يبدأ الإلهام دائما من مسقط رأسي: "كوريدونيا" في إقليم "لي ماركي" الإيطالي. فالهضاب الناعمة، والألوان الخافتة للطبيعة، وزرقة البحر الأدرياتيكي، كلها عناصر تغذي مخيلتي باستمرار. وتنعكس هذه البيئة الطبيعية، إلى جانب الغنى الثقافي لمنطقتنا، في تفاصيل التصاميم وألوان المجموعات النسائية. كما أن المهارات اليدوية المتوارثة عبر الأجيال تمنحنا الأساس لنواصل الابتكار من دون أن نفقد صلتنا بجذورنا.

مع إطلاق أكاديمية Accademia dell’Eccellenza في 2023 اتّخذت الدار خطوة كبيرة تنقل خبرتها الحرفية إلى الأجيال المقبلة.
مع إطلاق أكاديمية Accademia dell’Eccellenza في 2023 اتّخذت الدار خطوة كبيرة تنقل خبرتها الحرفية إلى الأجيال المقبلة.

ما تصـوّركــــم لتــــطــــور العــلامــــة خلال الأعوام الخمسين المقبلة؟

أعتـــــقـــد أن مستقبل الأناقة، للرجال والنساء على حدّ سواء، سيــــــــــتـشـكّل من خــــــلال تقــــديــــــر أعـــمــــق لمــعـــنى الفــــــــخـــامـــــــــة الحقيــقـــيــــة، ومن خــــلال إبداعات تتجاوز الصيحات المؤقتة، وتــــجــــسّــــد الـــــرقي الـــــدائـــــم، والبـــــراعــــة الحرفية، والاستدامة المسؤولة. سيبحث العملاء المطّلعون بشكل متزايد عن قطع لا تقتصر على الجمال فحسب، بل تحمل أيضا قيمة دائمة، ويمكنهم الاحتفاظ بها مدى الحياة. وبفضل تراثها الإيطالي العريق والتزامها الراسخ بالجودة، تتمتع "سانتوني" بمكانة فريدة لقيادة هذا التحوّل. وآمل أن تبقى الدار مرادفا للتفوّق الحرفي والتميز الذي لا يضاهى، وأن تحكي كل قطعة نصنعها قصّة شغفنا وتراثنا الحي.