جراحات المعدة لمشاكل السمنة المفرطة: أملٌ بصحة أفضل

هي: ريهام كامل 
 
تعد السمنة المفرطة من أخطر المشكلات التي تواجه الإسان، فقد تودي بحياته في أي وقت لما تسببه من أمراض  كالسكر، الضغط، الكولسترول، أمراض تصلب الشرايين، بالإضافة إلى تعرض الشخص المصاب بالسمنة المفرطة للإصابة بالإكتئاب الأمر الذي يزيد الأمر سوءاً. 
الدكتور حمدي عبد الغفار استشارى جراحات المناظير والسمنة المفرطة، وإستشارى الجراحة العامة والمناظير بمستشفى معهد ناصر التعليمى بالقاهرة يجيب على تساؤلاتنا عن السمنة المفرطة.
 
•ما المقصود بالسمنة المفرطة وكيف يعرف الشخص أنه مصاب بها؟
إن الانسان المصاب بالسمنة المفرطة هو الانسان الذي يمتلك أنسجة دهنية زائدة وقيمة مؤشر كتلة الجسم لدية فوق 30 وإن مؤشر كتلة الجسم عبارة عن مؤشر يقيس الوزن مع الطول.             
•ما هي أسباب السمنة المفرطة؟
تتعدد الأسباب فقد تكون بسبب أحد ما يلي: 
1.تزايد متوسط السعرات الحرارية المتاحة للفرد نتيجة زيادة كمية الطعام المستهلكة مع عدم الحركة لفقد الزائد منها.
2. الاستخدام المتزايد لوسائل النقل الألية وإختفاء سلوكيات المشي.
3. تعد العوامل الوراثية المتحكمة في الشهية والتمثيل الغذائي من أهم الأسباب وكذلك الأمراض النفسية والخلل في نشاط الغدد الصماء.
•ما هي عوامل الخطر التي تحاط بمريض السمنة المفرطة
يحاط مريض السمنة المفرطة بمجموعة من المخاطر والمضاعفات نذكر، إذ ترتبط السمنة بإرتفاع معدلات الوفيات والمرض نتيجة الغصابة بمجموعة من الأمراض مثل إرتفاع ضغط الدم، داء السكري، ارتفاع مستوى الدهنيات في الدم، أمراض الشريايين التاجية، أمراض المفاصل التنكسية والاضطرابات النفسية بالاضافة الي ذلك هناك صلة للسمنة بالأمراض التالية فرط الخثورة (Hypercoagulabitity) والصمات (Emboli) وامراض الجهاز الهضمي وسرطان المعدة والمبيضين والثدي وأمراض المرارة ، كما أن السمنة تشكل خطرا كبيرا على المرأة الحامل أيضا لكونها أكثر عرضة لحدوث مضاعفات الولادة والحمل كتسمم الحمل نتيجة ارتفاع ضغط دم الحمل وعند الولادة.
إضافة إلى البدناء يعانون أكثر من غيرهم من أمراض الرئة واضطرابات الغدد الصماء المختلفة وانقطاع النفس أثناء النوم.
كيف يتم تشخيص السمنة؟
يزودنا مؤشر كتلة الجسم بتقدير جيد نسبيا لكمية الأنسجة الدهنية لدي الاشخاص الذين لا يكونون ذو بنية عضلية كبيرة جدا.
و يحسب مؤشر كتلة الجسم بتقسيم الوزن بالكيلوغرامات علي مربع الطول بالامتار دلالة قيمة مؤشر كتلة الجسم 
ويكون الوزن طبيعي إذا كان مؤشر كتلة الجسم  يتراوح بين  18.5: 24.9 
25 ويكون زائد اذا تراوح بين 25 : 29.9 
ويكون الشخص مصاباُ بالبدانة  من الدرجة الأولى في حال وجد أن مؤشر كتلة الجسم يتراوح بين 30 : 34.9 
ويكون مصاب بالبدانة من الدرجة الثانية عندما يترواح مؤشر كتلة الجسم بين 35 : 39.9 
وأخطرهم هو من كان مؤشر كتلة الجسم لدريه أكثر من 40 لأن ذلك يعني اصابته بالسمنة المفرطة
هل تتوقف عوامل الخطورة على تمركز الدهون في منطقة معينة في الجسم عن غيرها؟
نعم، فالسمنة العلوية (السمنة المركزية) أي تراكم الدهون الزائدة في منطقة البطن وفوق الخصر (محيط البطن أكثر من 102 سم لدي الرجال وفوق 88 سم لدي النساء) هي ذات أهمية طبية أكبر من السمنة السفلي اي تراكم الدهون الزائدة في الأرادف والفخدين فالأشخاص الذين يعانون من السمن العلوية عرضة أكثر لخطر الاصابة بمرض السكري , السكتة الدماغية , وأمراض الشريايين القلبية والوفاة المبكرة من الاشخاص المصابين بالسمنة السفلي.
هل يختلف العلاج وفقا لدرجة البدانة؟ وأي العلاجات أنسب للسمنة المفرطة؟
في حالات السمنة المفرطة يكون الرجيم القاسي بمثابة حل مؤقت إذ سيكتسب الوزن الذي تم فقده بمجرد ترك الرجيم بل أكبر من قبل البدء فيه، لذا تبقي الجراحة وبالرغم من صعوبتها هي  الحل الوحيد الناجح والمستمرفى انقاص الوزن و انقاذ الحياة من خطورة السمنة المفرطة و لكنها لن تكون حلا وحدها ، حيث يتعين على المريض الإلتزام بنظام غذائي صحي مصحوب بتغيير في اسلوب الأكل ، اضافة إلى ممارسة الرياضة والمواظبة عليها.
هل لنا أن نتعرف على ايجابيات مثل هذه الجراحات؟
اثبتت الدراسات المحايدة أن المرضى الذين أجريت لهم هذه الجراحات يعيشوا مدة اطول من مرضى السمنة المفرطة الذين لم تجر لهم الجراحة، وأن 95% منهم يعيشوا حياة افضل و تتحسن لديهم الامراض التالية بنسب مختلفة :
1-توقف التنفس اثناء النوم تتحسن من  70-80 %
2-ارتجاع الحامض فى المرئ تتحسن من  70-85 %
3-أمراض الروماتيزم تتحسن من  40-70 %
4-إرتفاع ضغط الدم ينخفض من  50-90 %
5-مرضى السكرى من النوع الثانى غالبا يختفى 
هل يمكن أن تلقي الضوء على ماهية هذه العمليات؟
العمليات تشمل عمليات تضييق المعدة مثل: 
1-التدبيس الرأسى للمعدة: وهو تاريخي وانتهى استخدامه عالميا، ومازال موجوداً، وهو آمن ولكنه محدود الفعالية، وغالبا ما يكتسب الوزن مرة أخرى لكن في حالات قليلة.
2-جهاز ربط المعدة : مقبول من المرضى لإمكانية رفعه في أي وقت،  لكنه غير فعال فى أحوال كثيرة، ويحتاج لرعاية طبية مستمرة ومرضي اكثر التزاماً.
3-الاستئصال الانبوبس للمعدة : وهو أحدث وأفضل اختيار في الجراحة الحديثة لأنه يستأصل جزءاً كبيراً من المعدة يكون مسؤلاً عن افراز هرمون الجوع (الجارلين)، وتحتاج الي رعاية طبية او اضافة فيتامينات ولا تترك جسم غريب ويحافظ علي وظيفة المعدة ولا تحدث خلل بالامتصاص وهو مناسب لأي فئة عمرية، ولكن عدم التزام المريض قد يؤدي الي زيادة حجم المعدة مرة اخرى.
4- عمليات تضييق المعدة مع اضافة  جزء مهم وهو الاخلال بالامتصاص مثل: 
*عملية قص المعدة وتحويل الأمعاء 
*عملية سكوبينارو لتصغير المعدة مع تحويل العصارة البنكرياسية والصفراء بعيدا عن الاكل المهضوم. 
 
وفي النهاية يجب التأكيد على أن العامل الأكبر في نجاح العملية هو إرادة المريض ومدى إلتزامه.