دبي مدينة تتحدى الأرقام القياسية

الأرقام القياسية وضعت لتتحدى قدرات البشر. ومدينة دبي صنعت لتتحدى الأرقام القياسية نفسها، وتثبت أن كل متر منها قادر على تجسيد "الاعجاز البشري"، فمن برج خليفة الى مضمار ميدان مرورا بالنافورة الراقصة وجزيرة النخيل، آيات على الدهشة وروح الابتكار وسجل حي لأرقام قياسية، استحقت بجدارة أن تحصد رقما غير مسبوق في التصويت النهائي لاختيار المدينة المضيفة للحدث العالمي"إكسبو 2020".
 
برج خليفة ليس شاهدا على إنجازات دبي فحسب لكنه بكل الأرقام سجل لما حققته الإنسانية من إعجاز في عالم الهندسة و العمارة، فهو أعلى بناء شيده الإنسان وأطول برج في العالم بارتفاع 828 مترًا، بمساحة إجمالية تبلغ 4,000,000 متر مربع، ويضم 180 طابقًا، ويضم كذلك فندقًا يتكون من 403 من الأجنحة الفندقية، وفيه 57 مصعدًا كهربائيًا، أما أسرعها فتصل سرعته إلى ما يقارب 10م/ثانية، وللوصول إلى 500م تحتاج إلى 55 ثانية، وتمتلكه شركة إعمار العقارية، وتعد واحدة من أكبر الشركات العقارية في العالم، و قد تولت عمليةَ البناء شركة Samsung C&T.
 
ويضم البرج أعلى شرفة مشاهدة مفتوحة للجمهور، وكذلك أعلى مسجد، وأعلى مطعم، وأعلى حوض سباحة في العالم، فضلًا عن أرقام تخص مكونات البرج الذي شارك بتنفيذه نحو 12 ألف عامل ومهندس منذ بدء إنشائه عام 2004، بتكلفة بلغت حوالي 1.5 مليار دولار.
 
"دبي مول" يستحق وصف الدورية العالمية الشهيرة "ناشيونال جيوغرافيك" كأجمل ما وجد على البسيطة من مولات فائقة الجمال ورائعة الذوق، لما لا والأرقام تشير إلى تحقيق "دبي مول" العديد من الإنجازات القياسية، حيث استقطب ما يزيد عن 54 مليون زائر في السنة عام 2011، وهو رقم يتجاوز إجمالي عدد السياح الذين زاروا مدينة نيويورك الأميركية خلال العام 2011، والذين يقدرون بنحو 50.2 مليون زائر، كما وضعه في مقدمة الوجهات السياحية في العالم متفوقا على مبنى "تايمز سكوير" الذى استقطب 39 مليون زائر و"سنترال بارك" 38 مليون زائر، وشلالات "نياجارا" ،5ر22 مليون زائر.
 
كما صنفت حديقة الحيوانات المائية ضمن موسوعة غينيس للأرقام القياسية، كأكبر واجهة أكريليك في العالم ويضم المول أيضا "حلبة دبي للتزلج على الجليد" المصممة وفق المعايير الأولمبية العالمية ومجمع "سيغا ريببلك" للألعاب التفاعلية والإلكترونية وهو الأول والأكبر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط و"مدينة كيدزانيا" للألعاب الترفيهية والتعليمية المخصصة للأطفال والأولى في المنطقة ومجمع "ريل سينما" لدور العرض السينمائي الذي يضم 22 صالة إذ يعد من بين أكبر المجمعات السينمائية في المنطقة بطاقة استيعابية تصل إلى 2800 شخص، إضافة الى  مجموعة كبيرة من المتاجر يصل عددها إلى 1200 تلبي مختلف متطلبات الزوار، كما يضم المول أكثر من 160 مطعما من أرقي المطاعم والمقاهي بالإضافة إلي منافذ الأطعمة والمشروبات الجديدة والحصرية.
 
الأرقام القياسية لم تنته بعد فنافورة دبي الراقصة "دبي فاونتن" مسجلة على صفحات موسوعة غينيس ريكورد كأكبر نافورة في العالم حيث يزيد حجمها عن حجم ملعبي كرة قدم ويصل ارتفاع المياه فيها إلى أكثر من 150 مترا ما يعادل ارتفاع برج من 50 طابقاً، ويمكن مشاهدتها بالعين المجردة من مسافة 32 كم، ويصل طولها إلى 275 متراً، وتتميز بتصميمها الإنشائي الفريد، حيث تتألف من خمس دوائر بأحجام متنوعة إضافة إلى قوسين. ويعتبر الحمل الكهربائي الكلي للمشروع أكبر بنسبة 145% من نوافير "بيلاجيو"، وبضعف كتلة المضخات بتكلفة بلغت حوالي 200 مليون دولار.
 
كما تضم"The Dubai Fountain" أحدث أنظمة إسقاط الضوء والألوان التي تعتبر الأكبر والأكثر تطوراً في مجال برامج إضاءة الصور المائية في العالم، وتولت تصميمها شركة WET التي تتخذ من كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأميركية مقراً لها، والتي قامت سابقاً بتنفيذ مشروع "نوافير يبلاجيو" في لاس فيغاس.
 
معجزة أخرى حققتها دبي بمشروع "مضمار ميدان" لسباق الخيل البالغ تكلفته ملياري دولار، يعد صرحاً معمارياً يسبق عصره بكل معنى الكلمة، ويمتد على مساحة 76 مليون قدم مربعة، ويتميز بالسقف هلالي الشكل الذي يزيد وزنه عن وزن 6000 سيارة مجتمعة ويمتد على طول 400 متر وتعلوه 4800 لوح لتوليد الطاقة الشمسية تنتج نحو 750 كيلووات من الطاقة الكهربائية يوميا.
 
ويضم المضمار منصة رئيسية بطول 1.6 كلم تتسع لحوالي 60 ألف متفرج، إلى جانب فندق عالمي "خمس نجوم" يشتمل على 290 غرفة، 95 منها تطل على المضمار مع قناة مائية يبلغ طول واجهتها 2.7 كلم.
 
الأرقام القياسية امتدت للبحر أيضا مع معجز جزر النخيل وهي ثلاث جزر صناعية بنيت علي ساحل دبي، وتعد أكبر ثلاث جزر صناعية في العالم، ويمكن رؤيتها بوضوح من الفضاء، والجزر الثلاث هي: نخلة الجميرة، نخلة جبل علي، نخلة الديرة ، وتضم مجمعات فلل راقيه بالإضافة الى 40 فندق فخم، كما يوجد بها اندية رياضيه راقيه تابعه للفنادق والمجمعات السكنية، بتكلفة التقريبية للجزيرة الواحدة تصل الى ملياري دولار أميركي.
 
مدينة دبي صنعت لتتحدى الأرقام القياسية نفسها، وفى مبانيها وشوارعها العشرات من الأرقام القياسية تتحطم يوميا تحت وطأة الأناقة والرفاهية والتقدم.