صلاح السعدني يتزوج فتاة قاصر

هي – أسماء وهبة للمرة الأولى، يتم تخصيص مسلسل عن قضية زواج القاصرات، هذه الآفة المنتشرة في ما يسمى بدول العالم الثالث. لطالما سمعنا عن حوادث موت قاصر في ليلة زفافها، بسبب عدم تحمل جسدها الصغير العلاقة الحميمة أو أثناء فترتي الحمل والولادة لعدم اكتمال أعضائها التناسلية. هذا بالإضافة إلى المعاناة النفسية التي تعيشها القاصر بسبب زواجها المبكر الذي لا تفهم معناه ومسؤولياته! يروي مسلسل "القاصرات" الذي يلعب بطولته الممثل المصري صلاح السعدني قصة رجل ستيني يهوى الزواج من القاصرات الفقيرات، معتمدا على سطوته المالية ونفوذه في قريته، وبمساعدة شقيقته الممثلة داليا البحيري التي تختار له "العروس القاصر" واحدة تلو الأخرى، بعد أن طلق زوجتيه اللتين تلعبان دوريهما الممثلتان عايدة رياض ونهال عنبر. اختار "الكبير" صلاح السعدني الزواج من قاصر لتجديد شبابه على قاعدة "تزوج من الصغيرة تصغر"! وهنا يدخل المسلسل في تفاصيل جرئية وصادمة للمشاهد، التي نقرأ عنها ونتابعها في الروايات والبرامج التلفزيونية عن مأساة زواج القاصرات. لكننا خلال حلقات المسلسل نرى صلاح السعدني يزف إلى فتاة في الثانية عشر من عمرها. يقترب منها أمام والدتها وهو يلف أحد أصابعه بمنديل أبيض، فيما الفتاة جالسة على السرير في ثوب زفافها الفضفاض عليها، لا تعرف ماذا سيحدث معها! تقترب الكاميرا من وجهها بطريقة جعلت منه مسخا، ثم فجأة يظهر أمامنا المنديل الأحمر في إشارة إلى أنه فض بكارتها. جرأة تحسب للفنان صلاح السعدني الذي أقدم على تقديم هذه الشخصية المثيرة للإشمئزاز، الباحثة عن الرجولة الضائعة في فراش القاصرات! هو الذي لم يكتف بزوجة قاصر واحدة بل يتزوج واحدة تلو الأخرى، في حوار محكم بينه وبين زوجاته القاصرات اللواتي تحولن إلى صديقات، جمعتهن المصيبة! لا يعرفن معنى غيرة الزوجة على زوجها من ضرتها. أحاديثهن طفولية ممهورة بالخوف من هذا الزوج الذي يقترب منهن كل مساء لينال من أجسادهن. واللافت في العمل تقديم المشاهد المنفرة بين "عبد القوي" وزوجاته القاصرات. وكم كانت الصورة غريبة عندما شاهدنا زوجته القاصرة "أمينة" نائمة إلى جواره! مشهد بسيط يشير إلى الشكل الخاطئ لهذه العلاقة الزوجية، ضمن سياق درامي أيقظ البطل من نومه بعد احتراق ورشته. في السنوات الأخيرة لم يقدم عمل على هذه المستوى من الوعي بقضايا الناس العادية، في ظل استمرار زواج القاصرات في مصر والعالم العربي لا بل الثالث أيضا. والملفت في العمل أيضا أنه لم يركز على مسألة الفقر التي تدفع العائلات لتزويح بناتهن في سن صغيرة، بل أشار إلى أن تزويج القاصرات هو ثقافة عامة ينشأ عليها الناس في الأرياف والقرى. والدليل قصة الفنانة داليا البحيري شقيقة "الكبير" صلاح السعدني التي تزوجت في سن الحادية عشر من رجل سبعيني، من دون أن يكون الدافع إلى ذلك المال بل الخضوع للعادات والتقاليد. مسلسل "القاصرات" من أهم الأعمال الدرامية هذا العام، لأنه وضعنا للمرة الأولى وجها لوجه أمام معاناة القاصرات اللواتي في لحظة خارجة عن القانون يتحولن إلى "حريم"!