"The Counselor" عندما يصبح القانون لعبة

عندما يجتمع نجوم بحجم براد بيت وكاميرون دياز وبينلوبي كروز ومايكل فاسبندر وخافيير باردام، في فيلم واحد يحمل اسم المخرج الكبير "ريدلي سكوت"، لا تصدق أنه مجرد فيلم إثارة عن عالم الجريمة، فهذه الأسماء كلها اجتمعت في فيلم "The Counselor" لتكشف "كيف يفسد العالم عندما يتحول القانون إلى لعبة".
 
الفيلم المقتبس عن رواية شهيرة للأديب الأميركي حائز الأوسكار كورماك ماكارثي والذي قام بكتابة السيناريو والحوار بنفسه، فشل في اسبوعه الأول في تحقيق النجاح الجماهيري المرجو له، واكتفى بتحقيق إيرادات هزيلة بلغت 8 مليون دولار فقط في الأسبوع الأول لعرضه، لأنه وقع ضحية دعاية الشركة المنتجة "فوكس للقرن العشرين" التي روجت له كفيلم حركة وجريمة، بينما هو في جوهره فيلم "درامي فلسفي وكوميديا سوداء"،  يكشف أولا تحولات رجل القانون وكيف يتورط في الجريمة المنظمة وكيف تتغير قواعد اللعبة عندما يسود قانون المافيا.
 
تدور الأحداث حول محام مجتهد يقوم بدوره "مايكل فاسبيندر"، لا يرد اسمه قط في أحداث الفيلم ولكنه يكنى دائما بلقب "المستشار"، يجند خبرته ومهاراته للدفاع عن رجال عصابات تهريب المخدرات، ثم يسعى لكسب مال سريع مستغلا مهارته القانونية عن طريق الدخول لفترة قصيرة في عالم تجارة وتهريب المخدرات عبر الحدود بين كل من الولايات المتحدة وجارتها إلى الجنوب المكسيك، إلا أن قراره هذا يورطه في مشاكل كثيرة خاصة بعد أن تطور الموضوع وتورط في العديد من الصراعات مع زعماء العصابات.
 
المستشار لا يتورط وحده في هذه القضية فقد قام باستغلال صديقته الساذجة "لورا" (بينلوبي كروز) في أعماله الشريرة ظنا منه أنها قد تصلح ككبش فداء لعمليته حال كشف أمرها من الشرطة، ولكنه لم يعرف أن الخطر الحقيقي الذي سيهدد حياته، سيأتي من الزوجين الغامض والخطير "رينير" (خافير باردام) و"مالكينا" (كاميرون دياز) وأن طوق النجاة الوحيد بيد رجل الشرطة وصديقه السابق "ويستري" (براد بيت).
 
كل هؤلاء النجوم يلتقون في المنطقة الحدودية الفاصلة بين الولايات المتحدة والمكسيك حيث يفقد القانون سطوته وبالتالي يتحول "المستشار" لمجرد مهرب عليه أن يخضع لقانون المافيا وان يتحلى بسلوك مجموعة من التجار الوسطاء الذي يتولون إتمام هذا النوع من الصفقات، ولا يعرف كيف ينجو منهم هو وصديقته عندما يقررون الاستيلاء على تجارته المهربة.
 
الأحداث كلها مغلفة بالإثارة والحركة والكوميديا السوداء، مع الحضور الطاغي للممثلين وخاصة النجمة كاميرون دياز التي قدمت صورة جديدة لفتاة العصابات، كما استغلت بينلوبى كروز بمهارة تفاصيل وجهها البريء لتقدم دور الصديقة الساذجة، وحاول براد تقمص شخصية رجل الشرطة الشجاع والمرن، ولكن هذا كله خطف الأنظار من رسالة المخرج الكبير "ريدلي سكوت" والأديب الأميركي كورماك ماكارثي، وهي "ماذا سيحدث لنا إذا تحول القانون للعبة؟"