" قصر المصمك ".. أبرز معالم الرياض التاريخية

عندما نسمع عن "المصمك" يتبادر إلى الذهن الشاهد الرئيسي على تاريخ الدولة السعودية الحديث، عنما استعاد الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه ملك أجداده وقام بتوحيد الجزيرة تحت راية الإسلام بعد ملحمة بطولية في فجر الخامس من شهر شوال عام 1319هـ.
 
وبُني حصن المصمك أو المسمك ( البناء السميك المرتفع الحصين)، في عهد محمد بن عبد الله بن رشيد (1289-1315هـ) وعندما استعاده الملك عبدالعزيز استخدم مستودعاً للذخيرة والأسلحة، وبقي يستخدم لهذا الغرض إلى أن تقرر تحويله إلى معلم تراثي، يمثل مرحلة من مراحل تأسيس السعودية.
 
يقع "المصمك" في الركن الشمالي الشرقي للرياض القديمة قرب السور القديم (الديرة حالياً)، وتعد البوابة الغربية أشهر معالمه حيث شهدت المعركة الضارية بين الملك عبد العزيز وخصومه، حيث يمكن مشاهدة الحربة التي انكسر رأسها في الباب.
 
ويتميز بناء "المصمك" بأربعة أبراج يبلغ ارتفاع الواحد منها 18 متراً، يصعد إليه بواسطة درج، ثم بسلمين من الخشب، ويوجد في كل برج، أماكن للرمي على محيط البرج، وفي وسط المصمك، برج مربع الشكل، يسمى المربعة، يشرف على القصر من خلال الشرفة العليا.
 
كما يضم "المصمك" الديوانية الذي وهو عبارة عن حجرة مستطيلة الشكل، وبها وجار ( موقد النار )، حسب الشكل التقليدي للوجار في منطقة نجد، ويوحد على يسار المدخل الرئيس المسجد وهو عبارة عن غرفة كبيرة، يوجد فيها عدة أعمدة، وفي الجدران أرفف لوضع المصاحف، ويوجد داخل المسجد محراب.
 
أما الجهة الشرقية من "المصمك" فيوجد البئر الذي تسحب منه المياه عن طريق المحالة المركبة، على فوهة البئر، ويسحب الماء بواسطة الدلو.
 
ويوجد فناء رئيس للقصر، تحيط به غرف ذات أعمدة متصل بعضها ببعض داخليا، ويوجد بالفناء درجات في الجهة الشرقية تؤدي إلى الدور الأول والأسطح.
 
وفي عام 1400هـ، أعدت أمانة مدينة الرياض دراسة خاصة لترميم "المصمك"، ثم تبنت فيما بعد وزارة المعارف (ممثلة في الوكالة المساعدة للآثار والمتاحف) بالتنسيق مع الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض برنامجا لتحويل هذا المعلم إلى متحف، يعرض مراحل تأسيس السعودية وتم افتتاحه في أوائل عام 1416هـ، الموافق 1995م تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض.
 
ويعتبر المصمك في العصمة السعودية اليوم من أهم المعالم السياحية التي تبذل عليه الهيئة العامة للسياحة والآثار جهوداً واضحة لتنمية هذا القطاع.