بالصور: السعوديون يعودون لـ"ألعاب أول" في "ردسي مول"

تحت إسم "ألعاب أول" وبالتزامن مع فعاليات "كنا كدا" و "شمسك أشرقت" التي تقام في المنطقة التاريخية في جدة احتفى ردسي بالتراث الطويل الذي تتميز به عروس البحر الأحمر من خلال مجموعة من الفعاليات التي تستعيد ذاكرة الجداويين على مدى آلاف الأعوام السالفة، حيث يضع الزوار في حقبة زمنية مرت بها عروس البحر الأحمر قبل أكثر من نصف قرن مضى.
 
الآباء يستذكرون والأبناء يتعرفون
تذكر أول زوار المول من الأجداد والآباء فعاليات الألعاب التي كانت منتشرة في زمانهم وتعرف الأبناء عليها؛ ومن أبرزها: لعبة السلم والثعبان، و لعبة الشطرنج، وملاهي العيد (المدريه ) و(الصناديق)، في حين تحتضن منطقة خان الخليلي في المركز نفسه ألعاب البربرة والفرفيرة والكيرم والأسهم والزنبرك، إلى جانب مجموعة من ألعاب البنات؛ مثل نط الحبل، والزُّقَّيطة، وحيات وسلالم، وغيرها، كما تتضمن المنطقة ورشة خاصة بصناعة الألعاب. 
 
مجسمات لألعاب قديمة حول النافورة
ويستضيف المول أيضا متحف الألعاب القديمة الذي تشرف عليه صالة شدّه، والذي يتضمن معروضات مميز قدمها متحف حارة الريان بالطائف بهذه المناسبة، فيما تزخر ساحة النافورة بالرد سي مول الآن بمجسمات للعديد من الألعاب القديمة مثل كاميرا التلفزيون والمخطار، والضومنة، والمدوان، بالإضافة إلى لعبة الزهرة وغيرها. كذلك، يتم توزيع الكثير من الجوائز والهدايا التذكارية على زوار المول.
 
بساطة اللعب ومتعته في الماضي
وقالت الفنانة التشكيلية السعودية فاطمة باعظيم صاحبة الفكرة، والمشرفة بنفسها على الورشة بالتعاون مع عدد من المتطوعين: "الماضي بأسره يمشيء في دماءنا، فقد عشت في وسط الماضي أتذكر كل شيء وكيف كان كل شيء بسيط وممتع، بينما اليوم اللعبة الواحدة لا تكفي الطفل، وهو يقضي ساعات وساعات بين التلفزيون والألعاب ذات المفهوم الجديد"، مشيرة إلى أن "الورشة تثقف أطفال اليوم حول أهمية بساطة اللعب ومتعته في الماضي، كما نود تعريفهم على المورث الثقافي لمدينة جدة".
 
العاب اليوم تدمر العقول وتهلك الأجساد
وأضافت باعظيم "ألعاب الأمس كانت تعد رياضة للجسم، فقد اعتمدت كثيراً على الحركة، ومرونة الجسد، وحضور الذهن. واليوم، للأسف الكثير من الألعاب التي بين يدي أطفالنا تدمر عقولهم وتهلك أجسادهم، ولذلك علينا أن نريهم كيف كان أجدادهم يملكون أجساداً قوية وعقولاً نيرة وهمة عالية منذ نعومة أظافرهم".
 
وتأتي فعاليات "ألعاب أول" من أجل الاحتفاء بماضي الأجداد وتجديد الانتماء لوطننا الغالي، حيث يستعيد الرد سي مول تاريخ مدينة جدة الذي يعود لثلاثة آلاف عام مضى، وكما أوضح الرئيس التنفيذي لشركة أسواق البحر الأحمر، المالكة للرد سي مول، محمد علوي "نتطلع أن تسهم الفعاليات الخاصة التي ننظمها في رسم البسمة على وجوه العائلات والأفراد، وتذكيرهم بأيام "زمان".