بيت لوذان في الكويت من ملاذ السفن إلى ملاذ الحرف والفنون

"لوذان" كلمة تعني الملاذ أو المأوى... وفي كويت الماضي كانت تتخذ السفن من هذا الجزء من شاطئها ملجأ من تقلبات الطقس والرياح القوية، أما في يومنا الحالي فهو أيضاً ملاذ ولكنه ملاذ وملجأ لكل من يبحث عن الهدوء وصفاء النفس من خلال تنمية موهبته الفنية أوالحرفية في جو البيت الكويتي التقليدي بنوافذ خشبية ذات الطراز العتيق.
 
قد كان "بيت لوذان" في السابق منزلا يقطنه الشيخ صباح السالم، أمير الكويت الثاني عشر وهو الذي أطلق عليه هذا الاسم، وقد جاءت فكرة تحويل البيت إلى منبر لتعليم الفنون والموسيقى والتبادل الثقافي من الشيخة أمل إبنة الأمير السابق والتي كانت تدير المركز قبل أن تسلمه إلى إبنتها الشيخة فرح.
 
تم بناء البيت على ثلاث مراحل مختلفة، الأولى أواخر 1930 والثانية عام 1940 والثالثة عام 1950، في البداية كان مبنياً من الطين والحجر الأحمر، أما في مراحله الباقية فتم التشييد من القرميد والإسمنت ما يجعل بيت لوذان أول منزل كويتي يستخدم الإسمنت في منطقة السالمية.
 
واليوم بيت لوذان يُستخدم لعمل الدورات التعليمية وورش عمل وأيضاً لإقامة المعارض وإستئجار المكاتب المؤقتة ويوجد في البيت متجر صغير لبيع الهدايا التقليدية بالإضافة إلى مقهى رقيق ذي أجواء دافئة بعكس صخب المدينة.
 
في بيت لوذان الذي يحتل مساحة 4000 متر مربع تتم رعاية المواهب الشابة ومتابعتها كما يتيح للفنانين مساحة لعرض أعمالهم ومهاراتهم.
 
ومن ضمن الدورات التعليمية العديدة التي يحتضنها البيت لمختلف مجالات الفنون الرسم بالزيت والتصميم المعماري والخياطة والتطريز وتصميم الأزياء وصناعة المجوهرات والعطور العربية ودراسة اللغة الفرنسية والفن الزجاجي الذي يتضمن المجوهرات الزجاجية والزجاج الملوّن والزجاج الذي يشكّل عن طريق النفخ والفخار والموسيقى والشعر والخط العربي والتصوير وصناعة الأفلام، كما يتم إستضافة فنانين ومصورين أو موسيقيين من مختلف بلدان العالم للقيام بورش عمل والندوات.
 
بيت لوذان صرح يستحق الإشادة وذلك لما يقدمه من دعم لإثراء الحركة الثقافية والفنية في الكويت.