فيلم الميدان... الربيع العربي يتحدث

لا يحكي فيلم "الميدان" قصة الربيع العربي في مصر فحسب، ولكنه يجمع كل تناقضاتها ويعكس كل نجاحاته واخفاقاته أيضا، فالفيلم الذي وصل بالسينما المصرية للمرة الأولى رسميا للمنافسة على جائزة الأوسكار، لم يعرض داخل البلاد حتى الآن، بل وامتدت اليه كل الاتهامات التي طالت الربيع المصري، وحولت "الميدان" لأيقونة للفوضى بعدما كان عنوانا للحرية والكرامة.
 
الفيلم الوثائقي الذي تبلغ مدته ساعة ونصف الساعة، بدأ تصويره عقب أحداث يناير 2011 مباشرة واستمر حتى يوليو 2013، بعدسة المخرجة مزدوجة الجنسية جيهان نجيم مصرية الأصل والأميركية الجنسية، يحاول عبر عدة قصص متوازية أن يكشف رؤية الشباب لما تحقق طوال أيام الاعتصام في ميدان التحرير، عبر حكايات سردية كلها لشباب الثورة على اختلاف انتماءاتهم الفكرية وأصولهم الاجتماعية، تحكى لماذا اجتمع كل هؤلاء في الميدان، وكيف واجهوا مخاطر 18 يوما من العنف، وهل ما تحقق حتى مغادرة الميدان يعبر بصدق عن حجم تضحياتهم؟
 
الحكايات ليست الوسيلة الوحيدة لجيهان، فقد دمجت كل القصص في لقطات حقيقية لاعتصامات ومسيرات ميدان التحرير، وسجلت لقطات حية للندوات السياسية والفكرية التي عبأت الميدان بكل أفكار الربيع العربي، وكشفت التباين الشديد بين تصورات الشباب حول سبل تنفيذ شعارات التحرير "عيش حرية عدالة إنسانية"، من خلال شابين يمثل أحدهما التيار الديني والآخر التيار الليبرالي، نجحا في الإبقاء على صداقة الميدان رغم الخلاف الشديد في رؤية كل منهما للأحداث في مصر.
 
الفيلم الذي يعرض مجانا عبر موقع اليوتيوب، بعد اتهامات طالت منتجته ومخرجته بتشويه صورة شباب الربيع العربي، من بطولة المطرب الشاب رامي عصام والفنان المصري البريطاني خالد عبد الله، وقامت بتسويقه عبر شبكة الانترنت شركة نيتفليكس التي قامت أيضا بعرضه في بعض دور العرض الأميركية.
 
وحصل الفيلم على جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان تورونتو السينمائي، كما حصل على جائزة أفضل فيلم من الرابطة الدولية للأفلام الوثائقية، وتعد هذه هي المرة الأولى التي يصل فيها فيلم وثائقي مصري للمرحلة النهائية في ترشيحات جوائز الأكاديمية الأميركية للفنون والعلوم السينمائية الأوسكار.
 
يمكنك مشاهدة الفيلم كاملا وبالمجان عبر الرابط التالي: