تأمين العناية الصحية لكبار السن: واجبٌ وحاجة

في اليوم العالمي للمسنين الذي يصادف اليوم، لا بدَ من التوقف قليلاً للتركيز ليس فقط على كسب رضاهم والدعاء لهم بطول العمر، بل يجب الإلتفات بشكل خاص إلى إيلائهم العناية الصحية اللازمة ليمضوا ما تبقى من العمر بأقل قدر من المرض والمشاكل الصحية.
 
وتُعتبر الشيخوخة إحدى أكبر التحديات التي ينشغل بها البحث العلمي في مختلف ميادينه وتخصصاته الطبية والنفسية والبيولوجية وحتى الإجتماعية، وذلك لأنها مرحلةٌ مهمة في حياة الإنسان ولا بدَ من الوصول إليها وعيشها بشكل صحيح بدنياً وعقلياً.
 
وفي تقرير صادر مؤخراً عن منظمة الصحة العالمية، أفاد بأن توقعات الحياة قد ارتفع خلال الخمسين سنة الماضية من 46 عاماً إلى 64 عاماً في الدول النامية، مع توقع إيجابي بوصوله عتبة 72 عاماً في عام 2020. كما تجاوز هذه الأرقام في معظم الدول المتقدمة، حيث وصلت نسبة السكان الذين تجاوز عمرهم الستين عاماً حوالي 32% من إجمالي السكان، ويتوقع أن يتجاوز هذا الرقم ثلث السكان عام 2020.
 
وما هذه النتائج الإيجابية إلا نتيجةً لحدوث تقدم طبي وتحسَن في ظروف المعيشة وتطور مفاهيم الصحة العامة وأساليب الوقاية والعلاج. وهو ما ينعكس أيضاً في انخفاض معدلات الوفاة في أعمار صغيرة. وعليه، ينبغي المضي قدماً في تقليل الآثار السلبية للشيخوخة ومساعدة المسنين على التعامل مع المشاكل الصحية بطريقة أفضل ومتطورة، وذلك باتخاذ إجراءات وتدابير بعيدة الأمد وتشمل كافة التخصصات.
 
طب المسنين
وهذا ما دفع إلى إنشاء فرع جديد في العلوم الطبية تحت مُسمى "طب المسنين" مخصصٌ لصحة كبار السن.
 
طب المسنين أو علم الشيخوخة Geriatrics يهدف لدراسة صحة كبار السن وإيجادالعلاجات لكافة الأمراض الشائعة في الشيخوخة وعلاج الآثار والإعاقات المترتبة عليها. وكان علم الشيخوخة يتبع الأمراض الباطنية في بداية الأمر، ليصبح لاحقاً قائماً بذاته، مثله مثل طب الأطفال. ويُعرف بأنه يكرَس اهتمامه علي رعاية المسنين والأمراض الخاصة بكبار السن والمشكلات التي تواجه الإنسان عند التقدم في العمر.
 
وجاء استحداث ظهور طب المسنين:
نظراً للزيادة الكبيرة في أعداد المسنين في المجتمع.
الزياده في أعمار الناس التي جلبها الطب الحديث.
 
وهدفه تحسين جودة الحياة وتحفيز زيادة الأمان وحفظ الكرامة والراحة والإستقلالية للمسنين.
 
أمراض المسنين الشائعة
يتميز كبار السن بخصوصيتهم عن الفئات العمرية الأخرى وذلك لاختلاف أداء أعضاء الجسم لوظائفها. ولا بد من التفرقة بين التغييرات التي تحدث في وظائف كل عضو من أعضاء الجسم وبين الأمراض التي تحدث في كل عضو، فمثلاً نقص الإحتياطي الوظيفي في الكليتين (من الممكن أن يعيش الإنسان بنصف كلية) يُعتبر تغيَراً طبيعياً مع السن الكبير (لا يحتاج لعلاج في كبار السن). لكن قصور وظائف الكلى أو الفشل الكلوي يُعتبر مرضاً في أي فئة عمرية ويستدعي البحث عن وعلاج أسبابه.
 
أمراض المسنين الشائعة:
تداخل الأمراض الطبية المتعددة (مثل داء السكري وأمراض ضغط الدم والقلب...إلخ)
أمراض طبية مشهورة في طب المسنين:
- حالات الخلط/الهذيان، خرف الشيخوخة ومرض ألزهايمر.
- الإكتئاب أو القلق.
- إضطرابات الإفراط الدوائي وتداخل الأدوية.
- إضطرابات الحركة والإتزان والسقوط.
- السلس البولي، الجفاف وسوء التغذية.
- الآلام المزمنة، مشاكل المرضى طريحي الفراش، ترقَق العظام، التعامل مع القُرح المختلفة (مثل قرح الإنضغاط).
- قصور الحواس كالسمع والإبصار.
- أمراض جراحية مثل كسر عنق عظمة الفخذ وقُرح الإنضغاط وجلطة الأوردة العميقة والقصور الشرياني الحاد وأمراض البروستاتا والتقييم الطبي قبل الجراحة.