Her... حب يستحق الأوسكار

إعداد: عمرو رضا
 
هل سنبدأ عصر الحب الاصطناعي؟ هل يمكن لأحدنا أن يجد داخل الأسلاك والشرائح الذكية مشاعر تعوضه عن قسوة البشر وغدرهم؟ السؤال يشغل المبدعين منذ ظهرت للوجود أسطورة بغماليون، ولكنه في فيلم Her يطرح رؤية عصرية بامتياز تجرد مفاهيم الحب والرومانسية من زيف ممارسات الانسان المعاصر، وتجعلها رغبة أساسية للبقاء على قيد الحياة أكثر منها مصادفة تجمع بين قلبين.
 
الفيلم الحائز مؤخرا على جائزة أوسكار أفضل سيناريو للمخرج والكاتب سبايك جونز، كان متوقعا له أن يترشح لأوسكار أفضل ممثلة للنجمة سكارليت جوهانسون رغم أنها لم تظهر طوال أحداث الفيلم الا بصوتها فقط، ولهذا تم استبعادها، رغم أنها قدمت بتعبيرات هذا الصوت الحساس كل مشاعر المؤلف، ونجحت في خلق قصة حب حقيقية بين البطل خواكين فينيكس وبين الصوت النسائي الصادر عن جهاز جديد يتميز بالذكاء الاصطناعي المتطور، والمبرمج بالأساس لتبادل المشاعر.
 
القصة يصعب سردها كاملة، ولكن الخطوط الرئيسية تتقاطع في مدينة لوس أنجلوس حيث يعيش مؤلف يُدعى ثيودور تومبلي يعتمد على كتابة الرسائل الرومانسية الملتهبة للعشاق مقابل أجر ويعاني من أزمة عاطفية حادة بعدما هجرته حبيبته كاثرين بعد علاقةٍ دامت فترةً طويلة وحاول تعويض فقدها بكل الطرق التجارية المعتادة كالحب في الهاتف ومع الغانيات وفشل، وما بين سامانثا وهي صوت رقمي أنثوي مبرمج على حمل كل مشاعر الحب، ولا يقع في الأخطاء المعتادة للعشيقات، فهل ينجح في أن يعيد لقلب المؤلف الأمل في الحب؟ الإجابة تحتاج لأن تستعد لساعتين من المتعة مع هذا الفيلم الفريد المصنف ضمن قائمة أفلام الخيال العلمي.
 
شارك في بطولة الفيلم النجمة إيمي آدامز، الى جانب روني مارا، أوليفيا وايلد، وعرض للمرة الأولى في مهرجان نيويورك السينمائي أكتوبر الماضي، وحصل على جائزة جمعية النقاد المحليين الأميركية أفضل فيلم، وحصل مخرجه سبايك جونز على جائزة أفضل مخرج.