حموضة المعدة: الأسباب والعلاجات

هل تعانون من بحة دائمة في الصوت أو ضيق في التنفس أو سعال مستمر؟ لا تربطوا هذه الأعراض بالجهاز التنفسي فقط، فقد تكون أيضاً من أعراض الإصابة بحرقة المعدة أو الإرتجاع المريئي.او من أعراض الحموضة في الحلق .
 
إذ أنه في نهاية المريء عضلةٌ عاصرة سفلى، تفتح وتغلق عند مرور الأكل وتسهم في عودة مرور المحتويات الحمضية من المعدة للمريء. عندما لا تؤدي هذه العضلة وظيفتها كما يجب، تبدأ أعراض حرقة المعدة بالظهور. ووقتها تبقى فوهة المعدة مفتوحة ما يسمح للعصارة الهضمية بالتسرب إلى المريء وكذلك تسلك الغازات طريقها نحو الأعلى فيما تتسرب العصارة للقصبة الهوائية ثم الرئتين. عندها يصعد الهواء الممزوج بالعصارة الهضمية إلى الحلق مسبَباً السعال.
 
وفي حال لم تتم معالجة حرقة المعدة كما يجب، يمكن أن تسبَب عدداً من الأورام وصولاً إلى السرطان لدى بعض المصابين بالحرقة. لذا لا يجب إهمال أعراض حرقة المعدة والتوجه إلى الطبيب المختص لوصف العلاج المناسب.
 
كما يمكن القيام بخطوات إحترازية لمنع تفاقم الإرتجاع المريئي، منها عدم تناول الطعام في أوقات متأخرة من الليل وتنظيم أوقات تناول الوجبات يومياً، كذلك تجنَب الأطعمة المقلية والكافيين والعصائر والتدخين لأنها تسهم في إفراز كميات كبيرة من الأحماض من المعدة.
 
بعض الأشخاص الذين يعانون من حرقة المعدة قد تتزحزح المعدة لديهم للأعلى، ما يتطلب التدخل الجراحي لإعادة المعدة إلى وضعها الطبيعي.
 
مع الإشارة إلى أن تفاقم حالة الإرتجاع المريئي قد تتطلب الخضوع لجراحة، يتم فيها تركيب صمَام عضلة المعدة، من خلال وضع قضيبين كهربائيين في العضلة عند مدخل المعدة، حيث يعمل الصمَام على إرسال إشارات من أسفل البطن إلى صمام غلق المعدة ليتقلص ويتقلص معه مدخل المعدة. لكن ما زال هناك بعض الشك في نجاعة هذه العمليات الجراحية، خصوصاً أن الجهاز المستخدم فيها يُستخدم كذلك لمعالجة أمراض أخرى ما قد يؤدي لمضاعفات وآلام في البطن.
 
هناك أيضاً إمكانية ربط المعدة بوضع شريط مغناطيسي حول مدخل المعدة من الخارج، ليحول دون صعود الحموضة إلى الأعلى. وهذه الطريقة قد يلجأ إليها مرضى الإرتجاع المريئي وهي تتم بلا تدخل جراحي، لكنها لا تُعتبر علاجاً طويل الأمد.
 
جديرٌ بالذكر أن اللجوء لكل هذه الطرق الجراحية يأتي في حال عدم تمكَن أدوية مضادات الحموضة من القضاء على هذه الأعراض.