ذئب وول ستريت... ثلاث ساعات من جنون سكورسيزي

 

The Wolf of Wall Street ليس مجرد ثلاث ساعات فساد رجال الأعمال والبورصة والمطاردات البوليسية، وانما سيرة ذاتية حقيقية كتبها النصاب جوردن بلفورت الذى شغل بعد خروجه من السجن منصب مستشار مالي، ليتعلم الشباب الأميركي كيف يحقق حلمه، ونقلها مارتن سكورسيزي حرفيا ودون تعديلات في إطار كوميديا سوداء و موسيقى، لنكتشف كيف أن الحلم الأميركي الموعود لا يتحقق الا بالنصب والاحتيال والفساد وانه لا مكان فيه للأبرياء.

 

يروي الفيلم قصة وسيط مالي في وول ستريت خسر وظيفته بعد نزيف الأسواق يوم الاثنين الأسود عام ألف وتسعمئة وسبعة وثمانين ما قاده للعمل في شركة غير مرخصة ولا مسجلة يقوم فيها الوسطاء وبشكل مكثف بالاتصال بالعملاء بهدف إقناعهم بالاستثمار في أسهم رخيصة الثمن مدعين تأمين عوائد مرتفعة جدا مع وعود بأن المخاطر شبه معدومة، ويعتمد الوسيط في إقناعه للعملاء على طرق فاسدة وغير شرعية، وهى قضية احتيال تسببت فعليا في خسائر تقدر بعشرة مليارات دولار، بعدما اختلطت على يد الوسيط المالي بقضايا مخدرات وغسيل أموال أدين فيها الملياردير النصاب جوردن بلفورت بالسجن 36 شهرا.

 

يقدم سكورسيزي هذه السيرة الذاتية بكل ما فيها من مشاهد غير متوقعة لهوايات بطل الفيلم الغريبة، وبعرض دقيق للتفاصيل القذرة لسوق المال الأميركي وكذلك عالم إدمان المخدرات بكافة أنواعها، عبر إطار كوميدي صارخ أقرب للواقعية السحرية التي ميزت روايات أميركا اللاتينية.

 

الوسيط هنا هو النجم المظلوم بوسامته ليوناردو دي كابريو الذي نال عن دوره هذا جائزة الغولدن غلوب منذ أيام وجائزة معهد الفيلم الأميركي، ويشاركه البطولة جونا هيل بدور عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي "دوني أزوف"، وجون دوجردان "جان جاك سورل"، وماثيو ماكونهي "مارك هانا"، ومارغوت روبي بدور زوجته الثانية "نعومي لاباجليا" وجون فافرو بشخصية المحامي"ماني ريسكين"، وكايل تشاندلر قدم دور "باتريك دنهام" وكتب له السيناريو تيرينس وينتر.