"Tammy"... مواجهة الهروب بالهروب

هي – هلا الجريد
 
هل هي طيبة قلب؟ أم سذاجة؟ لا أستطيع أن أجد فارقاً بين هاتين الصفتين في "تامي" بطلة الفيلم الأميركي الكوميدي الذي  يحمل اسمها أو بما يسمى بالكوميديا السوداء، وتقوم بالدور الممثلة "ميليسا ماكارثي Melissa McCarthy".
 
تدور قصة الفيلم حول "تامي" السيدة التي تعاني من مشاكل أسرية أثرت في تصرفاتها وسلوكها، فهي لا تستطيع السيطرة على نفسها عند فقدنها الأمان، وهذا ما حدث لها عندما تأخرت عن عملها بسبب حادث سير على الطريق حيث تضرب غزالا برياً بسيارتها، وما أن تدخل حتى يقوم مديرها في العمل بطردها بسبب تأخرها الدائم.
 
وبعد أن تفقد وظيفتها المتواضعة في أحد مطاعم الوجبات السريعة في بلدة ميرفيسبورو بولاية إيلينوي، تعود إلى بيتها في وقت غير وقتها المعتاد لتتفاجأ بزوجها يتناول الطعام مع جارتها في البيت، وتضطر إلى الخروج بقلبٍ مكسور فاقدة وظيفتها وزوجها لتذهب إلى بيت والدتها التي بدورها تحاول التخفيف عنها ولكنها تقرر الذهاب بعيداً وهي وسيلتها الدائمة للهروب من المشاكل كما قالت والدتها لها: "دائما ما تعودين بعد أن تصلي إلى آخر المدينة!"
 
ولكنها هذه المرة بلا سيارة وتريد أن تذهب بسيارة جدتها التي تسارع بدورها إلى اقتراح فكرة السفر معها لتحقق حلمها بزيارة شلالات نياجارا، ولكن تعارض تامي بشدة ومع إصرار الجدة التي تمتلك بعض المال الذي جمعته توافق وتبدأ رحلة الهروب للمرح ونسيان الألم الذي اعتصر قلب تامي بعد خيانة الزوج.
 
تبدأ الرحلة وتواجه الجدة والحفيدة العديد من المشاكل التي تتغلب عليها تامي تارة والجدة تارة أخرى وتبدأ تامي بالحديث مع جدتها لتكتشف الكثير من الأمور التي كانت تجهلها وأثرت في طفولتها وكيف تركتها جدتها وهي طفلة رغم تعلق تامي الشديد بها.
 
وتقابل "بوبي" الذي يقوم بدوره مارك دوبلاس لتتغير حياتها في هذه الرحلة وتعرف أن في هذا العالم لا يستطيع المرء التغلب على مشاكله من دون مواجهتها، أما الهروب ما هو إلا علاج موقت أو تأجيل للمشكلة فقط  من دون حل.
 
ولعل ما حدث لتامي من خيانة وفقدان أصلحها، فرب ضارة نافعة كما يقول المثل، فهي رأت الحياة أرحب وأوسع من مدينتها الصغيرة.
 
الفيلم من إخراج بين فالكون، وتشارك ميليسا البطولة سوزان ساراندون بدور الجدة بيرل.